الثلاثاء، 23 يناير 2024 - 07:04 م

 الأزمة العالمية تؤكد أهمية قرار إحياء برنامجنا السلمي 

 المشروع يوفر إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل ويجنبنا تقلبات الأسعار 

 المحطة صفحة جديدة من علاقات التعاون مع روسيا.. وامتلاكها مستقبل مشرق للبلاد 

 بوتين: القاهرة شريك استراتيجي لموسكو.. وعلاقتنا مبنية على الاحترام المتبادل والمساواة 

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، عبر الفيديو كونفرانس فعاليات بدء تنفيذ أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة، بمشروع الضبعة النووى، بحضور د.مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسئولين الروس.

وخلال كلمته، أكد الرئيس السيسي أن الشعب المصري يكتب اليوم تاريخاً جديداً بتحقيقه حلماً طالما راود جموع المصريين بامتلاك محطات نووية سلمية وأكد تصميمه على المضى قدما في مسار التنمية والبناء وصياغة مستقبل مشرق لمصر.

وقال الرئيس السيسى إن هذا الحدث العظيم الذي نشهده يمثل صفحة مضيئة أخرى فى مسار التعاون الوثيق، بين مصر وروسيا الاتحادية ويعد صرحا جديدا، يضاف إلى مسيرة الإنجازات، التى حققها التعاون «المصـــرى-الروسى» المشترك عبر التاريخ، وأشار إلى أن المشروع يعكس مدى الجهود المبذولة من كلا الجانبين للمضى قدما نحو تنفيذ مشروع مصر القومى، بإنشاء المحطة النووية بالضبعة، الذى يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمنى المقرر متخطيا حدود الزمان ومتجاوزا كل المصاعب، ليعكس الأهمية البالغة التى توليها الدولة لقطاع الطاقة إيمانا بدوره الحيوى، كمحرك أساسى للنمو الاقتصادي وإحدى ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق «رؤية مصر 2030».

وأعرب السيسى عن خالص تقديره وسعادته بالمشاركة الكريمة للرئيس فلاديمير بوتين فى فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووى والتى تأذن بشروع مصر فى مرحلة الإنشاءات الكبرى لكافة الوحدات النووية بالمشروع، وتوجه بالشكر للضيوف الكرام.

وتابع الرئيس السيسى: إنه لمن دواعى سرورى وفخرى واعتزازي أن أتشارك معكم هذه اللحظة التاريخية التي ستظل خالدة فى تاريخ وذاكرة هذه الأمة وشاهدة على إرادة هذا الشعب العظيم الذى صنع بعزيمته وإصراره وجهده التاريخ على مر العصور.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة فى إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الاستراتيجى الذى اتخذته الدولة بإحياء البرنامج النووى السلمى المصرى لإنتاج الطاقة الكهربائية كونه يساهم في توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويجنب تقلبات أسعاره.

وأضاف الرئيس السيسى أن إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة الذي تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء يكتسب أهمية حيوية للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويساهم في زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، بما يحقق الاستدامة البيئية والتصدى لتغير المناخ.

واختتم السيسي كلمته قائلا: أتقدم بالشكر مرة أخرى للرئيس «بوتين» على انضمامه لهذه الفعالية كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير للعاملين بكل من شركة «أتوم ستروي إكسبورت»، المقاول العام الروسي للمشروع و«هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء»، التي تشرف على تنفيذ هذا المشروع القومي العملاق آملا دوام التوفيق في مراحل المشروع المقبلة.

ومن جانبه أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن مصر صديق وشريك استراتيجى لروسيا، وأن العلاقات بين البلدين مبنية على المساواة والاحترام المتبادل. وأشار الرئيس الروسى، إلى بدء مرحلة جديدة فى بناء المحطة النووية فى مصر، والتى تعتبر أهم المشروعات بين البلدين، وأوضح أن إنجازها سيساهم فى تطوير الاقتصاد المصرى ويعزز القاعدة للطاقة وتطوير الصناعات الحديثة، وفتح أماكن عمل للمختصين، وستقدم المحطة كل ما يساهم فى التطور فى مصر.

وقال فلاديمير بوتين إنه «خلال القرن الماضى، كان المختصون السوفييت قد شاركوا بشكل كبير فى تطوير الاقتصاد والدفاع فى مصر، وقدموا المشروعات المتطورة مثل السد العالى، وتم بناء شركات كثيرة تعمل حتى الآن وتأتى بالفائدة للشعب المصرى».

وأشار الرئيس الروسى إلى أن التعاون بين البلدين مازال مستمرا وفى تطور، وأشار إلى أن مصر تعتبر صديقا وشريكا استراتيجيا لروسيا، وأن العلاقات مبنية على المساواة والاحترام المتبادل وفقا لاتفاقية الشراكة المتعددة والتعاون الاستراتيجى التى تم التوقيع عليها فى عام 2018.

وأوضح فلاديمير بوتين أن التبادل التجارى بين البلدين يتطور، وشهد نموا خلال الـ 10 شهور من العام الماضى بنسبة 20%، وأن هناك مشروعات عديدة فى مجال الطاقة والزراعة يتم إنجازها، وأيضا فى المواد الغذائية، كما يجرى تطوير المنطقة الصناعية بالقرب من قناة السويس، فضلا عن الأفاق الكبيرة فى تطوير التعاون عبر انضمام مصر إلى مجموعة «بريكس».

وشدد الرئيس الروسى على أن موسكو ستبذل، خلال ترؤسها هذا العام لمجموعة «بريكس»، كل ما فى وسعها لتصبح مصر فعالة ضمن عمل تلك المجموعة، معربا عن أمله فى مشاركة مصر كافة الفعاليات المقررة لمجموعة «بريكس» خلال العام الجارى، والتى تبلغ أكثر من 200 فعالية.

ووجه بوتين الدعوة للرئيس السيسى لحضور اجتماع مجموعة «بريكس» فى مدينة قازان الروسية خلال شهر أكتوبر القادم، وأشار إلى أنه يتابع العمل بشكل متواصل مع الرئيس السيسى لآخر التطورات فى مشروع الضبعة، وذلك منذ توقيع الاتفاق عليها منذ عام 2017.

وشدد بوتين على أهمية المحادثات التى أجراها مع الرئيس السيسى خلال قمة «روسيا-إفريقيا» العام الماضى، وأوضح أنها تطرقت إلى العديد من القضايا المهمة، والتى من بينها سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن الأحداث الراهنة فى فلسطين والأوضاع الإنسانية فى غزة.

وأشار بوتين إلى أن شركة «روس أتوم» تقوم ببناء أربع وحدات لمحطة الطاقة النووية فى مصر تقدم خلالها 4200 ميجاوات، وأن الشركة ستقدم سنويا حوالى 73 مليار كيلووات من الطاقة الكهربائية.

وأكد الرئيس الروسى أن محطة الضبعة النووية ليس لها أى انبعاثات على البيئة خلافا لمحطات الفحم الحجرى، وأن «شركة روس أتوم معترف أنها رائدة فى مجال الطاقة النووية السلمية، وتتخذ القرارات والإجراءات الهندسية الحديثة والتقنيات العصرية، وتستخدم معايير الأمان العالية وفقا لضوابط وكالة الطاقة الذرية، التى توفر أكثر المعايير أمانا».
وأشار الرئيس الروسى إلى أنه فى إطار التعاون فى محطة الضبعة النووية، فإن روسيا تجهز كل الكوادر من المختصين وممثلى شركة روس أتوم، مبينا حصول أكثر من 90 طالبا مصريا على التعليم المطلوب فى هذا المجال.

وقال فلاديمير بوتين «نحن نقدم المساعدة لأصدقائنا المصريين طوال مدة عمل هذا المشروع، بما فى ذلك تقديم الوقود النووى والتعامل مع النفايات النووية، وبلا شك فإن الاقتصاد المصرى حصل على صناعة جديدة، وهى الطاقة النووية». وفى ختام كلمته، أعرب الرئيس الروسى عن شكره لكل العاملين فى مشروع محطة الضبعة النووية على عملهم «الباسل»، متمنيا لهم النجاح.