إحدى لوحاتها
إحدى لوحاتها


«مشهد من الداخل».. رحلة تشكيلية في أعماق النفس البشرية

آخر ساعة

السبت، 11 مايو 2024 - 02:05 ص

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

كأننا نعيش في عدة عوالم كل منها يجذبنا إليه، تبدو الرحلة ممتعة تارة وغامضة مؤلمة تارة أخرى، وفي رحلتنا قد نهتدى أو نكون كالمجذوب العالق في منتصف الطريق حيث لا نجاة، يسير الإنسان دون إرادة، لا يعرف أن المشهد مربك، لكن رغم كل هذا، فهى رحلة الحياة التي نبحث فيها عن  ذواتنا، بهذه الكلمات وصفت الفنانة سماح الشامي معرضها الجديد وما يدور بداخلها لتقدم لوحات مختلفة في طريقة العرض وما يدور بداخل النفس البشرية.

المعرض الذي يحمل عنوان «مشهد من الداخل» ينطلق غدًا الخميس 9 مايو ويستمر لمدة 9 أيام، ومن خلاله تغوص سماح الشامي بفرشاتها وألوانها وتتعمق داخل النفس البشرية المعقدة لتخرج بلوحة فنية متكاملة الأركان، من حيث تجانس الألوان والعناصر المزدحمة والمتناثرة، في محاوله ممزوجة بالخيال لتحليل ما يدور بداخلنا من خير وشر.

في أعمالها، نجد أنها لا تقصد التعبير عن الفن المصري القديم لكنها استعارت منه ببعض الرموز وصاغتها بطريقتها للتعبير عن مدلول تشكيلي في لوحاتها التي تحمل حالة من التأمل والشجن، وقد صنعت الفنانة تيمة موّحدة للمعرض من حيث الخامة المستخدمة ومقاس اللوحات فكل الأعمال مقاس  60 ـ 80 سم  والخامة إكرليك على خشب.

◄ اقرأ أيضًا | حكاية أثر| تمثال السيدة نفر إيحي: رمز لمكانة المرأة في مصر القديمة

في إحدى اللوحات نجد فتاة تقف متكئة على مجموعة من النباتات، كأنها تنظر متأملة لشيء غير مرئي، وبجانبها مفتاح معلّق كرمز عن مكان حفظ الأسرار، ونجد في العمل تداخل بعض المساحات اللونية كنوع من مزج العنصر البشري مع الطبيعة.

بينما في عمل آخر نجد قطة فى منتصف اللوحة، فهى البطل ورمز الحماية والحارس، والقط فى الثقافات المختلفة يرمز للعالم الإلهى، ولذا كان القط ذا مكانة خاصة جدًا.

ويجلس القط على كتلة مثلثة الشكل، ذات مدلول عن العالم الروحي الذي يتعلّق بالصعود للعالم الآخر والخلود، وهنا يظهر تأثر الفنانة بالحضارة المصرية القديمة والمقدسات والمعتقدات الفرعونية الخاصة بالبعث والخلود.

وفي لوحة أخرى نجد فتاتين بكتلة هرمية بمنتصف العمل إحداهما تحمل فى يدها مفتاحًا وتستند إلى فتاة أخرى، وفى الحقيقة كلتاهما نفس الشخص، ونجد مجموعة من جذوع وأوراق الشجر فى أسفل العمل، والقط الحارس كجزء من معابد قديمة ومراكب الشمس وهى رمزيه أيضًا لرحلة البحث.

وتقول الفنانة: من الأفضل ترك تأويل العمل الفنى للمتلقى، ليشعر تجاهه بما يتناسب معه من أفكار ومشاعر، وعلى الفنان أن يطرح أفكاره ومشاعره أو مناقشة موضوع ما، من خلال عدة أعمال تحتوى على مفردات تشكيلية ذات فلسفة خاصة، ليس شرطًا أن تصل للمتلقى كما أراد الفنان، وإنما يمكن أن تصل بشكل آخر وهذا جيد، أن يكون للعمل الفني مجموعة من التأويلات ويُثير الكثير من التساؤلات، والعمل التشكيلى كالمقطوعة الموسيقية يتذوقها المتلقى ويشعر بها، ويثير في نفسه شيئًا ما.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة