جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

البداية دائماً هى.. «للدفاع فقط»!!

جلال عارف

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 - 07:23 م

الطرف الوحيد الذى يريد توسيع الحرب فى المنطقة هو إسرائيل.. أو بالدقة «نتنياهو». الطرف الإيرانى لا يريد أن يهدر ما حققه فى السنوات الماضية من نفوذ إقليمى، ويرغب فى التركيز على استكمال برنامجه النووى.. والولايات المتحدة تفهم ذلك جيداً، ورغم مشاركتها الاساسية والحاسمة فى مواجهة صواريخ ومسيرات إيران وتقليل آثار الضربة الإيرانية لأقصى حد، فإنها مازالت حريصة على تأكيد أنها لا تريد التصعيد، وأن التزامها تجاه إسرائيل هو التزام بالدفاع عنها وليس بدعم أى «هجوم» تشنه أو المشاركة فيه.

والسؤال الخطير الذى تواجهه إدارة بايدن - إذا استمر التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران.. هو كيف يستمر الفصل بين الدفاع والهجوم؟ ثم.. إلى متى تتمكن أمريكا من تجنب التورط فى حرب مباشرة ضد إيران.. سيفعل نتنياهو المستحيل لكى تتم، ولكى تكون أمريكا شريكة فيها؟.. وتجربة بايدن فى هذا المجال مع نتنياهو لا تطمئن(!!) وما حدث بعد ٧ أكتوبر الماضى والدعم اللامتناهى الذى قدمه بايدن عسكرياً وسياسياً واقتصادياً كان أيضا تحت عنوان «الدفاع عن إسرائيل» لكنه انتهى بحرب إبادة تورطت فيها أمريكا، وبخداع مستمر من نتنياهو لإطالة الحرب واستمرار المذبحة ورفض كل محاولات إيقاف إطلاق النار حتى الآن.

الخطر الآن أكبر.. والحرب الإقليمية التى كان بايدن يقول إنه يحاول تجنبها بكل الوسائل يزداد خطر اندلاعها مع استمرار التصعيد وتورط أمريكا فى حرب جديدة فى عام الانتخابات هو الروشتة المضمونة لسقوط بايدن.. لكن نتنياهو - كالعادة - يرفض نصائح بايدن وكل زعماء الغرب بعدم التصعيد. يريد - ومعه تيار قوى فى إسرائيل - أن يستعيد «قوة الردع» التى اهتزت، لكنه يعرف أن المضى فى التصعيد لا يمكن أن يتم إلا بموافقة أمريكا.. على الأقل ليضمن قيامها بـ «الدفاع» ضد الرد الذى قالت إيران إنه سيكون أشد وأقوى!!

هل يمكن أن تستمر هذه اللعبة الخطرة التى لا تتحملها المنطقة أو العالم؟!

.. أمريكا طلبت اطلاعها مسبقاً على أى تحرك إسرائيلى نحو إيران. قد يساعدها ذلك على تجنب الأسوأ، لكنه ـ فى نفس الوقت - يضاعف مسئوليتها عن أى تصعيد قادم نحو حرب لا تريدها، لكن نتنياهو يريدها ويسعى إليها منذ سنوات!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة