علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


النور فى القران

كتاب كله نور

علاء عبدالوهاب

الأحد، 10 مارس 2024 - 08:35 م

حروفه نور، آياته نور، سوره نور، تصديقا لمن أنزله على قلب مصطفاه وحبيبه، فهو سبحانه القائل: «يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا».. بنور القرآن، وفى نوره تمضى رحلتنا عبر الشهر الكريم، نلتمس قبسا من فيض القرآن العظيم الذى أشرقت البشرية حين امتن العلى القدير عليها، بالبراهين الهادية، والأنوار الساطعة، لتكون بمثابة مصابيح للإنسانية، تخرجها من الظلمات إلى النور.. «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صرام مستقيم».. قد يحرص بعض من يتصدى للمسألة على إحصاء عدد المرات التى أشارت إلى مفردة «النور» فى كتابه العزيز، ناهيك عن الاشتقاقات من الجذر «ن و ر»، لكن من يدقق فى تحرى الأمر، يتيقن كل ما يتضمنه الكتاب الخاتم نور فى ذاته وجوهره، فى مبناه ومعناه.


لا استثناء فى ذلك: القصص وما تضمنه من عبر والقيم وما تترجمه من هدايات، والحوادث وما تحتويه من دروس، وقبل ذلك وبعده ذاك الاعجاز البديع الذى لا يستطيع أى بشر مهما بلغت بلاغته أن تسمو لمجاراة كلام الله المنير الذى انزله ليتحدى به مجتمع كانت البلاغة حرفته وصنعته، وليستمر التحدى إلى أن تقوم الساعة.


النور فى القرآن لا يقتصر «إذًا» على معانى النور المباشرة، وانما يمتد ليشمل كل ما يحتاجه الإنسان من أمور دينه ودنياه وآخرته. ما يمس عقيدته ومعاملاته واخلاقه وسلوكه، فالنور هنا فى العديد من الآيات يأتى عبر المنهج الذى يمثل شعل هداية، والقادر على إلهام المؤمن ما يمكنه من الاستنتاج والاستنباط، من خلل حقه على التفكر والتدبر والتأمل، والأخذ بالأسباب.


هكذا: فإن القرآن كله نور يهدى من يجتهد وينأى بنفسه عن المعاصى والبدع، ويتنكب سبل الهداية، ويحرص على الحق والعمل به، ويتجنب ما يوقعه فى الخطيئة. بنور القرآن يمضى المرء فى طريق نور الإيمان. 
علاء عبدالوهاب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة