خالد محمود
خالد محمود


المشهد

سيمفونية «بنات ألفة»

الأخبار

الخميس، 25 يناير 2024 - 04:01 م

تعزف المخرجة التونسية كوثر بن هنية سيمفونية جديدة وملهمة لمشهد السينما العربية الجديدة بوصول فيلمها «بنات ألفة»، للقائمة القصيرة بمسابقة أوسكار والمنافسة على جائزة أفضل فيلم وثائقي، تلك السيمفونية قوامها الرئيسى هو العزف على أوتار الحلم فى الوجود وسط الكبار وأن السينما العربية يمكنها أن تغرد من جديد وتنير طريق واقعها وتحفز صناعها ومبدعيها على الاستمرار بثقة دون أن توقفها أى عقبات.

وصول فيلم للمخرجة التونسية للمرة الثانية للقائمة النهائية بالأوسكار، حيث حققت ذلك قبل عامين بفيلم «الرجل الذى باع ظهره»، يؤكد تميزها كمخرجة وأنها انضمت لمجموعة من المخرجات اللواتى استطعن فرض أنفسهن على ساحة السينما العالمية خلال السنوات الأخيرة بفضل اللغة السينمائية الجديدة التى قدمتها عبر «بنات ألفة» بالمزج بين الشخصيات الحقيقية وأداء الممثلين، وطرح قضيتها بشكل غير مباشر لإلقاء الضوء على كل أبعاد القصة المعقدة عن طريق حوارات بين الممثلين وأصحاب القصة الحقيقية التى تتناول هنا حكاية أم عصامية تدعى «ألفة الحمرونى» لديها أربع بنات اختفت اثنتان منهن بعد أن وقعتا فريسة للفكر المتطرف، بالوقوع فى أحضان مجموعة إرهابية وهى القضية التى تؤرق بعض الأسر التونسية المرتبطة بالهاربين إلى تنظيم (داعش) فى ليبيا، وقدمتها عبر تجربة إبداعية صادقة دون ضجيج؛ لأنها تتحدث عن الإنسان فى النهاية.

فى فيلمها تجمع المخرجة الأم وابنتيها الباقيتين وتساعدها فى إعادة استرجاع التاريخ واللحظات المؤثرة بالبوح والفضفضة بل وتعوض المفقودتين باثنتين من الممثلين، حتى تشعر الأم بروح الأسرة من جديد بين دموع وضحكات لمعة فى عينها تحمل هذا الشعور المتناقض، عبر صورة ملهمة وشجن موسيقى ذابت الأحزان لكنها تركت وجع المأساة فى ذاكرة المشاهد ومفتاح تجاوزها معا وتلك هى القيمة الحقيقية للعمل.

فالفيلم الذى يجمع بين التوثيقى والروائى بات منافسًا حقيقيًا للفيلم الروائى التقليدي، وأتمنى أن يتوج «بنات ألفة» بالجائزة يوم 10 مارس ليحقق صعودًا كبيرًا للسينما العربية، حينئذ ستتغير النظرة للفيلم العربى أمام العالم ويمهد لقفزات أخرى قادمة أتمنى أن يلحق بها فيلم مصرى.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة