د. أســامة أبــو زيــد
د. أســامة أبــو زيــد


من الأخر

بالسلامة للفاشل!

د. أســامة أبــو زيــد

الأربعاء، 07 فبراير 2024 - 09:30 ص

لأول‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬بطولة‭ ‬الأمم‭ ‬الأفريقية‭ ‬يخرج‭ ‬جميع‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬مبكراً‭.. ‬وتقام‭ ‬مباريات‭ ‬دور‭ ‬الثمانية‭ ‬بدون‭ ‬أى‭ ‬منتخب‭ ‬عربى‭.. ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطراً‭ ‬شديداً‭ ‬أصبح‭ ‬واقعاً‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬الحسابات‭ ‬لأن‭ ‬أفريقيا‭ ‬السمراء‭ ‬‮«‬بتجرى‮»‬‭ ‬كروياً‭ ‬ونحن‭ ‬مازلنا‭ ‬مشغولين‭ ‬فى‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬والمجاملات‭ ‬وفيتوريا‭.. ‬عفواً‭ ‬الفاشل‭!!‬

هناك‭ ‬منتخبات‭ ‬تفوقت‭ ‬وتألقت‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬فى‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬ببلاد‭ ‬‮«‬الأفيال‮»‬‭ ‬كوت‭ ‬ديڤوار‭.. ‬التكهنات‭ ‬كانت‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬سيلعب‭ ‬لعبته‭ ‬مثل‭ ‬بطولات‭ ‬سابقة‭.. ‬لكن‭ ‬الدنيا‭ ‬بالفعل‭ ‬تغيرت‭.. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬نجح‭ ‬بالفن‭ ‬واللعب‭ ‬والقوة‭ ‬والمهارات‭.. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬سانده‭ ‬الحظ‭ ‬والتوفيق‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬المهارات‭ ‬والروح‭ ‬عامل‭ ‬أساسى‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الإجادة‭.‬

وصل‭ ‬منتخب‭ ‬كوت‭ ‬ديڤوار‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الذهبى‭.. ‬الأرض‭ ‬بالفعل‭ ‬والجماهير‭ ‬وربما‭ ‬الدعوات‭ ‬ساندت‭ ‬منتخب‭ ‬الأفيال‭ ‬غير‭ ‬المقنع‭ ‬و«المبخت‮»‬‭.. ‬فكان‭ ‬التفوق‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬منتخب‭ ‬مالى‭ ‬أحد‭ ‬أفضل‭ ‬منتخبات‭ ‬البطولة‭.. ‬والأمور‭ ‬‮«‬ماشية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬منتخب‭ ‬كوت‭ ‬ديڤوار‭ ‬ولحسن‭ ‬حظ‭ ‬هذا‭ ‬المنتخب‭ ‬أنه‭ ‬سيلتقى‭ ‬مع‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬نعم‭ ‬منتخب‭ ‬جيد‭ ‬جدا‭ ‬ولكنه‭ ‬ليس‭ ‬بشراسة‭ ‬منتخب‭ ‬نسور‭ ‬نيجيريا‭ ‬المتكامل‭.. ‬القوى‭.. ‬والذى‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬التكهنات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فى‭ ‬صالحه‭ ‬تماماً‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬الأخضر‭ ‬النيجيرى‭ ‬وكاب‭ ‬فيردى‭ ‬أو‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬منتخبات‭ ‬البطولة‭.. ‬وأضاع‭ ‬‮«‬الكاب‮»‬‭ ‬الفوز‭ ‬والتأهل‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الذهبى‭ ‬أمام‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ضاعت‭ ‬الهجمات‭ ‬السهلة‭.. ‬وتفوق‭ ‬ويليامز‭ ‬حارس‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬وأحد‭ ‬نجوم‭ ‬البطولة‭.‬

الحوار‭ ‬والرغى‭ ‬والكلام‭ ‬عن‭ ‬البطولة‭ ‬لن‭ ‬يتوقف‭ ‬أبداً‭ ‬لأنها‭ ‬أمم‭ ‬الغرائب‭ ‬والعجائب‭.. ‬وتستحق‭ ‬الاهتمام‭ ‬والبدء‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬الجماعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الحل‭.. ‬دائماً‭ ‬نتعاطف‭ ‬ونهتم‭ ‬جداً‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬أزمة‭.. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬تنتهى‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬‮«‬فشوش‮»‬‭ ‬ويكون‭ ‬الضحية‭ ‬المسئول‭.. ‬أو‭ ‬الاتحاد‭.. ‬ويأتى‭ ‬بعده‭ ‬وبعده‭ ‬ولا‭ ‬جديد‭ ‬للأسف‭ !‬

نعم‭ ‬شعبية‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬برئاسة‭ ‬الصعيدى‭ ‬المهذب‭ ‬جمال‭ ‬علام‭ ‬أصبحت‭ ‬فى‭ ‬‮«‬الحضيض‮»‬‭.. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أحد‭ ‬يوافق‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الاتحاد‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬بفيتوريا‭ ‬الذى‭ ‬كنا‭ ‬نهتف‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭!!‬

نحن‭ ‬بالفعل‭ ‬شعب‭ ‬طيب‭ ‬جداً‭.. ‬وكان‭ ‬التأييد‭ ‬لفيتوريا‭ ‬غير‭ ‬عادى‭ ‬وأتذكر‭ ‬أن‭ ‬الأبواق‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬أشادت‭ ‬بعبقرية‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬يخطط‭ ‬لسنوات‭ ‬وسنوات‭ ‬وأنه‭ ‬حضر‭ ‬من‭ ‬البرتغال‭ ‬بأجندة‭.. ‬وارتفعت‭ ‬حدة‭ ‬‮«‬التطبيل‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬بلجيكا‭ ‬بالكويت‭ (‬2/1‭).. ‬ولكن‭ ‬الأمور‭ ‬لم‭ ‬تتحسن‭ ‬أبداً‭ ‬فى‭ ‬المباريات‭ ‬الرسمية‭ ‬التى‭ ‬لعبها‭ ‬المنتخب‭ ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬المنتخب‭ ‬بلا‭ ‬روح‭ ‬أو‭ ‬شكل‭ ‬أو‭ ‬منظر‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭.. ‬ولعل‭ ‬الحلم‭ ‬كان‭ ‬كبيراً‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬البطولة‭ ‬لكن‭ ‬الحلم‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬كابوس‭!!‬

الخريطة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬الفورى‭.. ‬هناك‭ ‬نغمة‭ ‬بأن‭ ‬المدرب‭ ‬المصرى‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬موجود‭.. ‬والسؤال‭ ‬ماذا‭ ‬فعل‭ ‬رجال‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعداد‭ ‬وصقل‭ ‬ابن‭ ‬البلد؟

أتذكر‭ ‬أن‭ ‬د‭. ‬عبدالمنعم‭ ‬عمارة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬بادر‭ ‬بسفر‭ ‬المدربين‭ ‬أولاد‭ ‬البلد‭ ‬إلى‭ ‬دورات‭ ‬خارجية‭ ‬مثل‭ ‬ليبزج‭ ‬بألمانيا‭ ‬وهى‭ ‬إحدى‭ ‬الدورات‭ ‬الدراسية‭ ‬الكبرى‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬كبيرة‭ ‬للتعلم‭ ‬والمعايشة‭.. ‬وكان‭ ‬الأمر‭ ‬إيجابياً‭ ‬جداً‭.. ‬وهذه‭ ‬الأمور‭ ‬أصبحت‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬مدرب‭ ‬‮«‬بيصرف‮»‬‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬ماهر‭ ‬مدرب‭ ‬المصرى‭ ‬البورسعيدى‭ ‬حسب‭ ‬معلوماتى‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬سمعت‭!!‬

لابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬كامل،‭ ‬لأن‭ ‬المنتخبات‭ ‬الصاعدة‭ ‬أو‭ ‬التى‭ ‬ستمثل‭ ‬المستقبل‭.. ‬لا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭.. ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نصمد‭ ‬أمام‭ ‬الطوفان‭ ‬الأفريقى‭ ‬والدليل‭ ‬النتائج‭ ‬التى‭ ‬شاهدناها‭.. ‬باستثناء‭ ‬المنتخب‭ ‬الأوليمبى‭ ‬الذى‭ ‬صعد‭ ‬لأوليمبياد‭ ‬باريس‭ ‬ويعانى‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬والتجاهل‭ ‬وعدم‭ ‬توفير‭ ‬البرنامج‭ ‬الذى‭ ‬يليق‭ ‬بالحدث‭!!‬

المنظومة‭ ‬فعلاً‭ ‬‮«‬خربانة‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬والدليل‭ ‬إجادة‭ ‬وتألق‭ ‬والشرف‭ ‬الذى‭ ‬شعرنا‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬الحكام‭ ‬محمد‭ ‬عادل‭ ‬وأمين‭ ‬عمر‭ ‬ومحمود‭ ‬البنا‭ ‬بأمم‭ ‬الأفيال‭ ‬وسيطرتهم‭ ‬التامة‭ ‬على‭ ‬نجوم‭ ‬القارة‭ ‬والمدهش‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الحكام‭ ‬الخواجة‭ ‬بيريرا‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬معجب‭ ‬ببعض‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭!‬

الواضح‭ ‬أن‭ ‬العيب‭ ‬فى‭ ‬المناخ‭ ‬العام‭ ‬وافتقاد‭ ‬التحكيم‭ ‬الثقة‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬لأنه‭ ‬غير‭ ‬مسنود‭ ‬أقصد‭ ‬‮«‬الجبلاية‭ ‬بيعاه‮»‬‭.. ‬وبالتالى‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬فيتوريا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬منظومة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬وأولها‭ ‬هذا‭ ‬البيريرا‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬دور‭ ‬له‭ ‬ويحصل‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬دولارات‭ ‬المصريين‭!‬

الأمور‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتحسن‭ ‬جداً‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭.. ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬يشعر‭ ‬بأنه‭ ‬فاشل‭ ‬ولن‭ ‬يعطى‭ ‬ووجوده‭ ‬مرفوض‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يرحل‭ ‬بالسلامة‭ ‬لأن‭ ‬شكله‭ ‬أصبح‭ ‬فعلاً‭ ‬‮«‬بايخ‮»‬‭!‬

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة