صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

طهران.. تل أبيب

صالح الصالحي

الأربعاء، 17 أبريل 2024 - 07:34 م

رغم ما تم إعلانه من قبل إسرائيل بأنها تدرس الرد على هجمات إيران.. والتى جاءت رداً على هجوم إسرائيل على قنصلية إيران فى دمشق.. وأن الخلاف على توقيت وحجم الرد.

ورغم أن أوروبا أدانت بشدة الهجوم الإيرانى على إسرائيل ووصفته بعض الدول بأنه غير مسبوق.. كما حذر البعض الآخر من هذا التصعيد باعتباره تهديداً للأمن الإقليمى، وهو ما يضع الشرق الأوسط على حافة الهاوية، ويجعل الناس يواجهون خطراً حقيقياً لصراع شامل مدمر.

ورغم الازدواجية التى تحلى بها مجلس الأمن الدولى.. حيث أدان الهجوم الإيرانى على إسرائيل، فى حين تجاهل تماماً الهجوم الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية فى دمشق.. وهو ما كشفه فى الحقيقة مندوب روسيا فى مجلس الأمن..

حينما قال: حذرنا حين تم قصف القنصلية الإيرانية فى دمشق من عدم إدانة الأمر بمجلس الأمن.. وأكد أن الهجوم الإيرانى لم يأت من فراغ، وجاء نتيجة لعدم تحرك المجلس رداً على هجوم إسرائيل.. وهو ما حرص على تدعيمه مندوب الصين مؤكداً أن طول أمد النزاع فى قطاع غزة سيزيد التوتر فى المنطقة، وأن الهجوم على القنصلية الإيرانية فى دمشق كان خطيراً وانتهاكاً للقانون الدولى.

رغم كل ذلك أرى أنه لن يكون هناك رد بالمعنى الذى يصل إلى الحرب المباشرة بين طهران وتل أبيب.. وإذا جاز القول بأن هناك رداً سوف يقتصر على بعض الاغتيالات والعمليات والضربات غير المؤثرة على الداخل الإيرانى.

وذلك لعدة أسباب:

أولا: أن الهجوم الإيرانى على إسرائيل بالمسيرات والصواريخ «فشنك» لم يكن مؤثراً على الإطلاق، وتم التصدى له ولم ينتج عنه أى خسائر تذكر.

ثانيا: أن الرد الإيرانى أعاد الدعم الدولى لإسرائيل فى حربها على غزة بعد أن شهد تراجعاً كبيراً ترتب عليه وضع إسرائيل فى عزلة.

ثالثا: ترى أمريكا أنه ليس من المناسب التصعيد الآن.. وتعمل مع وسطاء على وقف التصعيد الإسرائيلى مع إيران.. وذلك لاعتبارات عدة، أهمها أن إسرائيل يد أمريكا فى المنطقة وإيران أحد أصابعها.

رابعا: أن تاريخ العداء بين إيران وإسرائيل تحكمه قواعد.. وتجاوز طرف لهذه القواعد بالاستهداف المباشر لأراضى الطرف الآخر، لا يعنى أن هذا سوف يؤدى إلى تطور الصراع بين طهران وتل أبيب.

على أية حال نحن أمام تجسيد حقيقى لغياب توازن القوى، وازدواج المعايير، وعدم احترام القوانين الدولية والقرارات الأممية وهو ما تمثله إسرائيل بالحماية والدعم التى تحظى بهما من دول أوروبا وأمريكا.. الأمر الذى يؤكد استمرار الحرب الباردة.. هذه الحرب التى تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة «الشرق الأوسط الجديد».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة