علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

رهان عقيم!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 31 يناير 2024 - 07:41 م

بمجرد أن يصدر تصريح من الإدارة الأمريكية على أى مستوى، يبدو فى ظاهره تعبيراً عن وجهة نظر مغايرة للنهج الإسرائيلى، إلا وتنطلق أصوات تفتقد للوعى والرؤية والمنطق للاحتفاء بمقولة لبايدن أو بلينكن، دون قراءة صحيحة للواقع، بعيدا عن الأقوال التى لا تغير من جوهر الموقف الأمريكى المؤيد تماما، للإجرام الصهيونى المتواصل، الذى تجاوز كل الأعراف والقوانين، فهل توقف أى نوع من الدعم السياسى أو العسكرى، اللوجيستى أو الاقتصادى الذى تضخه واشنطن فى شرايين الكيان الصهيونى قبل وأثناء وبعد، أى تصريح لذر الرماد فى عيون وعقول مؤهلة لتفسيره على النحو الذى يهدئ خواطر أصحابها، لكن على الأرض لا مردود مؤثر، أو تحول فى الأداء الوحشى والتدميرى لآلة القتل الصهيونية.

هل شهدنا تحولا حقيقيا فى السياسة الأمريكية أو الاستراتيجية الصهيونية كترجمة عملية، لما يثمنه المرجون لفكرة الخلاف بين الحليفين؟
لم ولن يحدث ذلك أبدا!

تظل التصريحات مجرد كلام أجوف، وتصمد الأفعال منتظمة فى سياق علاقة وثيقة بين واشنطن وتل أبيب، من المستحيل المساس بجوهرها، ودون أن يقترب من التأثير على إنجاز المهمة التى من أجلها انطلق الدعم الغربى/ الأمريكى بالأساس، والتى لا تخرج عن «تطهير» أرض فلسطين من أصحابها، وحرمانهم من استرداد حقوقهم التاريخية، مهما قيل حول حل الدولتين لأن قراءة مفردات الواقع تشير دون لبس إلى استحالة عملية لتنفيذه، فى ظل الممارسات المنهجية للكيان الصهيونى، وما توفره أمريكا من تغطية دون هوادة لتلك الممارسات الاستعمارية على مدى ٧٥ عاما. كفوا عن رهانكم العقيم، وأوهامكم السرابية برؤية خلاف حقيقى، من شأنه تغيير فعلى فى الموقف الأمريكى، يترتب عليه بناء سياسة مغايرة تجاه الكيان الصهيونى، لأن أمريكا بوضوح شديد تثمن أمن الكيان الصهيونى أمنها القومى، وأن ما تبذله من دعم يأتى فى صلب المصالح الحيوية لأمريكا، بعيدا عن أى مواقف عابرة أو ظرفية حتى لو كانت انتخابات رئاسية، فسيمضى رئيس ويحل آخر فى البيت الأبيض، وتبقى العلاقة بين الحليفين صامدة ومستمرة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة