د. ممدوح سالم
د. ممدوح سالم


قضية ورأي

التجربة الإنسانية

الأخبار

الأحد، 14 أبريل 2024 - 09:30 م

 كتب: ممدوح سالم 

ثق بتجربتك أنت لا تجربة غيرك في هذا الوجود، واعمل على نجاح وجودك وفق قوانينه، وثق أنك في النهاية مخلوق في ملكوت الله الواجد الخالق العظيم سبحانه وتعالى، وأنك دال بذاتك وروحك على الوجود الإلهي، وأن الله سبحانه هو الذي استخلفك في هذه الأرض لتعبده وحده حق عبادته.

ثق أن العبادة الواعية فى أبسط مفاهيمها وأرقاها فيما أعلم تعنى قيامك بما استخلفت فيه من عمارة الأرض، وسلام هذا الوجود؛ وذلك لا يتم إلا بمقتضى أن تكون قائما بفعل إنجازي يحقق القيم والتشريعات التى تتواءم مع استقامة إنسانيتك.

ثق أنك محاسب وحدك بين يدي الخالق العظيم، فلا تشغل نفسك بغيرك، ولا تلتفت فيتشتت فكرك وتتداخل وجهتك.

وثق أيها الإنسان أن استقامتك فى هذا الوجود لا يكفيها إنجازك العباداتِ فقط، ولا يحققها خواتيم المناسك كما اتفق، إنما تستوى وتستقيم بمدى صلتك بالله دون غيره، ولا تتحقق تلك الصلة إلا بنقاء نفسك التى بين جنبيك، وعلو روحك بما تكتسبه من قيم وأخلاق وعلم ومعرفة.

ولعل سائلا يستوضح عن سر الإدراك الذى يضمن للإنسان صحة هذه الصلة وتحقق سلوكها العلوي، أقول: إن السر متعلق بالروح!
نعم إنها روحك التى هى سر من أسرار هذا الوجود الحق، وهى من علم الله سبحانه وتعالى. 

فلا تنشغل بماهيتها عن تحقيق مهمتك التى من أجلها كانت فيك تلك النفخة، بل اعمل على تطوير ذاتك، ورقى نفسك، واستقامة سلوكك الذى يليق بكونك إنسانًا يعبد رب هذا الوجود.. 

ألا فتدبر قوله عز من قائل: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» الإسراء (85)

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة