سيف المرواني
سيف المرواني


 «الرحلة» قصة قصيرة للأديب سيف المرواني

صفوت ناصف

الجمعة، 08 مارس 2024 - 04:46 م

 على أرض خضراء نما هذا العشق الذي تأصل مع الأيام فرفرفت الفرحة علي الواقع وانصهرت الهمسات مع الإيقاع فأعطانا دافعاً للأحاسيس التي أزالت كل الهموم المتوسمة في الشوارع، فجأة خط القدر حروف اللقاء وكانت بداية الرحلة .

 

انطلق الاثنان يجريان في مسار واحد، أشعل اللهفة وأضاء الطرق فالتفت العيون والأحاسيس وارتبطت المعاني، لمحة خاطفة أسكنتهم في مدن الحب، اتصلت فيها القلوب بسرعة البرق وتعانقت وأصر كل منهم في الدخول إلى أعماق وإيقاع الثاني، وبدأت الأطراف تتماسك تحمل تغريد الزمن اللاهي وتنشد السرور الذي اطل من غير ميعاد، فتمددت جذور الحب من تلك اللحظة، أصبحاً لا يطيقان واقع الابتعاد كل منهم يسعي إلى الآخر من خلال التقارب والامتزاج الذاتي، يشردان بعيداُ عن العالم يعلنان عن رحلة همس تجوب معالمهم تواصل العزف في صوت متناغم أصبحا يعانيان من ذلك اللقاء الذي ربط وأثار الأحاسيس وأشعل الحب في القلوب وأضاء المسافات فتناسقت الحروف وصدحت اللغة وصرحت بالعشق وأمست المضامين متحدة ترسم حروف السعادة في جميع المساحات، تواصل الحوار في تجواله في موانئهم.

 استراح في ثواني الصمت، فأزاح كل الستائر وألهب الأكف بالشوق، فبدأت الخطوات تتناثر وتزرع الورود والزهور علي محيطاتهم تكرر اللقاء، وزادت محاولات التودد، أصبح الحب هو الذي يسيرهم يلتقيان الآن ويعودان بعد قليل إلى الالتقاء والشوق العارم .

مضت الأيام والسنون تحطمت كل جدران الأسرار بينهم غرد علي أفاقهم الطير يربطهم إلى الأبد يضمهم بيت واحد وسقف واحد وإحساس وهمس متواصل ظلت الآمال تنساق في انهمارها لا يسألون فيها عن لحظة تورق يلتقطون فيها الأنفاس ركض دائم خلف هذا الحب الذي سكن الشرايين وتربع في الذاكرة واستباح الاشراقة .

لكن حدث ما لم يكن في الحسبان بدأت مؤثرات الرحيل تحل في أرضهما وظهرت خطوات الابتعاد، الإحساس أطلق العنان للتعب لم يفد العتاب بل أصبح الغياب هو المؤثر في الأنغام فتحول إلى صمت رهيب جعل نغم الناي الحزين يصدح في الأرجاء، وتطل دمعة لم تسقط من سنينه جرحت المعالم وحطمت اللحظات فأحدث ذلك انكساراً داخلياً رهيباً وصارت الأحلام حطاماً لم تبق منه إلا إطلال لا يذكرها الزمن .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة