الرئيس عبدالفتاح السيسى وقرينته السيدة انتصار السيسى والرئيس أردوغان وقرينته السيدة أمينة أردوغان
الرئيس عبدالفتاح السيسى وقرينته السيدة انتصار السيسى والرئيس أردوغان وقرينته السيدة أمينة أردوغان


القاهرة وأنقرة تدشنان صفحة جديدة فى العلاقات

السيسى وأردوغان يبحثان دفع جهود تعزيز التعاون الثنائى والتنسيق فى القضايا العالمية

محمد هنداوي

الأربعاء، 14 فبراير 2024 - 08:07 م

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس مباحثات قمة مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بمقر قصر الاتحادية بمصر الجديدة بحضور وفدى البلدين.
صرح بذلك المستشار د. أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.

وأجريت مراسم استقبال رسمية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لدى وصوله قصر الاتحادية، واستعرض ضيف مصر حرس الشرف، كما عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبلدين.

وتضمنت مراسم الاستقبال إطلاق 21 طلقة مدفعية كتقليد رسمى لاستقبال كبار الزوار.

وتناولت جلسة المباحثات الموسعة بين الزعيمين دفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما شهدت التباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار فى غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع.

.. وخلال مؤتمر صحفى مشترك بين الزعيمين

السيسى: دفعة قوية للتعاون الاستراتيجى ووضع العلاقات على مسارها الصحيح

اتفقت مع الرئيس التركى على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فورى فى غزة

أردوغان: نتقاسم مع مصر تاريخًا مشتركًا يزيد على ألف عام

نعتزم زيادة الاستثمارات التركية فى مصر بحدود 3 مليارات دولار

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه اتفق والرئيس التركى رجب طيب أردوغان على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فورى فى قطاع غزة.

ورحب السيسى بنظيره التركى فى أول زيارة له لمصر منذ أكثر من 10 سنوات.. مشيرا إلى أن هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة بين البلدين.

وأشار الرئيس السيسى إلى اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية مع تركيا وما تشهده العلاقات التجارية من نمو خلال الفترة الماضية.. لافتا إلى أنه تم الاتفاق على رفع مستوى التبادل التجارى بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الرئيس السيسى مع الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان» بحضور وفدى البلدين فى مقر قصر الاتحادية بمصر الجديدة.

ورحب السيسى فى بداية كلمته بالرئيس «رجب طيب أردوغان».. والوفد المرافق له.. فى أول زيارة له إلى مصر.. منذ أكثر من 10 سنوات.. لنفتح معاً صفحة جديدة بين بلدينا.. بما يثرى علاقاتنا الثنائية.. ويضعها على مسارها الصحيح.. وأؤكد اعتزازنا وتقديرنا لعلاقاتنا التاريخية مع تركيا.. والإرث الحضارى والثقافى المشترك بيننا.

وأشار الرئيس السيسى إلى استمرار التواصل الشعبى خلال السنوات العشر الماضية، كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً مطرداً خلال تلك الفترة.. فمصر حالياً الشريك التجارى الأول لتركيا فى أفريقيا، مشيراً إلى أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية وقد أثبتت التجربة الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين.. وبالتالى سنسعى معاً إلى رفع التبادل التجارى إلى 15 مليار دولار.. خلال السنوات القليلة القادمة.. وتعزيز الاستثمارات المشتركة.. وفتح مجالات جديدة للتعاون.

كما أشار الرئيس السيسى إلى اهتمام مصر بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركَزَيْ ثقل فى المنطقة بما يسهم فى تحقيق السلم.. وتثبيت الاستقرار.. ويوفر بيئة مواتية.. لتحقيق الازدهار والرفاهية.. حيث تواجه الدولتان.. العديد من التحديات المشتركة.. مثل خطر الإرهاب.. والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.. التى يفرضها علينا الواقع المضطرب فى المنطقة.

وأعرب السيسى فى هذا السياق.. عن اعتزاز مصر بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا.. من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية.. إلى أهلنا فى قطاع غزة.. أخذاً فى الاعتبار.. ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق على دخول تلك المساعدات.. مما يتسبب فى دخول شاحنات المساعدات.. بوتيرة بطيئة.. لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.

وأضاف السيسى: ولقد توافقتُ والرئيس «أردوغان» خلال المباحثات.. على ضرورة وقف إطلاق النار فى القطاع بشكل فورى.. وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية.. حتى يتسنى استئناف عملية السلام.. فى أقرب فرصة.. وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة.. على حدود الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها القدس الشرقية.. وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وقال الرئيس السيسى: كما أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين.. حول الملف الليبى.. بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية.. وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد.. ونقدر أن نجاحنا.. فى تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا.. سيمثل نموذجاً يحتذى به.. حيث إن دول المنطقة هى الأقدر.. على فهم تعقيداتها.. وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها.

وتابع السيسى: يهمنى كذلك الترحيب.. بالتهدئة الحالية فى منطقة شرق المتوسط.. ونتطلع للبناء عليها.. وصولاً إلى تسوية الخلافات القائمة.. بين الدول المتشاطئة بالمنطقة.. ليتسنى لنا جميعاً التعاون.. لتحقيق الاستفادة القصوى.. من الموارد الطبيعية المتاحة بها.

كما أكدنا خلال المباحثات.. اهتمامنا المشترك بالتعاون فى أفريقيا.. والعمل على دعم مساعيها للتنمية.. وتحقيق الاستقرار والازدهار.

وأعرب الرئيس السيسى عن تطلعه لتلبية دعوة الرئيس «أردوغان» لزيارة تركيا فى أبريل المقبل لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين فى شتى المجالات.. بما يتناسب مع تاريخهما.. وإرثهما الحضارى المشترك.

ومن جانبه أكد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تتقاسم مع مصر تاريخا مشتركا يزيد على ألف عام، معربا عن أمله فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى لائق.

وأضاف الرئيس أردوغان أن بلاده ترى أن الإرادة موجودة لدى الجانب المصرى للارتقاء بالتعاون مع تركيا، مشيرا إلى أنه تم رفع مستوى التعاون بين مصر وتركيا إلى مستوى مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى.

وأكد أردوغان أنه ينتظر زيارة الرئيس السيسى إلى أنقرة من أجل عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى والذى سيكون بمثابة مرحلة جديدة فى العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأعرب الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، عن سعادته بتواجده فى القاهرة بعد 12 عاما، متقدما بالشكر والتقدير للرئيس السيسى ولجميع المصريين على حسن وحفاوة الاستقبال.

وأوضح أردوغان، أن محادثات امس مع الرئيس السيسى تضمنت وضع هدف للوصول إلى حد التبادل التجارى ليصل إلى 15 مليار دولار فى أقرب وقت، مؤكدا عزم بلاده زيادة حجم الاستثمارات التركية فى مصر بحدود 3 مليارات دولار.

وأضاف الرئيس التركى أنه تم تبادل الآراء فى إمكانية اتخاذ تدابير إضافية من أجل زيادة التعاون التجارى والاقتصادى وفى مجال الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى مجال الصناعات العسكرية والدفاعية والذى أثبتت تركيا قوتها فيه، وذلك بناء على الطاقات الكامنة بين البلدين.

وأعرب أردوغان عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين فى حادث مدينة أرزنجان التركية، والذى أسفر عن مقتل 9 عمال فى المنجم، مضيفا أن أعمال البحث مستمرة حيث تم تكليف وزيرى الطاقة والداخلية التركيين بمتابعة الأعمال فى المنطقة.

وأشار إلى وجود 349 مختصا يعملون فى المدينة إلى جانب 886 من فرق داعمة وأدوات مستعدة، مثل 44 مولد طاقة وأكثر من 300 آلة وأدوات للإنقاذ إلى جانب 6 طائرات مسيرة تعمل فى مكان الحادث، مؤكدا استمرار العمل حتى الوصول إلى كل المواطنين.

وأكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سعى بلاده لتعزيز الروابط مع مصر فى المجالات السياحية والتعليمية والثقافية، موضحا أن معهد «يونس أمره» فى القاهرة يعد أكبر فرع للمعهد فى العالم من حيث الإقبال لتعلم اللغة التركية، وفى السنة الماضية تم تسجيل 22 ألف طالب مصرى فى هذا المعهد من أجل تعلم اللغة التركية، ما يبعث على السرور.

وحول أزمة غزة، قال أردوغان: إن ما يحدث فى غزة من مأساة إنسانية كان قد تصدر جدولة أعمالنا امس،حيث تسببت الهجمات الإسرائيلية فى استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطينى كما أصيب ما يقرب من 70 ألف فلسطينى، وقد تم استهداف المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات ومبان تابعة للأمم المتحدة وإن إدارة نتنياهو مستمرة فى سياسة الاحتلال والقتل وارتكاب المجازر، رغم ردود الفعل العالمية أيضا.

وشدد الرئيس التركى على أن إيصال المساعدات إلى سكان غزة على رأس أولوياتهم،حيث أرسلت تركيا ما يزيد على 31 ألف طن من المساعدات الإنسانية، مشيدا بالجهود المصرية المبذولة لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع وجهود الهلال الأحمر المصرى ووزارة الصحة المصرية وجميع الجهات المصرية.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن بلاده نقلت أكثر من 700 مصاب فلسطينى مع المرافقين إلى تركيا، ويجرى البحث لإنشاء مستشفى ميدانى فى غزة، وبتعاون ودعم المصريين فى القريب العاجل.

وأعرب الرئيس التركى عن رفضه لمبادرات تهجير سكان قطاع غزة، مؤكدًا أنهم لن يقبلوا أبدًا بتطهير غزة من سكانها، معبرًا عن تقديره لموقف مصر فى هذا الأمر أيضًا.

وطالب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلى بوقف مجازره بحق سكان غزة، وألا تمتد تلك المجازر إلى مدينة رفح أيضًا، داعيًا المجتمع الدولى للتدخل وعدم السماح بهذا التصرف الجنونى.

كما أكد الرئيس التركى أنه من أجل وقف إراقة الدماء فى غزة سيظلون على تعاون مستمر مع مصر، لافتًا إلى أن إعادة إعمار غزة تتطلب العمل المشترك ونحن جاهزون للعمل مع مصر فى هذا الشأن أيضًا.

وأوضح أردوغان أنه خلال لقائه مع الرئيس السيسى تطرق إلى الملف الليبى والصومال والسودان، مؤكدا حرصه على الوحدة العربية لهذه الدول الثلاث وأمنها واستقرارها.. مشيرًا إلى عزمهم استمرار التنسيق والتعاون مع مصر فى تناول وبحث كل هذه المسائل والقضايا العالمية.

وفى نهاية كلمته، جدد شكره إلى الرئيس السيسى، معربًا عن تمنيه بأن تكون هذه الزيارة وسيلة خير للبلدين وللمنطقة والعالم برمته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة