الثلاثاء، 23 أبريل 2024 - 10:29 م

445 «فيتو» شهدتها أروقة مجلس الأمن على مدار تاريخه، والذي استخدمته 5 دول فقط ذات العضوية الدائمة وذات الحق في إلغاء والاعتراض على أي قرار لا يعجبها أو يتعارض مع مصالح حلفائها، لتصبح الدول الـ5 أوصياء على العالم والمتحكم الأول في قراراته.

5 دول من بين 15 دولة بمجلس الأمن تمتلك حق النقض الفيتو وهو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، وهم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.

تاريخ استخدام الفيتو
بدأ استخدام الفيتو في مجلس الأمن عام  1945 عقب تأسيس الهيئة العامة للأمم المتحدة. 

يعتبر الفيتو من أكثر القوانين المثيرة للجدل في العالم، إذ يعتبره المؤيدون له أنه داعم للاستقرار الدولي، وضبط ضد التدخلات العسكرية، بينما يقول النقاد إن حق النقض هو أكثر العناصر غير الديمقراطية في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى السبب الرئيسي للتقاعس عن اتخاذ إجراءات بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

تستعرض "بوابة أخبار اليوم" خلال التقرير التالي أبرز المواقف التي استخدمت فيها الدول الدائمين بمجلس الأمن حق النقض "الفيتو".

روسيا أكثر الدول استخداما لحق الفيتو
تعد روسيا أكثر الدول على الإطلاق في استخدام الفيتو مُنذ تأسيس مجلس الأمن؛ ففي السابق استخدم الاتحاد السوفيتي الفيتو أول مرة في 16 فبراير 1946 ضد رسالة وصلت إلى مجلس الأمن من رئيسي الوفد اللبناني والوفد السوري. 

فخلال الفترة بين عامي 1957 و 1985 استخدم الاتحاد السوفيتي الفيتو عشرات المرات ولمدة عشر سنوات دون استخدام أي دوله آخرى له، لدرجة أن وزير الخارجية السوفياتي، أندريه جروميكو، أصبح يعرف بـ «السيد نيت»، أو «السيد لا». وخلال السنوات العشر الأوائل من عمر المنظمة الدولية، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 79 مرة.

مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا

ليبلغ عدد مرات استخدام الاتحاد السوفيتي وروسيا للفيتو حتى الآن 293 مرة على سبيل العناد مع الغرب.

ومن أبرز المواقف التي استخدمت فيها روسيا الفيتو منع قرار ينتقد قوات صرب البوسنة، لعدم سماحها للمفوض الأعلى للاجئين بزيارة بيهاج في البوسنة، ومرة ثانية لعرقلة صدور قرار حول تمويل نشاطات الأمم المتحدة في قبرص، ومرتين آخرين لمنع تمرير قرار يتعلق بإدانة الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية السورية.

كما استخدمت روسيا والصين معًا الفيتو في كل قرار ضد القرارين المتعلقين بالأحداث في سوريا، وهي المرة الأولى في تاريخ الفيتو التي يتم استخدامه من أجل دولة عربية.

جدير بالذكر ان آخر مرة استخدمت فيها روسيا الفيتو كانت في 28 مارس 2024، ضد قرار خاص بتجديد ولاية فريق الخبراء المعني بإعداد تقارير تتعلق بتطبيق العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن ليندا توماس جرينفيلد 

الفيتو الأمريكي .. درع إسرائيل
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" 84 مرة، ثلثها ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني.

فالولايات المتحدة تحتل المرتبة الثانية في مجلس الأمن خلفًأ لروسيا في استخدام الفيتو، التي تعد كافة

استخدامتها في ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ ولحماية إسرائيل من العقوبات.

ومُنذ بدء عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، استخدمت أمريكا حق النقض الفيتو أربع مرات في قرارات تعول على الوقف الفوري لإطلاق النار أو إنهاء الحرب المستمرة على غزة
 وعلى مر الزمان استخدمت أمريكا الفيتو في مجلس الأمن 45 مرة لتقديم أفضل دعم سياسي لإسرائيل؛ ذلك لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن يلزم إسرائيل بالتوقف عن احتلال الأراضي الفلسطينية، أو إفشال أي قرار يدين إسرائيل باستخدام القوة والعنف المفرط مثلما حدث في حرب لبنان 2006 والحرب على غزة في نهاية عام 2008 أو الحرب على غزة عقب عملية طوفان الأقصى.

ولعل أبرز المواقف التي استخدمت فيها أمريكا حق الفيتو لمساندة الكيان الإسرائيلي، كامن عام 1976 عندما وقفت ضد مشروعي قرار كانا يطالبان بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

كما استخدمت الفيتو أيضًا لرفض قرار يدين حرق إسرائيل للمسجد الأقصى أو اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس عام 2004.

وعام 2011 أفشلت الولايات المتحدة مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي رغم موافقة 14 عضوًا عليه.
وهو يتناقض عموماً مع القواعد الأساسية التي تشترطها النظم الديمقراطية حول العالم.

أما بريطانيا استخدمت حق الفيتو 32 مرة، بعضها إلى جانب الولايات المتحدة أو فرنسا أو كلاهما معًا، بينما انفردت بالباقي دفاعًا عن روديسيا، التي انهارت فيما بعد وقامت دولة زيمبابوي على أنقاضها.

فرنسا والصين الأقل استخدمًا للفيتو
تعد فرنسا والصين الأقل استخدمًا لحق الفيتو، فقد استخدمته كلًا منهم 18 مرة مُنذ تأسيس مجلس الأمن.
وتعد أبرز المواقف التي استخدمت فيها الصين حق الفيتو، كان في 26 مايو عام 2022 ، بجانب روسيا

للاعتراض على مشروع قرار ضد كوريا الشمالية فيما يتعلق بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.