الأربعاء، 14 فبراير 2024 - 09:49 م

 فعلا بالقياس لهؤلاء الصحفيين أصحاب القضية الذين يمارسون الصحافة من المسافة صفر فيُجرحون ويُقتَلون نحن نمارس الصحافة من المسافة «عشرتلاف»، يكفى مشهد اغتيال الصحفيين ليكون درسا فى كيف تصبح المهنة أغلى وأثمن من البقاء على قيد الحياة، فهؤلاء الجنود فى جيش وائل الدحدوح ورفاقه يقاتلون فى حرب كتفا بكتف مع المرأة والطفلة والمقاوم الفلسطينى، يكشفون جرائم الاحتلال ويبلغون عن الدمار وينقذون الجرحى ويضمدون الجراح ويفضحون الجرائم النازية الجديدة لحظة وقوعها ويوثقون حرب الإبادة الجماعية لحظة بلحظة وأحيانا يقتلون على يد أقذر جيش فى التاريخ، شاهدت على الهواء إصابة الزميل الصحفى إسماعيل أبو عمر والزميل المصور أحمد مطر، منذ كان الأول يطالع السماء ويسترق السمع لصوت طائرة مسيرة مدفوعا بحاسة الصحفى المقاتل الذى يريد أن يعرف أى هدف تستهدفه هذه المسيرة اللعينة التى سيرها جندى صهيونى ألعن منها فى مهمة قتل العيون التى ترى والآذان التى تسمع والكاميرات التى تصور فى مدينة رفح فكان هو الهدف الأول فأصابت ساقه اليمنى وأصيبت اليسرى وباقى جسده إصابات وجروح خطيرة ثم كان الصاروخ الثانى من نصيب زميله المصور أحمد مطر أحدث شللاً فى إحدى يديه فأمسك الكاميرا باليد الأخرى وشاهدت كيف تم نقل الزميلين من قبل شهود عيان إلى المستشفى الأوروبى.

ومن المسافة صفر أيضا تحدث الطبيب محمد الشاعر بقسم جراحة الأوعية بأن العملية الجراحية الأولى انتهت للزميل إسماعيل أبو عمر، وتم خلالها إجراء بتر من أعلى الركبة فى قدمه اليمنى، كل ذلك والزميلان الصحفيان يرتديان السترتين الواقيتين وعليهما علامة الصحافة، وقبل يوم واحد فقط أعلن المكتب الإعلامى الصحى فى قطاع غزة استشهاد الزميلتين الفلسطينيتين آلاء حسن الهمص الصحفية بوكالة سند للأنباء وأنغام أحمد عدوان الصحفية فى قناة فبراير الليبية وكأن السترة الواقية وعلامة صحافة صارت من الأهداف الثابتة فى جيش النازية الجديدة، ونتيجة الصمت الدولى على جرائم اغتيال الحقائق والصحفيين ارتفعت حصيلة الصحفيين الشهداء إلى 126 شهيداً وشهيدة، ثم نسمع بعد ذلك من يتحدث باسم البيت الأبيض بوجه صهيونى كالح بأنه لا توجد دلائل على ارتكاب جيش الصهاينة إبادة جماعية! اللهم انصر أهالينا فى فلسطين نصراً مبيناً.