عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

وقت غير مناسب!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 22 فبراير 2024 - 09:49 م

لتبرر مندوبة أمريكا فى مجلس الأمن استخدام الفيتو على مشروع القرار الجزائرى الذى يقضى بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية قالت إن الوقت غير مناسب لوقف الحرب الآن .. ولو كانت المندوبة الأمريكية تملك الصراحة لقالت إن الوقت غير مناسب إسرائيليًا لوقف القتال!     

فإن إسرائيل لم تتمكن من قتل سوى قرابة ثلاثين ألفًا من أهل غزة فقط حتى الآن ثلثهم من الأطفال والنساء، ولم تصب بجراح سوى سبعين ألف فلسطينى من أهل غزة فقط، كما أن الأمراض والأوبئة التى انتشرت فى القطاع لم تسهم بعد فى التخلص من بقية أهل غزة.. ، ولأن إسرائيل لم تدمر حتى الآن سوى ستين فى المائة فقط  من مبانى قطاع غزة، ولم تشرد سوى مليون وثلاثة أرباع المليون فقط من أهل غزة ومازال أكثر من نصف مليون من سكان غزة لم يتشردوا بعد.. ولأن إسرائيل لم تنجح حتى الآن فى تهجير فلسطينى غزة قسرًا إلى خارج القطاع رغم حرمانهم من مقومات الحياة، من غذاء وماء ووقود وكهرباء وأدوية، ورغم تدمير وتخريب كل مستشفيات القطاع..

ولأن إسرائيل لم تتمكن بقواتها أن تسترد سوى أسيرين فقط من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى غزة وباقٍ نحو مائة وثلاثين أسيرا مازالوا فى قبضة المنظمات الفلسطينية المسلحة، وهى محتاجة لإبرام صفقة جديدة للإفراج عن بعض من هؤلاء الأسرى  واستمرار الإبادة الجماعية يساعد على تحسين شروط هذه الصفقة إسرائيليا.. 

أما إذا واصلت مندوبة أمريكا فى مجلس الأمن صراحتها لقالت أيضا إن وقف الحرب دون أن تحقق إسرائيل نصرًا واضحًا سوف ينال من دورها فى منطقة الشرق الأوسط الذى تقوم به منذ قيامها قبل أكثر من ثلاثة أرباع القرن، وهو دور بلطجى المنطقة الذى يرهب دولها لحماية المصالح الأمريكية فيها. 
ولكن لأن المندوبة الأمريكية فى الأمم المتحدة افتقدت الصراحة فقد جاءت تبريراتها لاستخدام الفيتو للمرة الثالثة مثيرة للسخرية، حينما قالت إن وقف القتال من شأنه أن يعرقل التوصل إلى صفقة جديدة للأسرى يجرى التباحث بشأنها الآن، رغم أن العكس هو الصحيح تمامًا وليست الإبادةَ الجماعية التى يقوم بها الإسرائليون لأهل غزة الآن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة