أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

أرضنا الزراعية ثروتنا

أسامة شلش

الخميس، 22 فبراير 2024 - 09:35 م

الأرقام التى تصدر عن اللجنة العليا لاسترداد أملاك الدولة ووقف البناء على الأراضى الزراعية شىء لا يصدقه العقل ولا يقبله المنطق، ملايين الأمتار من الأراضى والآلاف من الفدادين الزراعية التى تم الاعتداء عليها، وإذا كنا وصلنا إلى الحملة الـ٢٢ هذا الأسبوع وبها رقم يقارب الـ٤ آلاف فدان زراعة تم تبوير أجزاء منها أو كلها، فتلك هى المصيبة الكبرى، الأراضى الخالية ولو كانت بملايين الأمتار أو مضاعفاتها هى أراض لا تدر الخير إلا فى أثمانها وليست أراضى تجلب الخير من المنتجات الزراعية التى تمثل قوت الشعب، استردادها أمر سهل، خاصة أن السلطة المحلية تملك القوة اللازمة لذلك، ولكن الأزمة الحقيقية هى فى حجم إلأراضى الزراعية المعتدى عليها والرقم الذى ورد فى الحملة الأخيرة رقم ٢٢ وفى شهر واحد فى ٤ محافظات فقط قارب الـ ٣٨٠٧ أفدنة، المشكلة هنا أن وقف المخالفات أو إزالتها من فوق الأرض الزراعية، لايعيد إلى تلك الأرض حيويتها ولا قدراتها الزراعية كما كانت قبل الاعتداءات، وهذا ما يؤكده خبراء الزراعة مع الأسف، تفقد الأرض مقوماتها وأعتقد أن من يقوم بهذا العمل يدرك ذلك وهو حتمًا سيبحث فى التصالح بعد تبوير الأرض مخرجاً له، ولكنه يكسب بعد ذلك أرضاً سعرها فى «العلالى» طبعا، وهنا من حقه أن يخرج لسانه للكل، على مدى الـ٢٢ حملة للإزالات خلال الفترة الأخيرة، ما تم استرداده من الأفدنة والأراضى الخلاء رقم كبير جدا صحيح الدولة تتحرك للمقاومة ولكن الأمر قطعاً يحتاج إلى يد من حديد تضرب على من يخالف، وحسناً ذلك التحذير الذى وجهه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء خلال اجتماعه بالمحافظين فى بداية الأسبوع، من أن الأراضى الزراعية خط أحمر لن نسمح بالمساس به بعد اليوم، خاصة أن ما تلقاه من بيانات من الجهات والوزارات المختلفة يؤكد أن حجم الأراضى الزراعية المعتدى عليها التى تم حصرها على مستوى الجمهورية منذ ٢٠١٧ وحتى نهاية ٢٠٢٣ بلغ ١١٥ ألفاً و٩ أفدنة زراعة- بخلاف ٧٦ مليوناً ونصف المليون متر مربع أرض بناء-،

أرقام «تخض» قطعاً وإذا كان رئيس الوزراء قد حمل المحافظين المسئولية الكاملة للحفاظ عليها فعليهم وعلى أجهزتهم فرض القانون وسيادته بيد من حديد «وبالقوة الغاشمة» إن أمكن على يد كل من تسول له نفسه الإقدام على هذه الجريمة لأنها ليست فى حق أشخاص بعينهم ولكنها فى حق مصر وشعبها كله.
الحفاظ على الأرض الزراعية واجب قومى فليس لنا رفاهية التفريط فيها أو العبث بها وإلا نكون كمن يفرط فى ثروته، أرضنا كعرضنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة