الثلاثاء، 06 فبراير 2024 - 10:58 م

مع اقتراب نهاية العام الثاني من الحرب الروسية الأوكرانية، يبدو أن هناك تحولات مفاجئة في هيكل الجيش الأوكراني، تطال شخصيات بارزة على الساحة العسكرية والتي تصل إلى أفراد يشغلون مناصب قيادية في الدولة.

حيث يعمل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على دراسة إقالة قائد الجيش الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني، بالإضافة إلى عدة مسئولين كبار آخرين في البلاد.

خلافات الرئيس الأوكراني مع قائد الجيش

ويبرر الرئيس الأوكراني ذلك بأنه ضرورة ملحة في ظل الوضع الحالي الذي يتطلب ضبط الأمور، وأكد الرئيس الأوكراني الذي واجه انتقادات حادة ووصف بالديكتاتور، على أن هذه الخطوة تأتي نتيجة لضرورة ملحة تفرضها المرحلة الراهنة للبلاد.

خاصة بعد التقارير التي أشارت إلى نية زيلينسكي إقالة قائد الجيش الأوكراني زالوجني، نتيجة للخلافات حول أدائه في الحرب مع روسيا، وبسبب عدم نجاحه في استعادة مساحات كبيرة من الأراضي الخاضعة للسيطرة من قبل موسكو.

تأثيرات سلبية حال الإقالة قد تفتح أفق التوتر مع روسيا

واعتبر الجنرال زالوجني، المعروف بشعبية كبيرة داخل البلاد، أن الحرب مع روسيا دخلت مرحلة جديدة من الاستنزاف، مما دفع زيلينسكي إلى انتقاده، ونظرًا للشعبية الكبيرة لقائد الجيش الأوكراني في كييف، فقد تكون لإقالته تأثيرًا سلبيًا على معنويات القوات الأوكرانية وعلى زيلينسكي، بحسب "العربية" الإخبارية.

ويروج بعض المحللين في الصحف الغربية إلى أن مناقشة الرئيس الأوكراني لقرار إقالة قائد الجيش قد يفتح الباب لمزيد من التوترات مع روسيا.

ومن جهة أخرى، عارضت واشنطن قرار الرئيس الأوكراني، وفقًا لمصادر إعلامية أمريكية، ولكن تصريحات متضاربة جاءت من مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جايك سوليفان، الذي اعتبر إقالة فاليري زالوجني قرارًا سياديًا.

علاقة «الجنرال الحديدي» و«زيلينسكي» خلف الكواليس

أما قائد الجيش لأوكراني فاليري زالوجني المعروف بالجنرال الحديدي فقد كان لفترة طويلة اليد اليمنى للرئيس الأوكراني زيلينسكي، ولكن أصبح اليوم عبئًا على الأخير.

وعلى الرغم من أن الثنائي لم يظهرا سويًا علنًا منذ العام الماضي، إلا أن الأمور كانت تتطور في الخفاء، حيث حاول الرئيس الأوكراني إبعاد زالوجني عن الساحة، عبر إغرائه بعدة مناصب، إلا أن جميعها تم رفضها من قبل زالوجني، وفقًا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن أن الحكومة الأوكرانية أبلغت البيت الأبيض بتدبيرها لإقالة أكبر قائد عسكري في البلاد، والذي يحظى بشعبية واسعة ويشرف على الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب "سكاي نيوز" البريطانية.

إعلام أوكراني: سبب الإقالة الرئيسي يعود لخوف زيلينسكي من استبداله بزالوجني

وتعود أسباب هذا الخلاف، وفقًا للصحيفة الأمريكية ذاتها، إلى الخلافات التي نشبت بين زيلينسكي وقائد الجيش الأوكراني، حول قضية تعبئة الجيش الأوكراني. 

حيث اعتبر زيلينسكي أن الجيش يمتلك عددًا كافيًا من الأفراد يمكن استخدامه بكفاءة أكبر، بينما أصر زالوجني، الملقب بـ "الجنرال الحديدي"، على ضرورة تعبئة نصف مليون رجل، وفشل الهجوم الأوكراني المضاد في تحقيق أهدافه، مما زاد من التوتر بينهما.

وفي ذات السياق، أشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى خوف زيلانسكي من استبداله بزالوجني، ووفقًا للأجهزة الأمنية الأوكرانية، ثبت أنه تم التنصت على مكتب قائد الجيش الأوكراني للتلاعب بالمعلومات وتشويه صورته أمام الشعب، الذي يدعمه وأمام الولايات المتحدة التي تراقب زالوجني كبديل محتمل لزيلينسكي، على الرغم من تحفظ واشنطن حول إدارته للهجوم الأوكراني المضاد.

وأخيرًا، يظل إعفاء فاليري من منصبه معلقًا في الوقت الحالي مع اقتراب نهاية العام الثاني من الحرب الروسية الأوكرانية، في حين يتخذ المسئولان خطواتهما التالية وفقًا لما ذكرته واشنطن بوست.