الأربعاء، 20 مارس 2024 - 10:32 م

بما أن الحياة بكل تنويعاتها خلية واحدة فى الفكر والإبداع فإن التشابه راسخ بين الرياضة وغيرها من الأنشطة حتى لو اتسعت مظاهر الاختلاف فى الشكل والأسلوب..

مثلا تجرى الأندية وراء الأسماء اللامعة للتعاقد معها ولا تتعب نفسها فى كشف مواهب جديدة ربما تتفوق على هذه الأسماء اللامعة مهارة وفائدة وتأثيرا..

والأمثلة كثيرة على مفاجآت النجومية التى أحاطت بلاعبين كانوا مغمورين فى فرق مغمورة بمجرد أن اكتشفهم أناس يحسنون التفكير..

وفى الفن شاهدت بالصدفة مسلسل ''أشغال شاقة'' وأقول بالصدفة لأننى فى زحمة الدراما الرمضانية يستحيل أن أختار الفرجة على مسلسل خالٍ من أى ممثل معروف..

لكن ما إن شاهدت الحلقة الأولى حتى انبهرت بهذا المنتج وهذا المخرج اللذين سجلا  شجاعة فائقة فى أن يقدما مع ممثلين مغمورين تحفة كوميدية لا يقدمها إلا موهوبون إخراجا وتمثيلا.. كوميديا الموقف والفكرة بلا ابتذال ولا صراخ ولا استظراف ولا إفيهات بايخة..

هى دراما فيها رائحة ''خواجاتى''، وهى كوميديا صعبة ومعقدة خلاف ما اعتدناه من كوميديا سهلة وأحيانا عبيطة للممثل الواحد المكلف أن يضحكنا بأى شكل وبأى طريقة وبإلحاح يؤدى إلى الفجاجة. نحن نحتاج إلى خيال أوسع فى الرياضة والفن، وإلى إعادة نظر فى فكرتنا عن الإبداع.