الجمعة، 02 فبراير 2024 - 05:41 م

التوكاتسو هى كلمة يابانية الأصل وتعنى الأنشطة الخاصة، وهى نظام تعليمى يقوم على بناء الإنسان وتعليم مفاهيم تحقق له حياة أفضل مثل الاعتماد على النفس والالتزام وتحمل المسئولية واحترام الرأى الآخر والعمل الجماعي، وهو السر فى التركيبة الإنسانية التى تقوى على مواجهة التغيرات وتجاوزها وتحقيق النجاح فى الحياة. 

بدأته اليابان عام ١٩٤٧ كمقرر دراسات حرة يعتمد على اهتمامات تلاميذ المدارس وتجاربهم إلى جانب بقية المناهج العادية، قبل أن يتحول الى نظام تعليمى كامل منذ خمسينيات القرن الماضي، يركز على بناء شخصية التلميذ والطالب من خلال سلوكه ومهاراته واهتماماته، بنفس درجة أهمية تنمية معارفه ومعلوماته، مع وضعه فى تجارب مختلفة خلال اليوم الدراسى ليكتشف مهاراته وينميها بمساعدة المعلم، ويرسخ القيم الأخلاقية والإنسانية التى تنظم تعامله مع الآخرين وتعزز ثقته بنفسه وقدرته على التعبير عن أفكاره ومشاعره.

فى كتاب ممتع عن «التوكاتسو» وضعته شابة مصرية متحمسة لتطوير التعليم فى مصر هى إيمان رفعت محمود معلمة اللغة اليابانية، رصدت تجربتها على مدى عشرين عاما فى التعلم والتعليم باليابان، وكيف ساهم نظام التعليم فى البناء الشامل للإنسان نفسيا وروحيا وإنسانيا وفكرياً مما انعكس على التفوق الأكاديمى والعلمى وحقق تنمية مستدامة للمجتمع الياباني. 

وتتناول المؤلفة فى كتابها الآثار السلبية للكثافة العددية فى بعض المدارس الحكومية المصرية وتقترح بعض الحلول الميسرة للتغلب على مشكلات ضيق الوقت والمكان وطول المناهج واختلاف قدرات التلاميذ على استيعاب المواد المختلفة، إذ أن التعليم الحقيقى ليس فقط دراسة وحفظ محتوى الكتب الدراسية بل بناء شخصية محبة للعلم وشغوفه بالتعلم تسعى للاستفادة منه على الوجه الأمثل. هذا الكتاب يستحق اهتمام كل المعنيين والمهتمين بالتعليم فى مصر.