عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

نصيحة مرفوضة!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 18 أبريل 2024 - 09:11 م

أعلن نتانياهو أن إسرائيل تلقت جميع المقترحات والنصائح من حلفائها بخصوص الرد على الضربة الإيرانية، لكنها سوف تتخذ قرارها بنفسها!.. أى أنها مازالت تصر على الرد وترفض صرف النظر عنه..

فهل تفعلها أمريكا ومعها بريطانيا وفرنسا وتتصدى للضربة الإسرائلية المنتظرة لإيران وتحبطها  كما فعلت مع الضربة الإيرانية ضد إسرائيل التى استخدم فيها أكثر من ثلاثمائة صاروخ ومسيرة لمنع اتساع الحرب فى المنطقة؟!

فمنذ استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية فى دمشق وواشنطن استخدمت كل وسائل التحذير لديها لإثناء إيران على الرد حتى لا يتم توسيع نطاق حرب غزة لتصير حربًا إقليمية، وهو ما منحته واشنطن جل اهتمامها ولذلك حركت أساطيلها للمنطقة ومارست ضغوطًا كبيرة لمنع انخراط لبنان وسوريا وإيران فى الحرب..

وعندما أصرت إيران على القيام بضربتها تصدت أمريكا لإسقاط نحو نصف الصواريخ والمسيرات الإيرانية قبل بلوغها الأراضى الإسرائيلية، ومشاركتها بريطانيا وفرنسا فى إسقاط قدر آخر ليس بالقليل من هذه الصواريخ والمسيرات، وذلك حتى تأتى الضربة الإيرانية ضعيفة وقليلة الخسائر لإسراءيل، لتمضى الأمور ولا يتوسع نطاق الحرب فى غزة..

ومع ذلك فإن الإسرائيليين يصرون على الرد على هذه الضربة الإيرانية ومنهم من يطالبون بأن يكون هذا الرد قويًا ومؤلمًا لإيران حتى تسترد إسرائيل قوة الردع فى المنطقة التى فقدتها حينما تبين للجميع أنها غير قادرة على حماية نفسها دون مساعدة من أمريكا والغرب، رغم أنها قامت قبل عقود لتنوب  عنهم فى إرهاب أهل المنطقة..

وبذلك فقدت وظيفتها الاستراتيجية لدى أمريكا والغرب! 

أما إيران فهى أعلنت أنها سوف ترد وبشكل فورى على أى استهداف لأراضيها ومصالحها من قبل إسرائيل، وسوف يكون ردها موجعًا ومؤلمًا لإسرائيل، وهو ما يعنى أن الباب فتح أمام انزلاق المنطقة فى حرب إقليمية بالدخول فى سلسلة من الردود المتبادلة التى لا تنتهى، خاصة أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا لن تساعد إيران على إحباط الضربة الإسرائيلية المنتظرة كما ساعدت إسرائيل على إحباط الضربة الإيرانية..

والذى ينقذ المنطقة من هذه الحرب هو إلزام إسرائيل بوقف حرب غزة فورًا ودون تلكؤ  وإقناعها بعدم الرد على الضربة الإيرانية.. فهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة من حرب إقليمية تهددها الآن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة