أحمد الإمام
عصير القلم
من يرفض التطور .. يموت
الخميس، 28 مارس 2024 - 08:55 ص
..في فبراير 2016 تم الإعلان عن بيع شركة نوكيا الرائدة في مجال الهواتف المحمولة إلى شركة مايكروسوفت العملاقة ، وخلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل الصفقة وتوقيع العقود فاجأ المدير التنفيذي لشركة نوكيا ستيف بالمر جميع الحاضرين بوصلة بكاء حارة قائلاً: نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، ولكن بطريقة ما، خسرنا.
وبعد هذه الكلمات بكى كل فريق الإدارة بحرارة شديدة لاتقل عن رئيسهم. والسبب ببساطة أن نوكيا كانت شركة محترمة وناجحة ولم ترتكب أي أخطاء في أعمالها ولكن العالم تغير بسرعة كبيرة أكبر من قدرتهم على استيعابها ولم يطوروا من أفكارهم ولم يحدثوا من منتجاتهم التي كانت رائدة في مجال الهواتف المحمولة وغزت العالم أجمع وأصبح الجميع يعرف دولة فنلندا باعتبارها الوطن الام لشركة نوكيا مهد صناعة الموبايلات.
غاب عنهم التعلّم، وغاب عنهم التغيير، وبالتالي فقدوا فرصة ثمينة كانت في متناول أيديهم لتصبح شركتهم شركة عملاقة وناجحة.
لم يفقدوا فقط فرصة كسب المال الوفير، ولكنهم فقدوا أيضًا فرصتهم في البقاء على قيد الحياة!
الرسالة من هذه القصة، لو رفضت التطوير وتغيير أفكارك ومواكبة كل جديد ، سيتم استبعادك من المنافسة.
إذا كنت لا تريد أن تتعلّم أشياء جديدة و لم تستطع أفكارك وعقليتك اللحاق بالوقت سوف تنتهي بمرور الوقت !
يظل الإنسان ناجحا مادام يتعلم، فإذا اعتقد أنه قد تعلم كل شيء فقد حكم على نفسه بالفشل.
هناك إحصائية مرعبة تعكس حجم وسرعة التطور الذي يشهده العالم في مجال التكنولوجيا ووسائل الاتصال.
هل تعلم الوقت الذي استغرقته وسائل التواصل للوصول إلى 100 مليون مستخدم حول العالم؟
الهاتف الارضي الثابت احتاج إلى 75 سنة ليصل عدد مستخدميه إلى 100 مليون مستخدم ، في حين أن الهاتف المحمول لم يحتج أكثر من 16 سنة للوصول لنفس عدد المستخدمين.
وجاءت شبكة الويب العالمية لتحطم رقم الهاتف المحمول بوصولها إلى 100 مليون مستخدم في 7 سنوات فقط.
ووصل تويتر إلى نفس رقم المستخدمين في 5 سنوات فقط.
وتفوق عليه الفيسبوك الذي اكتفى بـ 4 سنوات للوصول إلى 100 مليون مستخدم.
وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن رقم الفيسبوك سيظل صامدًا جاء تطبيق واتساب ليحطم كل هذه النظريات بوصوله إلى 100 مليون مستخدم في 3 سنوات فقط.
ولم يستمر واتساب كثيرا على القمة التي أزاحه عنها تطبيق إنستجرام الذي احتفل بوصوله إلى 100 مليون مستخدم في سنتين فقط لاغير.
هذه الارقام تثبت أن التطور والتغيير هما سنة الحياة وعلينا أن نتطور باستمرار لندور مع عجلة الزمن التي لا تتوقف عن الحركة والدوران.
علينا أن نغير مفاهيمنا ونتخلى عن أفكارنا القديمة حتى لا نصبح جزءًا من الماضي ويتجاوزنا الزمن كما حدث مع شركة نوكيا.
علينا ان نعمل ونتطور باستمرار اذا اردنا البقاء على قيد الحياة ، فمن يرفض التطور .. يموت.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة