خالد محمود
خالد محمود يكتب .. اعترافات كيليان مورفى المثيرة حول التمثيل والحياة
الخميس، 29 فبراير 2024 - 01:10 م
دون شك يبقى الممثل الأيرلندي المولد كيليان مورفي على رأس قائمة النجوم الأكثر إبهارا وتتويجا بالجوائز خلال هذه الأيام بفضل آخر أدواره في فيلم “أوبنهايمر” .
ولأنه أصبح حديث العالم، دعونا نلقي نظرة على بعض الحقائق عن مورفي وكذلك أفكاره عن السينما والحياة والتي تشكل مصدر الهام، وتعد دروسا كبيرة مستفادة في مسيرة نجم وكيف يتعامل مع فرص التألق، وإلى أي مدى تذوب المشاعر في بحر العقل والحكمة .
اعترف أنني تأثرت به كثيرا عندما اقتربت منه وهو يتحدث، وأدركت أن النجومية لها قواعد وأسس لا تعرف اليأس بل تغرق في واقعية الإيمان بذاتك .
واتذكر في حديثه إلى وكالة “أسوشيتدبرس”، قال مورفي، الذي ظهر في أفلام المخرج كريستوفر نولان الخمسة كممثل مساعد: “لقد قلت دائمًا لنولان، علنًا وسرًا، إذا كنت متاحًا وتريد مني أن أكون في فيلم.. فأنا هنا”.
وتابع: “أنا لا أهتم حقًا بحجم الجزء الذي سأظهر به في العمل”،
وكشف قائلاً: “لكن في أعماقي، سراً، كنت يائساً للعب دور رئيسي بالنسبة له”.
قال مورفي أنه فوجئ بتلقي مكالمة نولان لفيلمه الجديد “أوبنهايمر”، وأضاف: “إنه متواضع للغاية ويستنكر نفسه، وبأسلوبه الإنجليزي للغاية، قال لي: “اسمع، لقد كتبت هذا السيناريو، إنه عن (أوبنهايمر).. أريدك أن تكون (أوبنهايمر) الخاص بي”، قال مورفي: “لقد كان يومًا رائعًا”.
وفي معرض تعليقه على علاقته مع نولان، قال: “لدينا هذا التفاهم والثقة والاختصار والاحترام طويل الأمد.. وشعرت أنه الوقت المناسب لتحمل مسئولية أكبر، وكان الأمر ضخمًا.”
ولد مورفي في دوجلاس، مقاطعة كورك، أيرلندا، في 25 مايو 1976، تأثر قراره بجعل دبلن محل إقامته الدائم بحاجته إلى العزلة، ويذكر أن أحد الجوانب المفضلة لديه في الريف الأيرلندي هو أن “الناس يتركونني وشأني”، بدأ حياته المهنية في الموسيقى كمغني وعازف جيتار رئيسي لفرقة “The Sons of Mr. Greengenes” قبل أن يتحول إلى التمثيل.
ظهر مورفي لأول مرة في فيلم الخيال العلمي “بعد 28 يوما” عام 2002، بدور “جيم”، أحد الناجين من كارثة “الزومبي”، وعلى الرغم من شهرة هوليوود، فأنه كان يفضل المشاريع المستقلة والميزانية المنخفضة.
ويؤكد مورفي على أهمية المبادرة كفرد، وأهمية متابعة الفرص التي تتناسب مع حماسك وإستعدادك بدلاً من إنتظار وصولها إليك، ويقول عن ذلك: “علينا أن نقرر ما سيحدث لمستقبلنا”، هكذا يؤمن مورفي إيمانا راسخا بالمسئولية، وأنه عليك أن تحصل على ما تريد بطريقتك الخاصة، كما يؤمن بأهمية السعي لتحقيق الأهداف من خلال أساليب فريدة وفردية، ويرفض الإستراتيجيات ذات المقاس الواحد التي تناسب الجميع، ويؤكد على أهمية الأصالة والدافع الشخصي في تحقيق النجاح والإنجاز.
وفي رؤية أخرى تشكل إلهاما جديدا يقول: “عندما تخطط لشيء ما بشكل جيد، فلا داعي للاستعجال”.
ويؤكد مورفي على أن التخطيط السليم يقلل من الحاجة إلى التسرع، مما يسمح بإتباع نهج تدريجي وفعال في العمل والسعي، وإنه يقدر الصبر والدقة في تحقيق النتائج المرجوة من خلال الإعداد الدقيق، وتجنب النهج المتعجل والمتسرع، ويقول عن ذلك: “من الجميل دائمًا أن يتم التحدي”...
بالنسبة لكيليان مورفي، فإن حل المشكلات يغذي النمو الشخصي واكتشاف قدرات جديدة، وإن احتضان العقبات يبني المرونة، ويؤدي إلى الإنجاز، وإنه يقدر القوة التحويلية للتحديات في تشكيل الشخصية بشكل إيجابي.
اعترف نجم “أوبنهايمر” بأن التمثيل لم يكن يبدو “ممكنًا” خلال طفولته، وأنه تأخر في إدراك إمكاناته كممثل، لأنه عندما كان أصغر سنًا، لم تكن الفنون أبدًا بمثابة مسار وظيفي.
لقد انخرط كيليان في التمثيل عندما كان عمره 19 عامًا، بعد أن كان يحلم سابقًا بأن يصبح موسيقيًا، لكنه اعترف بأنه “لم يكن ليكون جيدًا جدًا في هذا المجال”.
وتابع كيليان: “في ذلك الوقت بأيرلندا، كان هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يكسبون رزقهم من كونهم ممثلين أو كتاب أو موسيقيين، إذا فعلوا ذلك فسيتعين عليهم المغادرة، لذلك كانت هناك دائمًا كتب وموسيقى في منزلنا، لكن لم يكن ذلك ممكنًا الاستفادة منه”.
واعترف بأنه “وقع في التمثيل” عن طريق الصدفة، لكن عائلته “فخورة جدًا وسعيدة جدًا” باختياره المهني لأنه سار على ما أراد.
وتحدث النجم الأيرلندي بصراحة عن اختياراته المهنية، قائلاً: “قبل 28 عامًا عندما كنت أحاول أن أصبح ممثلًا، كنت موسيقيًا فاشلًا وشعرت وكأنني متطفل للغاية”،
ومع ذلك، فقد اختتم خطاب قبوله بالاعتراف، “لكن الآن بالنظر إليكم اليوم، أعلم أنني جزء من شيء رائع حقًا.
كان عام 2023 هو العام الذي تعلم فيه العالم نطق “كيليان”، وبدأ الاسم الأيرلندي القديم على شفاه الجميع، حيث حقق فيلم “أوبنهايمر” نجاحًا كبيرًا وحصل على 13 ترشيحًا لجوائز “الأوسكار”، بما في ذلك أفضل ممثل لميرفي، لقد عمل دون توقف لمدة 30 عامًا تقريبًا، لكن الدراما الملحمية للقنبلة الذرية هي التي أشعلت النجم، وفي هذه اللحظة، مع حصوله على جائزة “جولدن جلوب”، وقبل أيام من حفل توزيع جوائز “الأوسكار”، أصبح مورفي أكثر شهرة من كونه مشهورًا.
يقول كيليان: “تجد الكثير من التعاطف في الروايات، لأنك تضع نفسك في وجهة نظر شخص آخر، ولقد كنت دائمًا قارئًا كبيرًا.. عندما يتمكن فيلم ما من التواصل مع شخص ما، ويشعر بأنه قد تم رؤيته أو سماعه، أو عندما تستطيع رواية أن تغير حياة شخص ما، أو يمكن لقطعة موسيقية - ألبوم - أن تغير حياة شخص ما، ولقد حدث لي كل ذلك، وهذه هي قوة الفن الجيد، على ما أعتقد..
أتذكر أنني قرأت عن روبرت أوبنهايمر صانع القنبلة الذرية في البداية قبل تصوير الفيلم، أنه كان لغزًا، وفكرت، وقلت عندما عرض على الأمر (أوه، حسنًا.. هذا مثير للاهتمام).. كان اللغز مكتوبًا في هذا السيناريو للكاتب والمخرج كريستوفر نولان، وتم طباعته باللون الأحمر حتى لا يمكن نسخه.. أعتقد حقًا أنه واحد من أعظم السيناريوهات التي قرأتها على الإطلاق.. قلت أنني سأفعل ذلك قبل أن أقرأه، أنا دائما أقول ذلك، لقد كان هذا الأمر يؤتي ثماره دائمًا بالنسبة لي، كما تعلمون، في كل فيلم عملت فيه مع نولان، وقد كان هناك 6 أفلام معه.. إذا كان الأمر جيدًا بأي حال من الأحوال، وهذه معجزة، وبعد ذلك إذا تواصلت مع الجماهير، فهذه معجزة أيضا، لذا، إنها معجزة، فوق معجزة”.
لم يكن “أوبنهايمر” معجزة بقدر ما كان عملاً شاقاً، لقد خسر 28 رطلاً للحصول على الشكل المناسب، ثم أرتقى إلى مستوى الشخصية خطوة بخطوة على مدى 6 أشهر، بالقراءة والاستماع إلى محاضرات أوبنهايمر .
ويختتم كليان حديثه بالقول: “أعتقد أن الغريزة أقوى أدواتك كممثل، لا شيء يجب أن يكون محددا مسبقا، لذلك لا يجب أن يكون لديك خطة حول كيفية لعبك للأشياء، وأنا أحب ذلك، إنه مثل أن تضربك الريح وتضربك العاطفة”.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة