كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الحمل تقيل !

كرم جبر

الإثنين، 22 يناير 2024 - 09:10 م

انفجرت الأحداث حولنا من كل الجهات، بشكل يجعلنى أسأل: هل هى صدفة أم مؤامرة؟
السودان وليبيا وغزة والصومال وسد النهضة والبحر الأحمر وقبلها كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.. وكل ذلك فى غضون عامين، وهى أحداث تحتاج عشرات السنين لاستيعاب آثارها.


ما يحدث فى البحر الأحمر يطرح سؤالاً: هل تؤدى ضربات أمريكا للحوثيين إلى إضعاف قوتهم أو القضاء عليهم؟
الشواهد تقول: «لا».. فالغارات غير مؤثرة، والحوثيون لديهم القدرة على تفكيك القواعد العسكرية ونقل الصواريخ لأماكن آمنة، ولديهم صواريخ كروز التى لا تمتلكها إلا جيوش محدودة فى العالم، وتدعمهم طبيعة جبلية يصعب اختراقها بسهولة.


أما حلف «حارس الأزهار» الذى شكلته الولايات المتحدة فليس له أهداف محددة أو توقيتات معلنة، وفى ظل هذا الغموض فالصراع مرشح للاستمرار.
وفى السودان وصلت الحلول السلمية إلى حد اليأس، وأعلن قائد الجيش السودانى عبد الفتاح البرهانى «يا احنا يا هما، لا صلح ولا تفاوض»، ويخيم شبح التقسيم على السودان فى ظل هجرة أكثر من ثمانية ملايين.


والسودان لن يهدأ، فقد تحالفت الفتن الداخلية مع الأطماع الخارجية لإشعال حروب لن تنتهى إلا بنهاية أحد الفريقين، وأصبح فى صالح بعض الدول والقوى الخارجية أن يبقى السودان أسيراً للفوضى، حتى يستمر مسلسل نهب ثرواته.


وغزة هى الرقم الصعب فى المعادلة، ولن تستقر حدود مصر الشرقية إلا باستقرار الأوضاع فى غزة، وبدء مشوار الحل الصعب الذى يستغرق عدة سنوات.
وإلى الآن لا تبدو فى الأفق بوادر الاتفاق على تشكيل حكومة فلسطينية موحدة، تتولى زمام الأمور فى «اليوم التالى» لوقف الحرب، فأمريكا تريد تعيين نائب للرئيس الفلسطينى
ورئيس وزراء بصلاحيات واسعة، والرئيس الفلسطينى يريد وقف إطلاق النار أولاً ثم الإعمار ثم تهيئة الأجواء لمباحثات حل الدولتين.. ولا يوجد مشروع فلسطينى متفق عليه بين مختلف الفصائل للمستقبل.


وهكذا فالحمل ثقيل والفاتورة باهظة على مصر.


فقد أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى خروج 22 مليار دولار من مصر، بجانب ارتفاع أسعار القمح والشحن والتأمين، فازدادت أزمة الدولار صعوبة، وتراجعت إيرادات قناة السويس والسياحة وتحويلات المصريين فى الخارج.
وانعكست الأوضاع الشائكة على الأسعار والمستويات المعيشية وبات ضرورياً الخروج من الأزمات بسرعة.
«الحمل تقيل» ويتطلب أن يتسلح المجتمع بالوعى والفهم لما يحدث حولنا، وآثاره المباشرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر، وعدم السماح لإعلام اليأس بأن يتسرب إلى النفوس، ويقود إلى اليأس.
«رب ضارة نافعة» ليتأكد الجميع من صحة المثل الذى يقول «ما حك جلدك غير ظفرك»، ففى الأزمة لن ينفعك أحد، ولا طريق إلا حسن استغلال الإمكانيات المحلية وتعظيم العائد منها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة