القوات المسلحة تفرج عن وثائق لحرب أكتوبر
القوات المسلحة تفرج عن وثائق لحرب أكتوبر


القوات المسلحة تفرج عن وثائق لحرب أكتوبر تنشر لأول مرة

بهاء المهدي

الأربعاء، 21 فبراير 2024 - 08:00 م

تفاصيل الدعم العربى العسكرى لمصر خلال حرب أكتوبر

             

 السعودية ترسل طائرات هيل.. تونس 1000 مقاتل.. ليبيا 39 دبابة T-50.. العراق والكويت طائرات هنتر.. السودان لواء مشاة والجزائر 538 مركبة و3 أسراب طائرات و2873 فرد مقاتل 

أفرجت القوات المسلحة عن عدد من الوثائق السرية لانتصار أكتوبر المجيد بالتزامن مع الذكرى الخمسين «اليوبيل الذهبى» احتفالاً بالنصر، وقد نشر الموقع الرسمى لوزارة الدفاع العديد من الوثائق الرسمية الهامة الموقعة بـ «خط اليد»، والتى تضمنت التخطيط الاستراتيجى العسكرى لحرب أكتوبر، وكذلك إدارة الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران، منها تفاصيل خطة الخداع الاستراتيجى وتحطيم الساتر الترابى وبطولات القوات الجوية، وكواليس ما جرى فى غرفة عمليات القوات المسلحة والتعاون بين أجهزة الدولة المختلفة لتحقيق النصر.. 


«الأخبار» تنشر سلسلة حلقات عن أهم الوثائق المفرج عنها حيث تتناول حقائق وتفاصيل تنشر لأول مرة.. 
وتفاصيل الحلقة الرابعة فى السطور التالية. 

تأتى الحلقة الرابعة خاصة بالتخطيط الإستراتيجى العسكرى لحرب أكتوبر حيث يرقى التخطيط الإستراتيجى العسكرى المصرى لحرب أكتوبر 1973 إلى أعلى درجات الفكر العسكرى العالمى، حيث شمل التوجيه السياسى العسكرى للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وقرار القائد العام وإعداد خطط العمليات والخطط التكميلية وتنظيم التعاون الإستراتيجى والإشراف والمراجعة واختبار التخطيط بما يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة. 


وتأتى الوثائق التالية تحت عنوان الخطط التكميلية والخاصة.. وهى تختص بالدعم العربى العسكرى بالقوات والعتاد والأفراد لمصر خلال مراحل الحرب المختلفة. 


ونكتشف من إحدى الوثائق التى حملت عنوان «سرى للغاية» وهى وثيقة لهيئة عمليات القوات المسلحة نرى فيها عدد الدول العربية التى شاركت بقواتها وجنودها فى المعركة، ولكن بعد بدء الحرب بعدة أيام.. وتنوعت المشاركة بين مركبات ودبابات وطائرات وأفراد مشاة، ومنها دولة الجزائر التى شاركت بعدد كبير من القطع العسكرية جاءت بالتتابع خلال مراحل حرب أكتوبر المجيدة، ووصل عدد المركبات المرسلة من الجزائر إلى 538 مركبة منها 130 دبابة T-50 الروسية الصنع بالإضافة إلى 2873 فرد مقاتل وصلوا إلى مدينة السلوم أقصى غرب مصر يوم الـ 16 أكتوبر بعد 10 أيام من بدء الحرب، ومنها إلى القاهرة فيما بعد. 


كما أرسلت الجزائر سرب طائرات ميج 21 (11 طائرة) ووصلت لمصر يوم 8 أكتوبر بعد يومين من بدء المعارك، بالإضافة إلى سرب ميج 17 وصل يوم 15 أكتوبر، وسرب سوخوى وصل يوم 17 أكتوبر. 


كما أرسلت المملكة المغربية الشقيقة 2500 فرد مقاتل بمعداتهم الكاملة وأسلحتهم، وكانوا على جاهزية المشاركة يوم 17 أكتوبر. 
وأرسلت دولة تونس 1000 فرد مقاتل، كما أرسلت ليبيا 39 دبابة  T-50 الروسية الصنع وصلت نصفها إلى الجبهة مباشرة فى الأيام الأولى للحرب والباقى وصل يوم 16 أكتوبر فضلاً عن إرسال أسلحة وذخائر متنوعة. 


كما أرسلت المملكة العربية السعودية سرب 9 طائرات هيل وصل 8 منها مطار ألماظة يوم 16 أكتوبر، وأرسلت العراق سرب طائرات هنتر، وكذلك الكويت أرسلت طائرات هنتر للعراق والتى أرسلتها بدورها للقاهرة. 
أما دولة السودان الشقيقة فقد أرسلت لواء مشاة وصل إلى وادى حلفا على الحدود مع مصر يوم 11 أكتوبر وتحرك اللواء من وادى حلفا إلى أسوان بحراً ثم من أسوان إلى القاهرة عبر خطوط السكك الحديدية. 


فيما نشرت إحدى الوثائق خطاباً من مدير المخابرات الحربية جاء فيه أن سفير مصر لدى المغرب تم استدعاؤه من قبل ملك المغرب مساء يوم الثامن من أكتوبر وطلب منه إخطار الرئيس السادات بأن المغرب لابد أن يشارك مع مصر فى معركة المصير وأنه قد اختار 2500 فرد بمعداتهم الحربية وهم على أتم استعداد للنقل وأنه يرى أن يتم نقلهم صباح اليوم التالى التاسع من أكتوبر بطائرات مغربية وجزائرية التى تم الحصول عليها بالفعل ويلح فى أن يوافق الرئيس السادات، على قبولهم فوراً وهذه القوة فى رأيه لازمة فى الوقت الحاضر لأنها يمكن أن تحل محل القوات المصرية التى دخلت سيناء أو أن تدخل أيضاً إلى سيناء، وأن قوات الكوماندوز التى كان قد وعد بها جارٍ إعدادها ويمكن أن ترسل فيما بعد. 
وأشارت الوثيقة إلى أن قائد القوة القادمة لمصر هو الكولونيل حاتمى من أحسن وأخير ضباط المغرب وهذه القوة - على حد تعبيره - يمكن الاعتماد عليها تماماً وهى أحسن من القوات التى أرسلت إلى الجبهة السورية، كما أن الأسلحة التى ستكون مع هذه القوة يمكن الحصول على ذخائر لها من الكويت أو السعودية لتماثل الأسلحة. 


كما أن المغرب سيقوم بتأمين طيران الطائرات إلى الجزائر ثم تونس حيث تتزود بالوقود وعلى مصر أن تحصل على تأمينها للطيران فى سماء ليبيا، ويمكن أن تنزل هذه الطائرات فى مطار الإسكندرية أو أى مطار تحدده ثم تنقل فيما بعد بمعرفتنا إلى جبهة القتال. 


وأشار مدير المخابرات الحربية أنه سيطلب وصول موافقتنا على نقل هذه القوات فوراً قبل الساعة 11 صباح يوم 9 أكتوبر بتوقيت المغرب أى الساعة 1 ظهراً بتوقيت القاهرة.. وأن حديثه مع الملك سيقوم بإرساله فى برقية لاحقة لذلك يطلب سرعة الإفادة بالموافقة على استقبال هذه القوات، وموافقة ليبيا على طيران هذه الطائرات فى سمائها، وتحديد المطار الذى يمكن أن تنزل به هذه الطائرات بمصر، كما أن وزير الخارجية ووزير القصر سيكونان على اتصال دائم بى كل ساعة انتظاراً للموافقة. 


كما ذكرت وثيقة أخرى صادرة عن المخابرات الحربية عن أن وزارة الخارجية قد أبلغت أن سفير جمهورية مصر العربية فى تونس أن الوزير الأول فى تونس الهادى نويره استدعاه فى الواحدة ظهراً يوم 8 أكتوبر وأبلغه بقرار تونس المشاركة بقوة عسكرية فى المعركة ونظراً لضعف إمكانياتهم فقد طلبوا من ليبيا والجزائر توفير وسائل النقل الجوى لهذه القوات للجبهة المصرية.. وأن السفير المصرى قد قابل فور ذلك وزير الدفاع التونسى الذى أفاد أن القوة المشاركة من المشاة وعددها ألف فرد كدفعة أولى ستكون جاهزة للسفر الساعة 2 ظهراً يوم 9 أكتوبر وتسليحها بالرشاشات والبنادق والهاون، كما أن القوة مزودة بذخيرة تكفى 4 أيام فى حالة نقلها جواً أو 8 أيام فى حالة نقلها براً ويرجو أن يصلهم رد مصر فى أقرب وقت نظراً لرغبة الرئيس التونسى بورقيبة فى سفر القوات باكر بالطائرات أو الأربعاء 10 أكتوبر على الأكثر. 
وتكشف وثيقة أخرى وهى عبارة عن خطاب من مدير المخابرات الحربية والاستطلاع إلى مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى جاء فيها أن سفير مصر بالرباط قال إن وزير القصر بالمغرب ووكيل وزارة الخارجية أخطراه بأن القوات المغربية ستنقل بالطائرات ابتداء من الثانية عشرة صباح يوم العاشر من أكتوبر، كما أنها ستنقل بـ 7 طائرات وستزود بالوقود فى تونس وأنهم أبلغوا كلاً من الجزائر وتونس للحصول على إذن الطيران والوقود ويطلبون الإذن للطيران فوق ليبيا ابتداء من 10 أكتوبر، وكذلك يطلبون إذن مصر للطيران وتحديد المطار.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة