ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


مصري

ممدوح الصغير يكتب: 8 عقود مضت.. ولا يزال شعارها «خدمة الشعب»

ممدوح الصغير

الأربعاء، 24 يناير 2024 - 05:17 م

ساعات قليلة وتحل علينا ذكرى عيد الشرطة، يومٌ يحتفل به شعب مصر تكريماً لبطولات رجال الشرطة فى يوم 25 يناير عام 1952، يوم البسالة والشجاعة بالإسماعيلية، معركة نالت إعجاب قائد قوات الجيش البريطانى، مُحصِّلة يوم البطولة 56 شهيدًا زُفُّوا لقبورهم وسط زغايد المُشيِّعين، وكيف تبكى الباكيات شهيدًا مكانه فى جنات الرحمن محفوظٌ.

عَرفت الشرطة معنى الفقد يوم 25 يناير عام 1952، بعد استشهاد 56 من خِيرة رجالها، طوال   8 عقودٍ من الزمن نتذكَّر يوم البطولة لرجال الشرطة، ففى السنوات العشر الأخيرة، كرَّم الرئيس عبدالفتاح السيسي المئات من أُسر الشهداء، وذلَّلت وزارة الداخلية كل المعوقات التى تُصادفهم، واللفتة الرائعة كانت مُصاحبة ضباط العلاقات الإنسانية للعشرات من أبناء الشهداء فى أول يومٍ  دراسى، مصر لا تنسى مَنْ ضحَّى لأجلها، رجال الشرطة منذ الجمهورية الأولى قدَّموا تضحيات كبيرة بارزة فى السنوات الأولى لتأسيس الجمهورية الثانية التى انطلقت يونيو 2014، دولة للعدل والقانون.

فى ثمانينيات القرن  الماضي خاضت الشرطة حربًا ضاريةً ضد أباطرة المخدرات، اللواء أحمد رشدى بعد وصول معلومات مؤكَّدة له عن انتشار مخدرات الموت بين الشباب، كانت خِطته، والتى على إثرها سقط العشرات من أباطرة الموت والمخدرات، وخلال حُقبة تسعينيات القرن الماضى كانت   الحرب ضد الإرهاب، على إثرها فقدت الشرطة عددًا كبيرًا من رجالها، فقد تعرَّضت مصر لأكبر اعتداءٍ ضد السياح فى    نوفمبر 1997، فى حادثٍ أراد المُنفِّذون ضرب السياحة التى كانت فى مرحلة التعافى، وبدأت الحرب على الإرهاب، وعقب سنوات من دحره، تساقطت كل شبكات الموت بالداخل بعد الوصول لمن يُحرِّكهم بالخارج.

وجاءت فترة ما بعد 2011، والمُؤامرة الكبرى  ضد الشرطة لنشر الفوضى، حيث تماسكت وزارة الداخلية وبالتعاون مع القوات المسلحة تم الحفاظ على استقرار  مصر، الدولة الأهم فى الشرق الأوسط، وبفضل الله نجت مصر من فخ الحرب الأهلية. 

◄ التحدي بعد 30 يونيو

كانت المرحلة الأخطر فى تاريخ مصر المعاصر هى سنوات ما بعد ثورة 30 يونيو، مَنْ خرج من السلطة ومَنْ يدعمهم من دول أعالى البحار، وضعوا خطةً لزعزعة استقرار مصر، كان عدد العلمليات الإرهابية الكبير يُشعل الفوضى فى قارة بأكملها، يصعب على أى دولة التصدِّى له، ونجحت الشرطة من خلال أجهزة المعلومات فى دحر الإرهاب، فى ذلك الوقت كانت مصر فى حالة بناء لدولة بمفهومها الحقيقى، مشروعات قومية هدفها توفير الحياة الكريمة للشعب، شبكة طرق تُعدُّ الأفضل فى الشرق الأوسط.

◄ خدمات نموذجية
بعد دحر الإرهاب كانت مُبادرات الشرطة للشعب،  "كلنا واحد"، واحدة من المُبادرات الناحجة، تلاها التطور الكبير فى تقديم الخدمات النموذجية للشعب بعد استخدام التكنولوجيا المتطورة، بأعداد قليلة من الضابط والموظفين، تُقدِّم خدمات كبيرة لملايين البشر.

ولدينا إدارات شرطية تُقدِّم خدمات مثالية ونموذجية تُضاهى دول العالم الأول، قطاع الجوازات والوثائق، فصورة مُشرِّفة لمصر من خلال الخدمات التى تُقدَّم للمصريين والأجانب  الذين عبَّروا عن انبهارهم بالرُّقى الكبير فى المُعاملة، المبنى مُجهزٌ بطريقة تُوفِّر المُعاملة الكريمة للجميع، ساحات انتظار فخمة، توديع عصر الطوابير، الإدارة ربما تتعامل مع أكثر من 8 ملايين عربى مُقيمين بمصر ويجدون كل الرعاية خلال استخراج أوراقهم، وكثيرًا ما صاحبت زملاء يعملون بالخارج كلماتهم أسعدتنى وجعلتنى أشعر بالفخر، وهم ينشدون كلمات الثناء.

من خلال توافر المعلومات التي وصلتني من زملاء  لهم تعامل على فترات في الإدارة.. العمل مستمرٌ، ليس هناك راحة حتى تغلق شاشات الكمبيوتر أضواءها، فمبنى الجوازات صار مبنى خدمات مُتكاملة، فروع بالبنوك، و استديو تصوير، وقد طوَّرت مصلحة الإحوال المدنيه فروعًها من  مطروح حتى حلايب وشلاتين، وصارت تُقدِّم خدماتها التى تحفظ حقوق البشر فى المواريث.

كما تُواصل الإدارة العامة للمرور التفانى فى تقديم خدماتها للمواطنين فى سهولةٍ ويُسر، صار أداء رجال المرور فى مصر هو الأفضل بين دول الشرق الأوسط، بعد جودة الطرق التى تُعدُّ الأفضل فى أفريقيا وآسيا.. وبفضل استخدام التكنولوجيا صار قائد السيارة يعرف المخالفة فور ارتكابها، ورغم تطبيق القانون الذى لا يعرف التفرقة، كان لرجال المرور مواقف إنسانية فى مواقف عديدة تعرَّض لها المواطنون.

وكان التطور الكبير فى مصلحة الأدلة الجنائية التى يُستنسخ فيها صحيفة الحالة الجنائية التى يحتاجها الجميع للتقديم للوظائف، فى الزمن السابق كان استخراجها أمرًا شاقًا، اليوم صارت لا تتطلب سوى وقت قصير.

أحتاج لسطورٍ عديدة لإنصاف جهد الإدارات الشرطية المختلفة، فهى تُقدَّم جهدًا كبيرًا ربما لا نشعر به، أيضًا شرطة المسطحات المائية المسئولة عن حماية النيل والحافاظ على البيئة، وشرطة النقل والمواصلات المختصة بحماية أملاك الدولة فى مرافق السكة الحديد، ومباحث التليفونات والبريد والمترو.. كل إدارة بها رجال يبذلون جهدًا كبيرًا لخدمة أبناء دولتهم، ويُطبَّق فيها شعار الشرطة فى "خدمة الشعب".

أداء رجال الشرطة فى خدمة الوطن يحتاج لحروفٍ تعرف الإنصاف والعدل، جاحدٌ مَن يُنكر دورها الحيوى فى خدمة الوطن والشعب.. كل سنة ورجال الشرطة البواسل بكل الخير، وحفظ الله   مصر وشعبها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة