أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

لماذا يكرهوننا ؟

أسامة عجاج

الثلاثاء، 26 مارس 2024 - 05:07 م

من حقنا كمسلمين، أن ( نضع الأمور فى نصابها) مع دول الغرب، التى صدعتنا بهذا السؤال الاستنكارى (لماذا يكرهوننا) ،بعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ، واتهام تنظيم القاعدة بالمسئولية عنها، حيث بدا  الاعلام الغربى والنخب الفكرية والثقافية الاعلام، وبعض القادة منهم جورج بوش الابن وتونى بلير رئيس وزراء بريطانيا، فى طرح  هذا المصطلح ، مناسبة ذلك نتيجة تصويت الأمم المتحدة على مشروع قرار قدمته باكستان، نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، منذ حوالى اسبوعين، بأغلبية ١١٥ وامتناع ٤٤ دولة، تحت عنوان تدابير مكافحة كراهية الإسلام، الغريب فى الأمر، ان معظم دول اوروبا من الممتنعين عن التصويت، وفى مقدمتهم بريطانيا وفرنسا واوكرانيا وغيرها، ويدعو القرار الى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معنى بمكافحة الاسلاموفوبيا ، ويدين أى دعوة الى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين، ويهيب بالدول الاعضاء ان تتخذ التدابير اللازمة لمكافحة ذلك، القرار جاء بعد عامين من تأسيس اليوم العالمى لمكافحة كراهية الإسلام، صحيح ان القرار خرج بدون رفض أى من الدول الاعضاء، ولكن السؤال المطروح، لماذا امتنع هذا العدد على التصويت على هكذا قرار؟ والذى يكشف عن حالة (سعار) يستهدف المسلمين وهو ما حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش ،من استغلال البعض بشكل مخجل الكراهية ضد المسلمين  لتحقيق مكاسب سياسية، زد على ذلك ما كشف عنه البيان المشترك لمقررى الأمم المتحدة ، من وصول المشاعر المعادية للإسلام فى جميع انحاء العالم الى مستويات مثيرة للقلق، فى ظل زيادة الهجمات على المساجد والمراكز الثقافية والمدارس وحتى الممتلكات الخاصة التابعة للمسلمين، فى جميع انحاء العالم مع تعدد حوادث حرق القرآن بشكل علنى ومخطط له ، استفسار ثاني، هل هذا الامتناع عن التصويت نتيجة عدم تمرير التعديلات، التى طلبت دول اوروبية ادخلها على مشروع القرار؟ ومنها تعيين جهة اتصال بدلا من اختيار مبعوث دولى معنى بمكافحة كراهية الإسلام ، ولكن ماذا يضير دول الاتحاد الاوروبى فى ذلك ؟ والغريب فى الأمر ان دول الغرب ملتزمة بفرض عقوبات على المعادين للسامية، وهى أصلا صناعة غربية منذ منتصف القرن التاسع عشر ، وهى لا تجد أى صدى لها فى العالم العربى والإسلامي، الذى يعادى فقط إسرائيل وسياساتها،  بل زد على ذلك، لقد صدق مجلس النواب الأمريكى الأسبوع الأول من ديسمبر الماضى بأغلبية ٣١١ صوتا مقابل ١٤ صوتا ، على قرار ينص على أن معاداة الصهيونية هى معاداة للسامية، ويؤكد القرار دعم المجلس القوى للجالية اليهودية فى امريكا وجميع انحاء العالم، فى أعقاب تصاعد الخطاب المعادى لإسرائيل، بعد السابع من اكتوبر ،  اظن اننا من حقنا ان نتساءل، لماذا يكرهوننا؟ والغرب يقف مكتوفى الأيدى منذ شهور، أمام حرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى ، وهو نفس الغرب، الذى ايد واشنطن فى كل اجراءاتها بعد سبتمبر ٢٠١١ ،والذى نتج عنه تدمير دولتين إسلاميتين، العراق وافغانستان .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة