عبدالله حسن
عبدالله حسن


أضواء

الأستاذ عبدالجواد بين المهنية العالية والأخلاق الرفيعة

أخبار اليوم

الجمعة، 16 فبراير 2024 - 09:19 م

عينت في وكالة أنباء الشرق الأوسط أثناء تأديتي الخدمة العسكرية بعد تخرجي من قسم الصحافة بآداب القاهرة عام 72 وحين دخلت الوكالة لأول مرة في عام 75 في مبناها القديم في مقر الإذاعة في 4شارع الشريفين لم اتخيل يوما ما أنني سأصل إلي منصب رئيس تحرير هذه الوكالة العريقة. كان الأستاذ محمد عبد الجواد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة في ذلك الوقت وكان شخصية رائعة يشجع الشباب وكان قدوة لنا بخبرته الصحفية الكبيرة وتاريخه المهني في بلاط صاحبة الجلالة وفي نفس الوقت كان إنسانا في تعامله مع جميع العاملين في الوكالة من الصحفيين والإداريين والفنيين ويبحث دائما عن صالح الجميع وهو رب الأسرة تعلمنا منه الكثير سواء علي المستوي المهني أو الإنساني، وبدأت عملي كمحرر عسكري لتغطية مراحل انسحاب إسرائيل من سيناء تنفيذا لاتفاقيتي فك الإشتراك الأولي والثانية وكان يشجعني دائما ويقول لي إنني أتنبأ لك بمستقبل كبير في الوكالة.

وكان حريصا علي إنشاء مبني حديث يليق بالوكالة باعتبارها الأكبر الأقدم عربيا وإفريقيا وبالفعل أقام مبني من 12طابقا في شارع هدي شعراوي بوسط القاهرة وانتقلت إليه الوكالة عام 82 واستأجرت معظم الوكالات العربية والأجنبية مكاتب لها في الوكالة كما ساهم في إنشاء عدد من الوكالات العربية وتمكن من استصدار قرار من مجلس الشعب باعتبار الوكالة مؤسسة صحفية مستقلة أسوة بباقي المؤسسات الصحفية بعد أن كانت تابعة لوزارة الإعلام ينطبق عليها نظام الدرجات الحكومية وأنشأ صندوقا للعاملين يصرف مكافأة كبيرة عند المعاش من حصيلة اشتراكات الصندوق  .

وحين قام الرئيس السادات رحمه الله بزيارته التاريخية إلي إسرائيل كان الأستاذ عبدالجواد ضمن الوفد الرسمي المرافق له ويتذكر دائما هذه الزيارة فيقول إن الطائرة أقلعت من مطار أبو صوير وعندما دخلت المجال الجوي لإسرائيل اصطحبتها أربع طائرات فانتوم إسرائيلية في الجو ترحيبا بالرئيس السادات وفي نفس الوقت التأكد أنه بداخلها وليست قوات خاصة مصرية تنوي اغتيال قادة إسرائيل لدي استقباله في مطار بن جوريون كما زعم بعض الذين لم يستوعبوا هذه المبادرة الجريئة للرئيس السادات ويقول الأستاذ عبد الجواد إن الرئيس السادات قال له أكثر من مرة إن عرفات والفلسطينيين لو استوعبوا هذه المبادرة ووقفوا إلي جانبي  كانت القضية الفلسطينية تم تسويتها لصالحهم  واقيمت دولتهم المستقلة وتغير الوضع في المنطقة بدلا من المآسي التي يتعرضون لها حتي  الآن.

واستمر الأستاذ عبد الجواد مستشارا  صحفيا للرئيس السادات يتحدث معه تلفونيا كل يوم ويلتقيه بين الحين والآخر حتي استشهد عام 81 وعمل مستشارا صحفيا للرئيس مبارك رحمه الله لعدة سنوات وكان وكيلا للمجلس الاعلي الصحافة وعضوا في مجلس الشوري لعدة سنوات أخري بعد أن غادر الوكالة عام 84 لبلوغه سن الستين.ولم يدخل الوكالة منذ حروجه منها حتي عينت في عام 2005 رئيسا للتحرير وحضر لتهنئتي بهذا المنصب الذي تنبأ لي به في بداية عملي إلي جانبه واستقبل بحفاوة بالغة من جميع العاملين في الوكالة. 

وفي يوم السبت الماضي كانت مئوية الأستاذ عبد الجواد واحتفلت به نقابة الصحفيين برعاية النقيب خالد البلشي سكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم وأعضاء مجلس النقابة. واليوم يقيم رئيس الوكالة الصديق علي حسن إحتفالية كبري بمقر الوكالة في القاعة الرئيسية التي أطلق اسمه عليها تقديرا لمسيرته وعطائه  ويظل نموذجا حيا للكفاح والإجتهاد في بلاط صاحبة الجلالة أمام الاجيال الحالية والقادمة أطال الله في عمره ومتعه بالصحه والعافية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة