علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

أسئلة اليوم التالى

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 14 فبراير 2024 - 09:53 م

مطارق عنيفة تدق الرءوس، وتهز الضمائر أو النذر اليسير الذى تبقى منها صامدا، بعد العدوان الوحشى الهمجى الذى دمر غزة، وأنزل بأهلها ما لم يشهده غيرهم عبر التاريخ.

وما سؤال اليوم التالى بعد هذه الحرب الغاشمة، إلا الأقل خطورة بين ما يمكن أن يؤرق البشرية من أسئلة، فالعالم قبل ما شهدته غزة غير العالم بعدها، ولا يحمل الأمر أدنى مبالغة.

سؤال اليوم التالى بعد الحرب، تتناسل منه أسئلة بلا حصر تتجاوز المشهد على مأساويته البشعة، لتطال البشر فى كل أرجاء المعمورة.

مثلا: أى مستقبل ينتظر الإنسانية؟ بل هل للإنسان مستقبل آمن يضمن له آدميته وحقوقه ومصالحه دون جور أو ظلم أو تباين شاسع فى ظل تقسيمات جائرة لبشر هنا وبشر هناك؟

مثلا: هل ثمة آفاق مبشرة للتعايش بين الشرق والغرب، بين الشمال والجنوب تحت ظلال قيم تضمن الكرامة الإنسانية بعيدا عن تسييد مفهوم القوة والغلبة؟

مثلا: هل تسقط جميع الأقنعة وتندلع جولات جديدة من صراع الحضارات، ليتوارى أى حديث جاد عن حوار بين الثقافات، لأن أسس التفاعل الحضارى السليمة تم ذبحها بلا رحمة؟

مثلا: إلى أى مدى تنتفخ «الأنا» الغربية مستهدفة سحق «الآخر»، وليس مجرد تهميشه أو الاكتفاء باستغلاله مع استمرار السماح له بالتنفس؟

مثلا: هل انقضى زمن الحلم بالتعددية، باعتبارها سنة كونية، وأصبحت عودته أقرب إلى المستحيلات، مهما كانت الأثمان باهظة؟

مثلا: هل تندلع الحرب العالمية الثالثة على أساس دينى وعرقى، ويكون نموذج الحروب الصليبية هو المهيمن على استراتيجية الغرب تحت قيادة أمريكا؟
مثلا: هل قدر الإنسان اليوم أن تفرض عليه أطروحة نهاية التاريخ لتحدٍ أخير للنسخة الراهنة من الحضارة الكونية؟!

و... و... وعشرات الأسئلة تفرضها مقتضيات «اليوم التالى»، متجاوزة المشهد الغزاوى رغم كل بشاعته ومأساويته، يمثل البحث عن إجابات لها معضلة غير مسبوقة منذ غادر البشر الغابة، لكنهم لم ينسوا قانونها!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة