جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: السؤال الحقيقي: ماذا تريد أمريكا؟!

جلال عارف

الإثنين، 11 مارس 2024 - 08:36 م

استمرار الجهود - خاصة من جانب مصر- للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة، يعنى أنه مازالت هناك فرصة لتحقيق الهدنة ووقف تصعيد يعرف الجميع أنه لن يتوقف عند غزة، بل سيمتد حتما إلى الضفة والقدس الأسيرة، وسيفجر الموقف فى المنطقة كلها.

كانت هناك آمال بتحقيق الهدنة قبل رمضان لكنها لم تتحقق. ولو أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغطا حقيقيا على نتنياهو لكان الأمر مختلفا. لكن السياسة الأمريكية اكتفت بتغيير خطابها بينما بقى صلب الموقف على ما هو عليه: هدنة مؤقتة وليس وقفا نهائيا لحرب الإبادة، ومساعدات إنسانية لشعب يقتل مع دعم كامل لمن يقتلونه، وشل للإرادة الدولية حتى لا تصدر قرارات نافذة لوقف المذبحة!!

وفى هذا الإطار يجىء رد نتنياهو متحديا الرئيس الأمريكى الذى قال إن نتنياهو يضر إسرائيل اكثر مما ينفعها بإدارته للحرب فى غزة، فيقول له «أنت مخطئ»، وأنا أنفذ رغبة غالبية الإسرائيليين وأحقق مصالح إسرائيل. ثم يعلن أنه ماض فى الحرب حتى النهاية، وأنه لا مكان لحماس ولا للسلطة الفلسطينية أيضا فى غزة، ولن أسمح بدولة فلسطينية أبدا!!

هذا يعنى أن نتنياهو اختار المواجهة معتمدا على أمرين: الأول هو أغلبية برلمانية يوفرها تحالفه مع زعماء عصابات اليمين المتطرف وعلى رأسهم بن غفير وسيمو تريتش، والثانى والأهم هو أن الخلافات مع بايدن لا تمس صلب الدعم الأمريكى لإسرائيل، وأنه ما دام السلاح الأمريكى يتدفق، و«الفيتو»، الأمريكى مضمونا ومنحازا لإسرائيل مهما فعلت، فإن بعض المناوشات الكلامية لا تضر.. بل ربما تنفع فى جمع كل قوى التطرف والإرهاب، وراء قيادته وتمنع سقوطه وتؤيد استمراره فى حرب الإبادة!

الرئيس بايدن يحذر الآن من اقتحام رفح، ومن انفجار فى القدس والضفة الغربية فى رمضان. ومن توابع ذلك فى العالمين العربى والإسلامي، بل وفى العالم كله. لكنه يعرف أن نتنياهو لن يكترث ما دام السلاح الأمريكى يتدفق، والخزانة الأمريكية مفتوحة لدعمه، و«الفيتو»، الأمريكى جاهزا ليمنع العالم من ايقاف حرب الإبادة التى مازالت أمريكا تؤيد استمرارها، وإن كانت تختلف مع نتنياهو على طريقة إدارتها.. فقط لا غير!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة