إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

الكان لمن أراد العلام !

الأخبار

الأربعاء، 14 فبراير 2024 - 09:13 م

 فارقة فعلا؛ هذه النسخة من كأس الأمم الأفريقية عن كل ما سبقها من دورات للبطولة القارية، فقد كشفت نسخة «أبيدجان ٢٠٢٣» عن تحولات كثيرة فى خريطة كرة القدم الأفريقية واعتمدت قوى جديدة أزاحت القوى التقليدية الكبرى وأوقفت سيطرة الشمال وأبعدت نجوما كبارا عن سماء الكان لحساب نجوم جدد وأفكار مختلفة ومعانٍ كثيرة  لتقدم هذه البطولة التى حاز لقبها الأفيال، الكثير من الدروس فى الكان لمن أراد العلام!.

مهم جدا لنا تدارس ما حدث فى  كوت ديفوار، ونحن نبدأ مع المدرب الوطنى الطموح بشدة وانفعالية ولهفة حسام  حسن مرحلة جديدة مع المدرب الوطنى الذى أثبتت نسخة الكان هذه أهميته التى تفوق دور المدرب الأجنبى فى جوانب مهمة..

الروح القتالية العالية كفيلة فى كرة القدم باختصار الفوارق وتحقيق الطموحات مهما كانت المعوقات والصعوبات. أفيال كوت ديفوار اعتبروا خارج البطولة وتلقوا انتقادات جارحة هزت كبرياءهم لما خسروا بالأربعة من غينيا الاستوائية لكن القدر أهداهم منحة مغربية ليعودوا للبطولة من الباب الضيق، لكن الأفيال بمعنويات هائلة حطموا كل جوانب  الأدوار المتقدمة فى البطولة وفرضوا وجودهم ودهسوا كل من قابلهم حتى وصلوا  لمنصة التتويج بدهشة حقيقية تركت كلمة واحدة بصرخة عالية: الروح !.

المدرب الوطنى ربما يكون الأفيد للمنتخبات خصوصا فى ظل ضيق الوقت وعدم تمكن المدربين من ترك بصمة حقيقية على أسلوب اللعب وتوظيف وتغيير قدرات اللاعبين نظرا لاضطرار المنتخبات لاستخدام لاعبيها فى فترات قصيرة يحددها الفيفا فى ظل صناعة كرة القدم الاحترافية. من هنا تراجع تأثير المدربين تكتيكيا وبرزت القدرات الذهنية وكيفية تفعيل الحماسة الوطنية والروح العالية لمن يضع يده عليها جيدا من المدربين الوطنيين. راجع التأثير الهائل للمدرب الوطنى الإيفوارى إيميرس فاى الذى كان مساعدا للفرنسى الذى تم خلعه سريعا أثناء البطولة وتولى فاى المهمة ليشعل حماسة وغيرة الأفيال ويذهب بهم بعيدا وفوق تصور الجميع. تجربة سيسيه مع السنغال وبلماضى مع الجزائر والركراكى مع المغرب كلها تؤكد الحقيقة: الوطنى يكسب!.

عدم اعتراف الكرة بالأحكام المسبقة والقوى التقليدية وأنها لعبة لا تحترم إلا من يحترمها ويعطيها بإخلاص وجدية وتركيز.. كانت من الدروس المهمة فى الكان.. من يصدق خروج الكبار تباعا: غانا والكاميرون والجزائر ومصر والمغرب وكلها منتخبات عريقة حملت الكأس كثيرا وسجلت أرقاما قياسية صامدة، لكنها لم تصمد أمام القوى الجديدة الناشئة: الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية وغير الاستوائية وغيرها من المنتخبات التى غيرت شكل الخريطة الأفريقية  بل وقدمت نجوما جددا سطعوا فى سماء الكان وأخفق كبار النجوم من حجم صلاح ومانى ومحرز وغيرهم. أفريقيا الآن غير!.

القادم من تحديات فى إفريقيا صعب. والاستهانة بأى فريق نظنه صغيرا أمر مكلف للغاية. ما عاد فيه صغار فى الغابة!!

وعلى ذكر نجمنا العالمى الكبير محمد صلاح الذى خرج مصابا بإصابة مازال يعانى منها ولم يعد بعد للملاعب مع ناديه ليفربول فقد كان التعاطى الإعلامى المحلى معه درسا حقيقيا لابد من تعلمه ونبذ هذا الشكل من التحامل والفبركة والكيد بالنجم الكبير.. من خرجوا يشككون وقتها فى إصابة صلاح ثم زميله الشناوى حارس المرمى الكبير. وقالوا فيهما أسوأ ما قال مالك فى الخمر، هل يملك هؤلاء الآن شجاعة الاعتذار لنجمى مصر، وصلاح مازال تحت العلاج والشناوى أجريت له جراحة صعبة فى الكتف تبعده لشهور قادمة. لماذا الاستعجال فى الأحكام والقول دون دراية ومعلومة كافية. الناس دى لا تتكسف؟!.
الدروس كتيرة . بس اللى يتعلم!
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة