كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

رمضان والحرب فى غزة !

كرم جبر

الثلاثاء، 27 فبراير 2024 - 06:33 م

اللهم بلغنا رمضان، وتكون الحرب فى غزة قد توقفت، لحقن دماء الأشقاء ووقف حرب الإبادة، وحماية المدنيين خصوصاً النساء والأطفال فى المجازر البشرية.

فى شهر الصيام لن يهنأ مواطن عربى بالإفطار والسحور، بينما أهالى غزة يحملون شهداءهم وجرحاهم أثناء أذان المغرب وصلاة الفجر، وكل الأديان السماوية تحرم القتل والذبح أوقات العبادة، وتدعو إلى المحبة والسلام.

إلا نتنياهو وعصابته الذين استباحوا كل شيء، فى زمن هو الأسوأ فى تاريخ البشرية، حيث يقف الغرب صامتاً وداعماً لاستمرار الحرب لأسباب وهمية، يثيرها مجرمو الحرب فى تل أبيب، بزعم أن حماس ستكون المستفيد من وقف إطلاق النار.

ستصب اللعنات فوق رءوسهم فى كل أذان وصلاة، وترتفع فى الحناجر صيحات الغضب، فليس معقولاً أن يكون إفطار وسحور أشقائنا على موائد الدم وفى جنائز الشهداء، وهم يدركون جيداً أن الغرب سيغمض عينيه وكأن ما يحدث من الأمور العادية.

فى رمضان بالذات يتقرب العباد إلى المولى عز وجل، بالدعاء والصلاة، ويستغفرون ربهم الكريم، ويرجونه غفراناً للذنوب وتكتسى وجوههم بالفرحة وتعمر قلوبهم بالإيمان، إلا الأشقاء فى غزة الذين لا يجدون الماء ولا الطعام، ويموت الأطفال جوعاً ورعباً واختناقاً.

فى رمضان بالذات تهل البهجة، ويحمل الأطفال فى كل مكان فوانيسهم الملونة، إلا أطفال غزة، الذين يحل عليهم رمضان وهم يصرخون ويبكون حزناً على أهاليهم الشهداء، وما أفظع أن تتفتح عيونهم على الحياة على مشاهد الحرب.

وما أصعب الصوم فى رمضان فى العراء والمخيمات فى أجواء الشتاء الصعبة، ووسط الأمطار والوحل، فلا يجدون الطعام إلا فى طوابير طويلة تقدم لهم الفتات، بينما يعيش المسلمون أجواء الكرم وموائد الرحمن.

فى رمضان يحتاج إخواننا فى غزة إلى الطعام والشراب، بينما تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، وتدهسها بالجرافات والأحذية، لتمارس حرب الإبادة بالتجويع، ويكتفى الغرب وأمريكا بالتمنيات أن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات.

هل تعلم أمريكا أن كل عربى سوف يرفع يديه بالدعاء على كل ظالم، وأمريكا هى الظالم الذى يمد القاتل بالعتاد والسلاح، وسوف يزداد العداء فى القلوب لها وحلفائها، ولن تصبح صديقة للشعوب العربية، وتلوث البقع السوداء وجهها وصورتها أمام الجميع؟

وهل يعلم الغرب أن انحيازهم السافر لإسرائيل لن يمر بسلام، ولم يعد أحد يصدق أكاذيبهم حول الإنسانية وحقوق الإنسان، بينما يتم اغتيال أبسط حقوق الإنسانية وهم يدعمون ويؤيدون؟

أما إسرائيل فقد شيدت جسوراً من الكراهية تستمر سنوات وسنوات، ولن يقبل شعب عربى تطبيع أو علاقات، فكيف يتم التطبيع مع قاتل يريد السلام فوق الأشلاء؟

رمضان بالذات سوف يكون مفترق طرق إذا أصرت إسرائيل على استمرار الحرب، ولن يقبل شعب عربى واحد زيارتكم لبلاده، وتصبح كلمة «إسرائيلى» سبة فى جبينكم لأن استمرار الحرب فى الشهر الكريم فوق طاقة الاحتمال.

كيف تفكر إسرائيل وهى تعيش فى منطقة تزرع فيها الكراهية والغضب، وهل يتحقق أمنها وسلامها بالحروب واغتصاب الحقوق، ولا تدرك أنه سيأتى يوم تغرق فيه فى دماء الشهداء، وأن الوقت ليس فى صالحها، وستظل نقطة فى محيط كبير؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة