عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

الكرة.. والسياحة

عثمان سالم

الثلاثاء، 26 مارس 2024 - 05:20 م

كرة القدم ليست لعباً فقط وإنما استثمار وسياحة ورسائل ناعمة إلى العالم.. زيارة منتخب كرواتيا بقيادة النجم العالمى مودريتش للأهرامات كانت أفضل دعاية لمصر وحضارتها وتاريخها..

فقد تناولت الكثير من الصحف ووكالات الأنباء العالمية الحدث بكثير من الإشارة إلى ما تملكه مصر من ثلث آثار العالم والتى تهفو إليها نفوس محبى الثقافة والتاريخ القديم..

ولم تقتصر الرحلة على الكروات بل زار الأهرامات أيضاً منتخب نيوزيلندا.. وكانت اللجنة المنظمة موفقة فى وضع زيارة الآثار ضمن برنامج البطولة الدولية التى اخُتتمت أمس فى استاد العاصمة الجديد.. ومن المفارقات أن بارنلس مدرب نيوزيلندا كان حريصاً على القيام بالزيارة .

حيث طالب بها بعد فوز مصر على منتخب بلاده مباشرة وهو لا يدرى أنها مُدرجة فى البرنامج.. لقد نظمت مصر العديد من البطولات العالمية مطلع هذا العام والعام الماضى ولم يلفت نظرى تنظيم رحلاتٍ للأبطال ومسئوليهم إلى المناطق الأثرية رغم أن هذه الألعاب كالسلاح والجمباز وغيرها لها شعبية توازى كرة القدم فى بلادهم ..

ومن الممكن أن تكون صورة لرياضى بجوار الأهرامات أو أبو الهول يحملها إلى أسرته وأصدقائه فرصة لتنظيم رحلات جماعية أو فردية لزيارة مصر ومعالمها الأثرية والسياحية.. ومن المؤكد أن مشاركة مصر فى المعارض الدولية حتى الصناعية منها يشمل الدعاية غير المباشرة لسياحة مصر التى تحتاج لمزيدٍ من الدعم فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة من تداعيات فيروس كورونا ثم حرب روسيا وأوكرانيا.. وأخيراً الغزو الهمجى الصهيونى لغزة..

وقتل وجرح ما لا يقل عن مائة ألف مواطن برئ لا علاقة له بأزمة إسرائيل مع حماس!! هناك من يقول: إن السياحة انتعشت خلال فترات الأزمة ولكنها قطرات من فيض يُفترض أن يعود على البلاد بالكثير من فرص العمل ومزيدٍ من العملات الأجنبية لدعم الاقتصاد الوطنى وتجنيب البلاد ويلات الديون وفوائدها..

كل مواطن مصرى عليه دور مهم فى دعم السياحة الوطنية ومن الممكن أن تكون ابتسامة أو تقديم خدمة بسيطة لزائر دعماً لهذا المنتج الوطنى خاصة وأن البلاد تستعد لافتتاح المتحف العالمى فى منطقة الأهرامات والذى سيكون فتحاً على السياحة الثقافية التى تتميز بها مصر عن غيرها من دول العالم.. ومن المؤسف أن أرقام السياحة ما زالت محدودة وهى لم تصل بعد إلى ١٥ مليوناً، فى حين أن دولاً كفرنسا وإسبانيا وغيرها يصل عدد السياح اليهم سنوياً إلى حوالى ٩٠ مليون زائر ..

وعن العائدات المالية فيها حدث ولا حرج. ما تحتاجه السياحة إلى تغيير النظرة النمطية للسائح وسوء معاملته..

وقد رأيت بنفسى شباباً يهرولون وراء السيارات التى يعتقدون وجود سياحٍ فيها ويتعلق بعضهم بأبواب المركبات على أمل «القبض» على سائح يركب الكارتة وطريقة التعامل معه واستغلاله تمثل صورة سلبية للغاية..

ولا أدرى أين وزارة الثقافة والسياحة ومحافظة الجيزة من مثل هذه التصرفات التى تضر بالسياحة أكثر مما تفيدها.. فهل نحن مستعدون لتغيير الفكر قبل افتتاح المتحف أم يستمر الحال على ما هو عليه!!.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة