كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الثمن

كرم جبر

الثلاثاء، 30 يناير 2024 - 08:52 م

«إن نتنياهو مصاب بهستيريا لا شفاء منها ولا مفر إلا التخلص من حكومته».. هذه هى شهادة رام براك النائب الأسبق للموساد، تعبيراً عن الضغوط الهائلة التى يتعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلى من عائلات الأسرى، والتى أصابته بالهستيريا.

والسبب أن نتنياهو اتهم عائلات الأسرى بأنهم يعملون لصالح حماس، وابتزازه والضغط عليه، ورفعوا ثمن تحرير الأسرى، وأن حماس تستغل هذا الموقف لصالحها، ووصفه باراك بأنه يتكلم بوقاحة، ويريد مواصلة الحرب بثمن فادح من القتلى والمصابين حتى يبقى فى الحكم.

وبدأ الإسرائيليون أنفسهم يكتشفون أن نتنياهو يفتعل أزمات مع مصر وقطر، الدولتين اللتين تبذلان جهودا ووساطة مضنية لتحرير الأسرى وعودتهم إلى عائلاتهم.

ووصلت هستيريا نتنياهو ذروتها بسبب المتظاهرين وهم يحملون صور الرهائن الإسرائيليين ويصفونه بالقاتل الذى يريد استمرار الحرب، ووصل عددهم إلى 20 ألف متظاهر يهتفون «نريدهم أحياء لا فى توابيت».

وفى مدينة خان يونس احتشد الآلاف من أبناء غزة يطالبون بوقف الحرب ورفع المعاناة عنهم فى الظروف المعيشية الصعبة، ويناشدون بسرعة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والعودة إلى منازلهم.

وتبذل مصر وقطر والولايات المتحدة جهوداً مكثفة لدمج مقترحات إسرائيل وحماس، فى صيغة مقبولة من الطرفين، للتوصل إلى مسودة اتفاق محتمل، بشأن تبادل إطلاق الأسرى من الجانبين، وإقرار تهدئة طويلة، تتيح إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية.

ووصلت المنطقة كلها إلى مفترق طرق، إما التهدئة والاتفاق، أو اندلاع حروب فى جبهات متعددة، تمتد من غزة إلى البحر الأحمر وجنوب لبنان والحدود السورية الأردنية، وقد تصل ألسنة النيران إلى سوريا ومنطقة الخليج وإيران، إذا استمرت هستيريا نتنياهو فى إشعال مزيد من الحرائق.

واللاعب الرئيسى هو الولايات المتحدة وأوروبا بدرجة أقل، أما القوى الدولية الأخرى مثل الصين وروسيا والهند، فمنسحبة من المشهد، ولا تحاول أن يكون لها أى دور.

وبحسابات الأرباح والخسائر يمكن أن يربح الفلسطينيون، إذا استثمروا الحراك الدولى فى مشروع سياسي، تدعمه الرغبة الدولية فى إقامة الدولتين، بشرط وحدة الفصائل الفلسطينية، وتفويض منظمة التحرير بالتفاوض، كممثل شرعى ووحيد للشعب الفلسطيني.

وإذا ضاعت هذه الفرصة فلن تجيء مرة ثانية، خصوصاً وأن ثمنها فادح جداً من تضحيات أبناء غزة، والشهداء الذى تجاوز عددهم 26 ألفاً، ويتزايدون كل يوم.

«الوقت فى صالحنا وليس فى صالح العدو»، تلك عبارة شهيرة كان يرددها دائما  الرئيس جمال عبد الناصر، ورغبة المجتمع الدولى الشديدة فى حل الدولتين، تتطلب التفكير فى القضية بشكل مختلف، لأن الشعوب فى الجانبين لن تصبر طويلاً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة