كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الأسعار وصناعة الأزمات !

كرم جبر

الأحد، 04 فبراير 2024 - 07:33 م

علاج الأزمات لا يكون أبدًا بالتشكيك فيما حدث من إنجازات فى السنوات السابقة، فالمشروعات كلها ملك مصر وشعبها وليس لنظام الحكم، والبطل كان الشعب المصرى الذى تحمَّل عن طيب خاطر فاتورة الإصلاحات الاقتصادية، ولا يجب التنكُّر لتحمُّله وتضحياته، وننتظر على أحر من الجمر انفراج الأزمات، وهدوء الأسعار التى يشكو منها الجميع.


لن تنجح محاولات إنهاك الداخل فى حروب كلامية، يتم إطلاقها فى الداخل والخارج عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وبعضها مُخططة ومدبّرة وتتلقّفها الكتائب الإلكترونية، وبدلاً من إشاعة الأمل يتم صناعة اليأس والإحباط.


المفترض أن تتحد الجهود لمساعدة الدولة فى مواجهة التحديات الصعبة، وتنتقل آثارها السلبية إلى الداخل وإلى الناس، فلو حدثت فوضى - لا قدر الله - سيكون مشعلو الفتن أول مَنْ يرقص على خسائرها ويستدفئ على نارها، والبديل هو تضافر الجهود وبذل أقصى ما يمكن لعبور الأزمة.
ليس الآن وقت "صناعة الأزمات"، واستثمار الأزمة الاقتصادية فى اختلاق قصص وحكايات مرسلة دون أدلة أو أسانيد، وطرحها وكأنها حقائق، واستشراف المستقبل أفضل من إعادة إنتاج الماضى، وفتح أبواب الأمل والتفاؤل أمام الناس، أفضل من إشاعة اليأس والإحباط، والتبشير بالخير أفضل من الدعوة إلى الشر.
والمفترض أن نخلق فرصة ذهبية لتبادل الأفكار والرؤى وطرح البرامج والخطط، والنظر إلى التحديات بهدف اجتيازها وليس وضع المعوقات فى طريقها، وأن ننقل للرأى العام صورة إيجابية لبلدهم، وليس تشويهها وتسويدها، ولماذا يحاول البعض النفاذ من جديد إلى الحياة السياسية بنفس الممارسات القديمة؟
الأزمات لا يتم التعامل معها بالإنكار أو التضخيم وإنما فى حجمها الطبيعى دون تهويل أو تهوين، والأزمة فى صورتها الحقيقية هى الارتفاع الجنونى فى الأسعار دون مبررات تقتضى الزيادات التى تحدث، وعندما نتحدث عن ضرورة الرقابة لا نجد آليات فعَّالة ولا من يتصدى للمسئولية.
والأيام القادمة هى الأشد صعوبةً، حيث تتزايد معدلات الاستهلاك بشكل كبير، والخطوة الأولى الضرورية هى "فرملة" الأسعار، حتى تكون فى مستوى القدرة الشرائية لعديد من الفئات.
إشاعة أجواء من القلق والتوتر وحرب الشائعات هو المستهدف لخلق حالة من عدم الاستقرار.. والمؤكد أن لدينا رصيدًا من الحوادث السابقة تجعل من عاشها يستنكر مثل هذه المحاولات التى تحدث الآن، مع الاعتراف بحجم المشكلة وصعوبة أعبائها وتوابعها.
الاستقرار والحفاظ على مصر الوطن والشعب والأرض والتاريخ والثقافة والحضارة والتسامح والمحبة والسلام والنيل والناس الطيبين والمقاهى والشوارع والزحام والمساجد والكنائس وأولياء الله الصالحين، ودعوات طاهرة فى صلاة الفجر "رب اجعل هذا البلد آمناً".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة