كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مصر والعرب

كرم جبر

الأربعاء، 14 فبراير 2024 - 09:38 م

مصر التى نزهو بها.. تسالم من يسالمها وتعادى من يعاديها، تصادق ولا تغدر، تساند ولا تطلب، وتجدها فى أوقات الشدة سنداً للعروبة، وبيتاً للأشقاء الذين تضيق بهم أوطانهم، فيعيشون وسط أهلها كأنهم مصريون، ويحفظ العرب الطيبون لها الجميل، ويشيدون بها أينما وجدوا.

لم تقترب مصر من الصراع الدائر فى اليمن، لإيمانها بأن دخول الحرب ليس سهلاً، تدعمها تجربتها فى حرب اليمن فى الستينات التى ورطتها فى صراع دموى استمر سنوات طويلة، وكان سبباً رئيسياً فى إضعاف قواتها وتشتيت الجهد الوطنى بعيداً عن مقتضياته.

ووقفت مصر من القضية السورية موقف العدل والقوة والحفاظ على الدماء العربية والدفاع عن الهوية الوطنية، والدعوة إلى عدم المساس بوحدة سوريا، ورفضت أن تتورط فى الحرب التى كانت دائرة هناك، تحت مسميات براقة، مثل الفصل بين القوات لحفظ السلام، بينما لا يعرف أحد من يحارب من، ولا كيف يتحقق السلام؟.

وظلت مصر فى ظهر الشعب السورى، مؤيدة لحقه فى الحياة والأمن والطمأنينة وعودة المهاجرين إلى بلدهم ورفع المعاناة عنهم، واستقبلتهم أشقاء أعزاء فى بلدهم الثانى مصر، متمتعين بنفس الحقوق كأخوتهم المصريين.

فى الأزمة الليبية لم تطلق مصر رصاصة واحدة تجاه الأشقاء الليبيين، وظلت يدها نظيفة ولم تتلوث بقطرة دماء، رغم استفزازات الجماعات الإرهابية هناك، ولم تضطر للتدخل الحاسم إلا دفاعاً عن النفس، وأخذاً لثأر مواطنيها الذين قتلوا غدراً وخسة على سواحل مدينة سرت الليبية وظلت تعمل على الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.

مصر لم تشارك فى حرب تدمير العراق، وساهمت فقط فى إخراج القوات العراقية الغازية من أرض الكويت، ورفضت أن تطأ أقدام جنودها الأراضى العراقية، وعارضت بشدة إحلال قوات سلام عربية فى العراق بدلاً من القوات الأمريكية، حتى لا تجد نفسها فى مواجهة الشعب العراقى، الذى كثف عمليات المقاومة ضد القوات الأجنبية، ولا يحمل العراقيون للشعب المصرى إلا المحبة والاحترام، لأنها كانت دائماً مع وحدة الأراضى العراقية، والحفاظ على الدولة وعدم المساس بها.

مصر تحوز الاحترام والتقدير بسبب مواقفها المشرفة التى لا تستهدف إلا خدمة الأمن القومى العربى، وتخوض معركة كبرى دفاعاً عن الشعب الفلسطينى فى غزة، فى ظروف بالغة الصعوبة على كافة الأصعدة.

هذا قدرها فى وقت تعانى فيه من أزمة اقتصادية شديدة، لم تصرفها أبداً عن تقديم الدعم للأشقاء فى غزة، ولا تنتظر من أشقائها العرب إلا أن يكونوا على قلب رجل واحد حتى تنتهى الأزمة الأكبر فى تاريخهم، ويحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة