موائد الرحمن
موائد الرحمن


أصل الحكاية| «موائد الرحمن».. قصة ملهمة عن الكرم والتضحية

شيرين الكردي

الأربعاء، 03 أبريل 2024 - 10:03 ص

قصة "موائد الرحمن" تعود إلى العصور الإسلامية القديمة، حيث كانت هذه الموائد تعبيرًا عن العطاء والكرم في المجتمعات الإسلامية. 

تعتبر موائد الرحمن تجسيدًا للقيم الإسلامية التي تحث على العطاء والإحسان إلى الآخرين، وتشجيع الأمانة والعدالة الاجتماعية، ومنذ ذلك الحين، انتشرت فكرة موائد الرحمن في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حيث يُقام هذا النوع من الفعاليات في شهر رمضان خاصة، ولكنها تمتد أحيانًا إلى العطل الدينية الأخرى وحتى طوال السنة في بعض الأماكن.

قصة أصل فكرة موائد الرحمن :

يعود أصل فكرة موائد الرحمن إلى الأمير أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر في القرن التاسع الميلادي. وقد كانت هذه الموائد تعبيرًا عن العناية بالفقراء والمحتاجين، حيث كانت تُقام في الشوارع والأماكن العامة لتوفير الطعام للمحتاجين بشكل يومي.

كانت فكرة موائد الرحمن تعبر عن روح الكرم والعطاء التي كانت تميز حكم الأمير أحمد بن طولون. يُقال أنه أقام مأدبة ضخمة في شهر رمضان المبارك، حيث قام بتوفير الطعام للفقراء والمحتاجين في القاهرة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت فكرة توفير الطعام للصائمين في شهر رمضان تُعتبر تقليداً يُمارس في العديد من البلدان الإسلامية حول العالم.

وفي مصر، وجدت طقوس مائدة الرحمن الرمضانية أو موائد الرحمة طريقها إلينا في العصر الإسلامي عام 880 ميلادية لأحمد بن طولون عندما أعد وليمة لتجاره وكبار الشخصيات في أول يوم من رمضان، وأمر عليهم أن يفعلوا الشيء نفسه بالنسبة للفقراء ، إن الموائد التي تراها في كل مكان في شهر رمضان هي تقليد عمره قرون وقد بقي منذ زمن النبي محمد، ويربطها البعض بسورة المائدة في القرآن والتي تعني "المائدة" والتي تحكي قصة حواريي عيسى الذين سألوا الله أن ينزل من السماء مائدة مملوءة طعاماً فيأكلوا منها ويكونوا فيكون. شاهداً على صدق نبيهم.

على مر التاريخ، اختفى هذا التقليد لفترات من الزمن ولكنه تمكن دائمًا من العودة إلى الثقافة. وقد عرف مؤذن الدين الله الفاطمي في عهده بإعداد المائدة للمصلين في مسجد عمرو بن العاص.

وكان يطبخ الطعام في قصره ثم يوزع على الفقراء بموائد يصل طولها إلى 175 متراً، وفي العصر الفاطمي، كان عمال القصر يقدمون للناس السكر والدقيق بالإضافة إلى الحلويات مثل القطايف والكنافة والبقلاوة، خلال العصر المملوكي أيضًا، كان الحكام معروفين أيضًا بكرمهم وامتد كرمهم إلى ما هو أبعد من الطعام، لقد أعطوا الفقراء والطلاب والأيتام وغيرهم من المحتاجين أجورًا إضافية.  

لذا، في رمضان، الطاولة ليست مجرد طاولة. تصبح الطاولة مكانًا لمشاركة الحب، وحيث تسود أعمال الرحمة، وحيثما كنت غنيًا أو فقيرًا، بعد يوم طويل من الصيام، تدرك أنك مجرد إنسان، وأن لديك احتياجات لا يمكنك العيش بدونها. ولا توجد قوة بشرية يمكنها التغلب على حاجتنا إلى الماء والغذاء والغذاء. رمضان هو على وجه التحديد الشهر الذي يتم فيه تذكيرنا بإنسانيتنا، بحدودها والقوة التي نمتلكها كأشخاص لمساعدة بعضنا البعض وتخفيف معاناة بعضنا البعض. ترمز جداول الرحمة هذه إلى قدرة البشر على مساعدة بعضهم البعض. 

نعم، قد لا نكون قادرين على البقاء على قيد الحياة بدون طعام ولكن يمكننا بالتأكيد أن نساعد بعضنا البعض حتى لا نجوع أو نعطش. من أجمل الجوانب في رمضان، أنه عندما يظهر لنا ضعفنا، فإنه يظهر لنا قوتنا أيضًا. يأتي رمضان ليذكرنا بأن لدينا جميعًا ما نقدمه، سواء كان ذلك وجبة أو عناقًا أو كلمة طيبة ودعاء.


 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة