جانب من الجولة
جانب من الجولة


رؤية جديدة لتطوير «المتحف المصري» بالتحرير

شيرين الكردي

الثلاثاء، 23 أبريل 2024 - 03:22 م

يعتبر المتحف المصري بالتحرير أحد أبرز المتاحف الثقافية والأثرية في مصر والعالم؛ حيث يحتضن مجموعة هائلة من الآثار والتحف التاريخية التي تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ مصر القديم. يقع المتحف في قلب القاهرة بمنطقة التحرير، ويعد واحة ثقافية تجمع بين العراقة والحداثة.

تأسس المتحف في العام 1902، وتم تجديده وتوسيعه عدة مرات على مر السنين ليتسع لاستيعاب مزيد من التحف والمقتنيات الثمينة. يضم المتحف مجموعة غنية من التماثيل واللوحات الجدارية والمقابر الملكية والعديد من القطع الأثرية الأخرى التي تعكس تاريخ وحضارة مصر القديمة بكل روعتها وتنوعها.

اقرأ أيضاً| أمين «الأعلى للآثار» يتفقد مستجدات أعمال تطوير المتحف المصري بالتحرير | صور 

بفضل مكانته الرفيعة وثرواته الثقافية الهائلة، يعتبر المتحف المصري بالتحرير وجهة سياحية مهمة للزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث يمكنهم استكشاف عجائب التاريخ المصري والتعرف على إرثه العظيم من خلال المعروضات المتميزة والعروض التوضيحية المبتكرة.

ومنذ توليه منصبه كأمين عام للمجلس الأعلى للآثار، قام الدكتور محمد إسماعيل خالد بجولات تفقدية مستمرة في مختلف المواقع الأثرية والمتاحف، حيث يركز على تفقد مشاريع التطوير ورفع كفاءة الخدمات في المتاحف. واحدة من هذه الجولات تتضمن تفقد أعمال مشروع تطوير المتحف المصري بالتحرير، بما في ذلك تحسين البنية التحتية وتحديث العروض المتحفية لتوفير تجربة أفضل للزوار.

وعن مشاريع التطوير ورفع كفاءة الخدمات في المتاحف:

تعتبر جزءًا أساسيًا من الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التجارب الثقافية للزوار. يهدف هذا النوع من المشاريع إلى تحسين البنية التحتية للمتاحف، بما في ذلك التحديث التقني والصيانة الدورية للمباني والمعروضات. كما يشمل تطوير العروض المتحفية والمعارض لتوفير تجارب تعليمية وثقافية ممتعة ومثرية للزوار.

في هذا السياق، فإن مشروع تطوير المتحف المصري بالتحرير يعتبر مثالًا بارزًا على هذا النوع من المبادرات. يشمل هذا المشروع جهودًا لتحسين البنية التحتية للمتحف، مثل تجديد المباني وتحسين البنية التحتية العامة، بما في ذلك الأمن والإضاءة والتهوية. كما يتضمن المشروع تحديث العروض المتحفية والمعارض لعرض القطع الأثرية بشكل أفضل وأكثر جاذبية، وتوفير تقنيات التفاعل والتعليم الحديثة لتعزيز تجربة الزوار وتعميق فهمهم للتراث المصري العريق.

جولة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار تمثلت في تفقد قاعات العرض المتحفي، ومعامل الترميم، ومنطقة الخدمات، بالإضافة إلى لقاء الأثريين والمرممين والعاملين بالمتحف في إداراتهم المختلفة. هذا اللقاء يعكس اهتمامه بآرائهم ومقترحاتهم لتطوير منظومة العمل ورفع كفاءة العنصر البشري بالمتحف. وقد أشاد بالدور العظيم الذي يقومون به كأمناء ومرممين في هذا المتحف الذي يعد أحد أهم وأقدم متاحف العالم، وذلك بهدف حل أي مشكلات تواجههم وتسهيل سير العمل وتحقيق أفضل تجربة للزوار والمهتمين بالتراث المصري.

خلال الجولة، قدم مؤمن عثمان والدكتور علي عبد الحليم نظرة عامة على ما تم إنجازه من أعمال في مشروع تطوير المتحف، سواء من خلال جهود المجلس الأعلى للآثار أو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وخمسة متاحف أوروبية مرموقة.

تم استعراض التقدم المحقق في المشروع، بما في ذلك الأعمال التي تمت بالفعل والتي تهدف إلى تحسين بنية المتحف وتطوير العروض المتحفية. ويعكس هذا التعاون مع الاتحاد الأوروبي التزام مصر بالاستفادة من الخبرات العالمية وتبادل المعرفة لتعزيز جودة المتاحف وتحسين تجربة الزوار.

من خلال هذا التعاون، تمكن المتحف من الاستفادة من خبرة متاحف عالمية مرموقة مثل المتحف البريطاني ومتحف اللوفر ومتحف تورين ومتحف لايدن ومتحف برلين، مما يسهم في رفع مستوى المتحف المصري بالتحرير وجعله واحدًا من أبرز وجهات الثقافة والتراث في العالم.

- تحولات مذهلة: تطوير المتحف المصري بالتحرير نحو مستقبل مشرق

تمثل المتاحف الأثرية نوافذ مهمة على تاريخ الحضارات القديمة وتعكس جمالية وروعة التراث الثقافي للشعوب. وفي سياق هذا التراث الثري، يبرز المتحف المصري بالتحرير كواحد من أهم المعابد الثقافية في العالم، حيث يضم مجموعة هائلة من الآثار والتحف الفريدة التي تشكل جزءًا أساسيًا من تاريخ مصر العريق.

هذه الأعمال الضخمة شملت إعادة ألوان الدهانات الأصلية لقاعات المتحف، وتطوير أرضية الدور العلوي بنفس الطريقة التي كانت عليها عند بناءه، وتطوير قاعات العرض الخاصة بعصور ما قبل التاريخ، والعصر المبكر، والدولة القديمة، والعصر المتأخر في الدور الأرضي، بالإضافة إلى القاعات الخاصة بعرض كنوز تانيس بالدور العلوي.

- رؤية مستقبلية: تطوير المتحف المصري بالتحرير نحو الاستمرارية والتفوق

تعد المتاحف الأثرية ملتقى حيوياً للتاريخ والثقافة، حيث تحفظ وتعرض تحفًا فريدة تعكس تراث الحضارات القديمة. وفي هذا السياق، فإن المتحف المصري بالتحرير يشكل نقطة تحول واضحة نحو التطور والتحسين المستمر.

قام الدكتور محمد إسماعيل خالد بالاطلاع على الرؤية والخطة الاستراتيجية التي يعمل عليها قطاع المتاحف والمتحف المصري بالتحرير، بهدف تطوير المتحف وجعله مثيلًا لأبرز المتاحف العالمية. يأتي هذا في إطار الحرص على استمرارية المتحف في أداء رسالته كوجهة مهمة للزوار والدارسين على حد سواء.

إن أهمية المتحف المصري بالتحرير لا تقتصر فقط على ثروته الأثرية الهائلة، بل تمتد أيضًا إلى البعد التاريخي الذي يتمتع به هذا الصرح العريق، الذي يعتبر من أوائل المتاحف في العالم والذي تم تصميمه وإنشاؤه منذ البداية ليكون مركزًا للآثار ومصدرًا للمعرفة والتاريخ.

في نهاية الزيارة، وجه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بضرورة إعادة النظر في سيناريو العرض المتحفي لبعض قاعات المتحف، خاصة بعد نقل عدد كبير من مقتنياته إلى المتحف المصري الكبير. يهدف ذلك إلى توزيع عرض القطع الأثرية المميزة على جميع القاعات بالمتحف بطريقة تسمح للزوار برؤيتها والتمتع بها بطريقة جمالية وفنية.

كما أكد ضرورة استخدام التقنيات الحديثة للعرض مثل الواقع الافتراضي والمعزز، دون المساس بأصالة المتحف وعراقته. يتيح هذا الاستخدام المبتكر للتقنيات الحديثة تعزيز تجربة الزوار وتوفير أساليب جديدة ومثيرة لاستكشاف وتفاعل مع المقتنيات الثقافية والأثرية بطرق مبتكرة ومشوقة.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة