صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


رهان سويسري على قمة أوكرانية بلا موسكو وواشنطن.. والفشل وارد

سامح فواز

الأحد، 19 مايو 2024 - 11:51 م

تحاول سويسرا لعب دور الوسيط في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، من خلال استضافتها لقمة دولية حول هذا الموضوع في منتصف شهر يونيو المقبل. 

إلا أن هذه المبادرة تواجه العديد من العقبات التي تهدد بإفشالها أو التقليل من فرص نجاحها قبل أن تبدأ على أرض الواقع، في ظل رفض روسيا المشاركة وتلويح أمريكي بالغياب عنها، وعدم اهتمام العديد من الدول الكبرى بالحضور.

اقرأ أيضًا: لافروف: مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا يهدف إلى إصدار إنذار نهائي لروسيا

رفض أمريكي ضمني للمشاركة

لم يؤكد البيت الأبيض بعد مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في القمة المقررة في الفترة من 15 إلى 16 يونيو في منتجع بورجنستوك بالقرب من مدينة لوزرن السويسرية. 

وقد أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إلى عدم وجود أي شيء في جدول أعمال الرئيس بهذا الخصوص، في إشارة ضمنية إلى احتمال عدم حضور الإدارة الأمريكية للقمة. 

وتعد مشاركة الولايات المتحدة أمرا حاسما لإضفاء الشرعية على أي نتائج أو قرارات تصدر عن القمة، خاصة أنها الداعم الرئيسي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

خطة زيلينسكي للسلام تطرح تحديات

تدور القمة السويسرية حول "خطة سلام" طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب مع روسيا. 

وتتضمن هذه الخطة انسحاب القوات الروسية بشكل كامل من جميع الأراضي التي تعتبرها أوكرانيا ملكا لها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، كما تنص على دفع روسيا تعويضات لأوكرانيا عن الأضرار التي سببتها الحرب، وإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة من ترى كييف أنهم ارتكبوا جرائم حرب.

وقد رفضت موسكو هذه الخطة باعتبارها "غير واقعية" بشكل تام، وإشارة إلى عدم رغبة السلطات الأوكرانية في السعي للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع. 

ويرى محللون أن مطالب زيلينسكي تشكل خطوطا حمراء بالنسبة لروسيا، التي لن توافق عليها مهما كانت الضغوط، ما يجعل من القمة امتدادا للمواقف المتصلبة للطرفين أكثر منها محاولة جادة للتفاوض.

مشاركة دول الجنوب العالمي غير مؤكدة

تسعى سويسرا جاهدة إلى إقناع الصين ومزيد من دول العالم بالمشاركة في القمة لإضفاء طابع أكثر شمولية عليها، إلا أن بكين لم تؤكد بعد حضورها أو عدمه حتى الآن. 

كما أشار الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى عدم جدوى القمة في حال غياب الطرفين المتنازعين أوكرانيا وروسيا، في إشارة واضحة إلى عدم نيته المشاركة فيها. 

ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا أيضا قد صرح بأنه لن يحضر القمة.

وتشكل مشاركة دول الجنوب العالمي الكبرى أمرا حاسما لإضفاء مزيد من الشرعية على أي نتائج قد تسفر عنها القمة، ذلك أن هذه الدول تتمتع بمصداقية ونفوذ لدى الطرفين المتحاربين نظرا لعلاقاتها الجيدة بكل منهما، ما قد يمكنها من القيام بدور وساطة فعال بينهما.

روسيا ترفض سويسرا كوسيط

من جهتها انتقدت روسيا بشدة مبادرة سويسرا لاستضافة قمة حول النزاع في أوكرانيا، واصفة البلد الأوروبي بأنه "معاد بشكل واضح" نتيجة قيامه بتطبيق العقوبات الأوروبية ضد موسكو في أعقاب اندلاع الحرب. 

وأشارت إلى أن مصالح سويسرا بدأت تتماهى مع مصالح واشنطن وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" تجاه روسيا.

وفي تصريحات له يوم الجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات حول أوكرانيا، لكن موسكو لم يتم دعوتها للمشاركة في القمة السويسرية. 

وأضاف "يريدون تجميع أكبر عدد ممكن من الدول، وإقناعهم بأن اقتراح الجانب الأوكراني هو الأفضل، ثم تقديمه لنا على شكل مطالب نهائية لا يمكن التفاوض حولها".

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة