بوتات الأحزان
بوتات الأحزان


«بوتات الأحزان» أحدث أساليب الذكاء الاصطناعي في تعويض غياب الموتى 

ريم الزاهد

الأربعاء، 17 أبريل 2024 - 09:12 م

أصبح الذكاء الاصطناعي يتدخل في تفاصيل الحياة اليومية، ويقدم الاحتياجات اللازمة في كافة المجالات بطريقة حرفية ودقيقة للغاية، مما جعله يحل محل الإنسان في بعض الأشياء ويفعلها بطريقة أفضل، كل هذا لا غبار عليه في ظل التكنولوجيا الحديثة والتطور السريع للذكاء الاصطناعي.

لكن هل يستطيع الروبوت تعويض غياب الموتى، والمساعدة على تخطي احساس الفقد للآخرين؟

وكشفت شركات البرمجيات النقاب مؤخراً عن نوع جديد من روبوتات الإنترنت أطلقوا عليها اسم «بوتات الأحزان».

اقرأ أيضا| صيحة علم الأرقام لمواليد 17 إبريل في عام 2024

روبوتات الإنترنت أو «البوتات» هي برمجيات وتطبيقات تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي لأداء وظائف متنوعة.

تعتمد فكرة «بوتات الأحزان» على تخليق نموذج افتراضي من الموتى بحيث يستطيع المستخدم التواصل مع هذا النموذج بل والتحدث معه كوسيلة لتسكين الأحزان والتغلب على آلام الفقد. 

وتعتمد هذه البرمجيات على المخزون المتاح من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، والتسجيلات الصوتية والتدوينات على مواقع التواصل التي تركها المتوفى قبل رحيله عن الحياة من أجل محاكاة شخصيته أمام أقربائه وأحبائه.

من جانبه قال المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، إن برامج الذكاء الاصطناعي أتاحت لأي شخص أن يعطيها صورة ومقطع صوتي لشخص متوف لكي يتعرف على طبقة صوته ومخارج ألفاظه ويبدأ التعرف عليها ليستطيع أن يولد منهما فيديو متحرك وتقليد نفس طبقة صوت الشخص الأصلي مما يجعل أي شخص يستطيع عمل محادثة معه من خلال الإجابة على بعض الأسئلة عن تعبيراته الإنسانية.

وأكد: "من هنا تبدأ المحاكاة مع الشخص المتوفي ويزداد أكثر دقة بعد أن يقوم الشخص بإدخال معلومات أكثر عن شخصية المتوفي مثل تعبيراته الانسانية وطريقة تفكيره ومعتقداته وثقافته وتعليمه بحيث أن يستطيع المحاكاة لجزء من شخصية المتوفي ويتخيل أنه يستحضر روحه ويتحدث معها، ولكن هي في الواقع مجرد تلاعب بالبرامج الإلكترونية".

وأضاف "عبد التواب" في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن هذه التقنية لها مخاطر نفسية أكثر منها تقنية فهي تسبب للشخص نوع من الألم النفسي ويمكن أن تجعله يتوحد مع برامج الذكاء الاصطناعي ويظل يتحدث مع الشخص الميت الذي افتقده وينفصل عن العالم الخارجي، مضيفا أنه مع الوقت يساعد على تبلد وخلل في مشاعر الحزن وقت فقد شخص عزيز بمجرد التفكير في أنه يستطيع استحضاره والتحدث مع في أي وقت مما يؤدي إلى اثار نفسية وعقلية خطيرة وخاصة لأن الشخص يشعر بأنه يتحدث مع الأموات بشكل طبيعي للغاية . 

وأكد "عبد التواب" أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر حاليا في انتاج أفلام جديدة بالذكاء الاصطناعي أبطالها نجوم رحلوا عن عالمنا، ولكن تقف حقوق الملكية الفكرية عائقا أمامهم لعدم اكتمال التشريعات والقوانين الخاصة باستخدام هذه التقنية في استحضار الموتى واستخدام صورهم وأصواتهم مرة أخرى بعد وفاتهم فهل تظل ملكية الصوت والصورة حق لعائلة المتوفي أم تسقط؟.

وتابع: "كل هذا لا زال يستمر مناقشته وعدم البت فيه، لاستمرار التطور كل يوم عن ما قبله فلا بد من تطور القوانين أيضا حيث أنه لم يتم حتى الآن وضع قوانين واضحة تشرع هذا الأمر".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة