صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أساس الفكرة التحول من الرعاية «المؤسسية» إلى «الأسرية»

تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»

آية فؤاد

الجمعة، 24 مايو 2024 - 02:17 ص

لم تمنحهم الحياة حقهم فى أن تكون لديهم أسر تمنحهم ما يحتاجونه من حب وعطف واهتمام وتنشئة سليمة، هم الأطفال فاقدو الرعاية الأسرية، منهم من نشأ ووجد نفسه دون أب وأم، ومنهم من اضطر لتركهم للنجاة بنفسه من العنف والإيذاء، ولأن الدولة ترعى أبناءها من الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية بعدد من الإجراءات التى تضمن لهم حياة كريمة من الصغر وحتى وصولهم بر الأمان، أقدمت وزارة التضامن الاجتماعي على خطوة جديدة ضمن ملف الرعاية البديلة الذى تعمل عليه  وأصدرت قرارا يسمح بإنشاء دور تقدم رعاية شبه أسرية لهؤلاء الأطفال تحت مسمى «البيوت الصغيرة» على أن تكون تبعاً للجمعيات الأهلية.

تولى وزارة التضامن الاجتماعي اهتماما خاصا بالأطفال فاقدى الرعاية الأسرية، خصوصا فى ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي  بالعمل على مشروع قانون الرعاية البديلة الذى يوفر كافة سبل الحماية للأطفال الأولى بالرعاية خاصة الأيتام وكريمى النسب، وتؤكد الوزارة دائمًا أن الأسرة هى البيئة المثلى لتنشئة الطفل، ولذا عمدت إلى تطوير منظومة الرعاية الاجتماعية لجميع الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية مع الوضع فى الاعتبار على منع فصل الأطفال عن أسرهم إيماناً بأن البيئة الأسرية هى الأمثل لتنشئة الأطفال.

على هذا المنوال بدأت التضامن فى خطوة جديدة توفر للأطفال قدرا كبيرا من الحماية الاجتماعية، وذلك بالسماح بإنشاء وتراخيص «البيوت الصغيرة» التى توفر رعاية شبه أسرية للأطفال من فاقدى الرعاية الاجتماعية.

تقوم فكرة «البيوت الصغيرة» على تقديم رعاية للأطفال تشبه الرعاية التى يتلقونها من الأسر البديلة على أن تقدم خدمات الإعاشة المختلفة التى يحتاجها الطفل فى حياته اليومية، والتأهيل والدمج وغيرها من أوجه الرعاية التربوية والاجتماعية والنفسية والخدمات الأساسية مثل الخدمات الصحية والتعليمية للأطفال بغرض دمجهم فى أسر طبيعية أو ممتدة أو بديلة.

◄ اقرأ أيضًا | تسليم جهازي عروسة من الأيتام بشمال سيناء

◄ القرى العائلية
تشبه البيوت الصغيرة فى نظامها تجارب بعض الدول في تقديم الرعاية البديلة للأطفال والتى تختلف كلياً عن دور الرعاية المعتادة فهى نموذج لقرى رعاية الأطفال فى الولايات المتحدة، حيث إن لها دورا كبيرا فى تقديم رعاية شبه أسرية للأطفال الأيتام ومجهولى النسب، وذلك بالتعاون بين الجهات الراعية وشركاء المجتمع المحلي، ويقوم نظام الرعاية بها على نشأة الأطفال فى منزل مع إحدى الأمهات مع أعداد قليلة بمثابة إخوان لهم وتوفر القرى رعاية فردية لكل طفل وتسهر على تنشئته وتقديم الرعاية الصحية له وتعليمه وعند وجود أشقاء بيولوجيين تضمن وجودهم معا، حتى يصبحوا بالغين وأمامهم مستقبلهم قادرين على عيشه بعدما تلقوا التعليم المناسب حتى الجامعة أو التدريب المهنى كل طفل حسب احتياجاته ومهاراته.

كما يقوم النظام فى هذه القرى على النشاطات الجماعية للأطفال، واللعب، والإرشاد والتوجيه، وبيئات تعليمية غير رسمية تدعم نماء الطفل وتطوره، فى ظل وجود مربية حاصلة على تدريب احترافي، تكون مهمّتها إقامة علاقات مستقرة عاطفياً ضمن بيت يوفر الرعاية والأمان.

وتقوم عليه فكرة «البيوت الصغيرة» على أن يتضمن الهيكل الوظيفى لها بحد أدنى شخص قائم على رعاية البيت وأخصائى اجتماعى وأخصائى نفسى ومربى وخدمات معاونة.

من جانبها، أصدرت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى ضوابط بشأن ترخيص «البيوت الصغيرة» ومنها أن يكون لكل بيت صغير لائحة داخلية وميثاق أخلاقى ومدونة سلوك وظيفى للعاملين به وهيكل وظيفى وإشرافى يتلائم مع الفئات العمرية واحتياجاتها الفردية التى يهدف لاستقبالها، وأوضحت أن البيوت الصغيرة تستقبل الأطفال كريمى النسب والعائدين من الأسر البديلة والأطفال من ضحايا العنف والإيذاء والاتجار بالبشر والأطفال الذين تعذر رعايتهم فى أسرهم الطبيعية أو البديلة وأيضا الأطفال من ذوى الإعاقة.

◄ خدمات صحية وتعليمية
كما يوضح مجدى حسن رئيس الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعى أن البيوت الصغيرة تأتى تطبيقا لمبدأ «اللا مؤسسة» والذى يهدف إلى التحول من الرعاية المؤسسية إلى الرعاية الأسرية، حيث تهتم الوزارة بهذه البيوت انطلاقا من فكرة الرعاية الأسرية، لافتاً إلى أنها تستهدف توفير أفضل سبل المعيشة للأطفال بالتنسيق مع مديريات التضامن ومؤسسات المجتمع المدنى بمختلف المحافظات.

وأشار إلى أن «البيوت الصغيرة» يشترط ألا يزيد عدد الأطفال بها عن 6 أطفال، وأن توفر كافة الخدمات الصحية والتعليمية للأطفال، بجانب تنمية الأطفال وجدانيا ومهاريا ومعرفيا، ويشترط أن تتبع جمعية أهلية ولا تقبل أى تبرعات.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة