د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم يتحدث للكاتب الصحفى رفعت فياض
د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم يتحدث للكاتب الصحفى رفعت فياض


الرئيس السيسى أطلق إشارة البدء ..وزيرا التعليم يكشفان لـ « أخبار اليوم»خطط الإصلاح والتطوير

رفعت فياض

الجمعة، 31 مايو 2024 - 06:33 م

تواصل جريدة «أخبار اليوم» للأسبوع الرابع على التوالى مع الخبراء والمتخصصين حملتها الخاصة لوضع خطة لتطوير التعليم فى مصر بجميع أنواعه سواء العام والفنى والجامعى، وتطوير المناهج التعليمية بما يتواكب مع احتياجات سوق العمل الحقيقية، وبما يتماشى مع التطور الرهيب الذى يشهده العالم حالياً، ومن أجل أن نعزز استخدام التكنولوجيا الرقمية فى هذا الشأن.

وبعد أن استمعنا على مدى ثلاثة أسابيع لآراء الخبراء من خلال الندوة التى أعدتها جريدة «أخبار اليوم» فى هذا الشأن وشارك فيها ممثلون لرؤساء الجامعات وأمناء المجالس الجامعية بكل أنواعها وكان معهم رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب وعمداء كليات الحاسبات والمعلومات والنائب السابق لوزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى ووضعوا من جانبهم خارطة طريق لإصلاح التعليم فى مصر وذلك فى أعقاب توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى المواطنين اثناء افتتاحه مقر مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية بضرورة حث الطلاب على الإقبال على التعليم الرقمى وتكنولوجيا المعلومات وأكد جميع الخبراء المشاركين فى ندوة «أخبار اليوم» أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى تصب بالفعل فى الاتجاه الصحيح إلا أن تنفيذها يحتاج الى جهد وعمل ضخم من جميع مؤسسات الدولة.

وكان لابد لكى نستكمل الحوار ونستكمل الصورة أن نحدث نوعا من المواجهة مع كل من وزير التربية والتعليم، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى لنستمع إلى رؤية كل واحد منهما وخططهما التنفيذية فى هذا الشأن سواء فى المدى الزمنى القريب أو المتوسط أو البعيد.. وكان هذا الحوار مع كل من وزيرى التربية والتعليم، والتعليم العالى.     

فى البداية أكد د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم أننا وضعنا بالفعل خطة إسترايجية لتنفيذ واستكمال عملية تطوير التعليم العام والفنى ممتدة حتى عام 2029 وسوف تحقق الاستدامة فى هذا المجال بدأناها بتطوير المرحلة الابتدائية وأدخلنا فى هذه المرحلة مهارات الحاسب الآلى والذكاء الاصطناعى وسوف نشهد خلال العام الدراسى القادم تطويرًا شاملًا للمرحلة الإعدادية وإدخال دراسة لغة ثانية بها لأول مرة، مع إدراج القضايا المعاصرة فى مختلف المقررات بها، كما سيتم تدريس مهارات تكشف عن ميول طلاب المرحلة الإعدادية للالتحاق بالتعليم الفنى، كما أوشكنا على الانتهاء من تطوير شامل أيضا لمرحلة الثانوية العامة وسيختفى منها تخصصات «علمى وأدبى» الموجودة الآن، وسيكون بها مسارات ومواد مؤهلة للقطاع الذى يرغب الطالب فى دراسته.. كما سيشهد التعليم الفنى تطويرًا أكبر وسنطبق فيها بتوسع مظاهر التعليم الفنى المزدوج بالشراكة مع القطاع الخاص، كما سنكثر من رعايتنا للموهوبين، وسوف نستكمل مسيرة إعداد معلمين على أعلى مستوى وبصورة غير مسبوقة لأن أساس عملية التطوير هو المعلم ذاته الذى سيقوم بعملية التطبيق والارتقاء بمستوى العملية التعليمية عندما يكون مؤهلا لذلك.. وكان هذا نص الحوار مع د.رضا حجازى وزير التربية والتعليم.

اقرأ أيضًا| الرئيس السيسى أطلق إشارة البدء| الخبراء يرسمون «خارطة طريق» لإصلاح التعليم الجامعى «٣ ــ ٤»

فى البداية أريد أن أعرف ما الخطة المستقبلية التى سيتم العمل عليها بوزارة التربية والتعليم سواء على المدى القريب أوالمتوسط أو البعيد لتحقيق رغبة القيادة السياسية والجموع الشعبية فى تطوير العملية التعليمية؟ 
لا أحد ينكر أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تولى التعليم اهتمامًا كبيرًا جدًا، والدليل على ذلك هو منح أولوية للتعليم والصحة فى الموازنة العامة للدولة لهذا العام، ودورنا هو استكمال التطوير الذى بدأ منذ عام 2018.. ووزارة التربية والتعليم ملتزمة باستكمال هذا التطوير حتى يصل إلى مرحلته النهائية، لذلك كان من الضرورى أن تقوم الوزارة بوضع خطة استراتيجية وهى خطة 2024-2029 التى تحقق الاستدامة فى هذا المجال، وعندما وضعنا هذه الخطة كنا حريصين جدًا على مواءمتها مع برامج عمل الحكومة، والبرامج الثلاثة التى عملنا عليها بجهد كبير هى: بناء الإنسان المصرى، والتعليم من أجل التشغيل، وحماية الأمن والولاء والانتماء.. وهنا نتذكر ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جامعة القاهرة إلى أهمية بناء الإنسان المصرى وبناء شخصية الطفل، لذا لم تعد الاختبارات التحصيلية فقط هى الغاية الكبرى، بل أصبح الهدف هو إعداد الطفل للمستقبل، لأننا وفى ظل الثورات الصناعية والذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى ستظهر وظائف جديدة فى المستقبل، ودورنا فى التعليم الأساسى هو تمكين الطالب من المهارات الأساسية التى تتيح له أن يتعلم كيف يتعلم، وأن يتعلم مدى الحياة، بالإضافة إلى ما يتعلق باللغات والذكاء الاصطناعى والرقمنة والبرمجة، فهذه هى المجالات المستقبلية التى نعد أبناءنا لها، لذلك فإن الخطة الاستراتيجية كما ذكرت، مبنية على ثلاثة أبعاد لبرامج الحكومة وتقوم على ثلاثة محاور وهى: الإتاحة، والجودة، والحوكمة، وتركز على التعلم مدى الحياة ولها مجموعة من الأولويات، وهذا هو التركيز الأكبر فى الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم.. وليس بناء الخطة الاستراتيجية فقط هو الأساس، بل يجب أن تكون هناك خطة تنفيذية أيضًا لها، وفى هذا الصدد ومنذ يومين كان لدينا لقاء كبير مع الجهات المعنية وشركاء التنمية لمناقشة هذه الخطة التنفيذية وكيفية تطبيقها.



 تطوير المرحلة الابتدائية
لو بدأنا بملامح التطوير الذى تتناوله هذه الخطة الإستراتيجية فى المرحلة الابتدائية فماذا تقول ؟ 
إن ملامح التطوير فى المرحلة الابتدائية تركز على بناء شخصية الطفل، لأن الطفولة هى السنوات الذهبية فى عمر الإنسان، حيث يكون معدل الذكاء فيها فى أعلى مستوياته، وتتكون فيها شخصية الطالب، لذلك قررنا أن يكون فى الصفوف من الأول إلى الثالث الابتدائى اثنان من المعلمين أو المعلمات فى الفصل، لكى يهتموا بشكل كبير بالنواحى الشخصية للطفل، كما جعلنا التقييم بديلاً عن الامتحانات.. بمعنى أن الطفل من الصف الأول إلى الثالث الابتدائى يتم تقييمه لمتابعة أدائه، وتحديد نقاط القوة والضعف لديه، دون التركيز على النجاح أو الرسوب، بهدف إزالة هذا الضغط من أذهان الناس، مع التركيز على الأنشطة، حيث إن مشاركة الطفل فى النشاط تتيح له اكتساب العديد من نواتج التعلم.

تطوير المرحلة الإعدادية
ما ملامح التطوير فى المرحلة الإعدادية؟ 
هذا سؤال مهم للغاية، لأنه يتعلق بجودة حياة الطلاب، بمعنى أننا نستهدف أن يستمتع الطلاب بالدراسة، وألا يكون التعلم مجرد تجميع كم من المعلومات، وإنما يتعلق بفهم المفاهيم الكبرى وزيادة جرعة الأنشطة، على أن تتناسب الأنشطة مع الزمن المخصص لتدريس الموضوع والمنهج المطروح فى المرحلة الإعدادية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تدريس مهارات ريادة الأعمال منذ الصغر، فنحن بحاجة إلى تجهيز الطلاب للتعليم الفنى منذ البداية، لذلك لم نخصص مادة لريادة الأعمال وإنما قمنا بدمجها مع جميع المواد الدراسية، ففى مادة اللغة العربية هناك موضوعات عن ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة، وكذلك فى مادة الرياضيات وحتى اللغة الإنجليزية.لذلك فإن واحدا من المستجدات فى المرحلة الإعدادية هو تضمين مهارة ريادة الأعمال فى المناهج، حيث يمكن للطلاب أن يكتشفوا شغفهم فى هذا المجال، ومن هنا قد يتجه الطالب نحو التعليم الفنى بشكل محدد، بعيدًا عن مسألة المجموع.

التطبيق العام القادم 
هل سيُطبق ذلك من العام القادم؟
نعم هذا الجانب الجديد سيطبق اعتبارًا من العام القادم 2024-2025. وهناك جزء آخر مهم لتأهيل أبنائنا للمستقبل، وهو مسألة إتقان المفاهيم الأساسية، وتنمية مهارات التفكير الناشط والإبداعى، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يتمتع الطالب باللغة، فبدءًا من العام الدراسى القادم، سيتم تطبيق تعلم الطالب للغة الثانية فى المرحلة الإعدادية، فبالإضافة إلى اللغة العربية واللغة الإنجليزية، يمكن للطالب أن يختار اللغة الفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية أو الإيطالية أو الصينية كلغة ثانية.. وهذا كله مرتبط بشكل وثيق بالوظائف المستقبلية، حيث يتم تمكين ابنائنا من خلق الفرص واستغلالها ودعمها، وبالتالى تحقيق النجاح الشخصى. كما سيتم إدراج القضايا المعاصرة أيضًا ضمن المناهج المختلفة، حيث ستتضمن مادة المشروعات قضايا مثل: التغيرات المناخية والقضايا السكانية وغيرها، هذه القضايا سيتم ادراجها بشكل جيد فى المناهج بحيث لا نحتاج إلى تخصيصها كمنهج مستقل لكل قضية، وهذا أمر مهم جدًا يجب تسليط الضوء عليه، مثل: التغيرات المناخية، والتحديات السكانية، وتنوع البيئة الحيوية، والمساواة وعدم التمييز، والوعى الوطنى والانتماء، وريادة الأعمال، والأمن والسلامة الرقمية، وهى أمور مهمة جدًا.

الذكاء الاصطناعى من الابتدائى
هل سيتم إنشاء مناهج جديدة فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى مراحل التعليم العام المختلفة قبل وصول الطالب إلى الجامعة ؟ 
إن الجزء المهم فى تطوير المناهج هو اكتساب أبنائنا مهارات وظائف المستقبل مثل: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذا يتم حاليا بتنسيق كامل مع وزارة الاتصالات لتطوير المناهج الموجودة سواء من الصف الرابع الابتدائى إلى الصف السادس الابتدائى، وبإنشاء مناهج جديدة فى مجال تكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة الاتصالات، ويشمل ذلك العديد من المجالات مثل: الحوسبة السحابية، وأنظمة التشغيل، وقواعد البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، وهذه المعارف يجب أن يبدأ أبناؤنا فى اكتسابها من المرحلة الإعدادية، لكى يكون على استعداد تام لوظائف المستقبل.

وفور الانتهاء من المرحلة الإعدادية، هناك استعداد خاص للمرحلة الثانوية حيث نتعاون بشكل وثيق مع وزارة التعليم العالى لتطوير مناهج المرحلة الثانوية،لأننا قمنا بإعداد إطار عام للمناهج فى المرحلة الإعدادية وبدأنا بطرح مناقصة لتأليف كتب المرحلة الإعدادية، لذا يجب أن تكون المناهج الجديدة للثانوية أيضًا متوافقة مع المستوى الجامعى، وفى ظل تغيرات المستقبل وتطور العالم، يجب أن يكون لأبنائنا الحرية فى اختيار مساراتهم الجامعية وفقًا لاهتماماتهم وقدراتهم، ويجب أن تقدم لهم المدارس مواد تؤهلهم لمسارات متنوعة، مما يتيح لهم حرية الاختيار وتعدد الفرص، وهذا ما نناقشه حالياً مع وزارة التعليم العالى، ونحن على وشك الانتهاء منه.

ثانوية عامة جديدة 
ماذا سيحدث من تطوير فى شهادة الثانوية العامة ؟ 
أعتقد أن ما سنقدمه فى هذا الإطار سيسعد المصريين جميعًا، حيث سيكون لدينا ثانوية عامة جديدة تساعد الطلاب على الالتحاق بالمجال الذى يرغبون فى دراسته بالجامعة، وسيمكنهم الشكل الجديد للثانوية العامة الذى نعد له الآن من أن يكون لديهم المرونة فى تغيير مسارهم والانتقال بين المسارات المختلفة مثل: مجالات الذكاء الاصطناعى والحوسبة، وسيكون لدى أبنائنا القدرة على دراسة هذه المواد، ولن يكون هناك مسمى «شعبة» بعد الآن، بل سيكون هناك نظام مسارات مختلفة مرنة فى نفس الوقت.

أرجو أن توضح لنا ذلك بشكل أكثر تفصيلا فهل لن يكون هناك تقسيم لشعبة الأدبى والعلمى علوم وعلمى رياضة فى شكل الثانوية العامة الجديدة الذى تعدون له الآن ؟
نعم لن تكون هناك شعب فى الثانوية العامة، بل سيكون هناك مسارات ومواد مؤهلة للقطاع الذى يرغب الطالب فى اختيار دراسته، وعلى سبيل المثال، إذا أراد أحدهم دراسة قطاع الطب، فسيكون لديه قائمة مواد تضم أربع مواد للاختيار من بينهما مادتان مؤهلتان للدراسة فى القطاع الطبى مثل: الكيمياء والأحياء، ومثله فى الهندسة مواد مثل: الفيزياء والرياضيات، وكذلك من يرغب فى دراسة الذكاء الاصطناعى أو التاريخ والجغرافيا، ومن ثم يكمل الطالب اختيار باقى المواد التى ستكون مقررة عليه.

هل سيكون استكمال المواد اختياريًا أم إجباريًا؟
الطالب سيكون لديه قائمة بها عدد من المواد يختار منها أربع مواد فقط،وهناك مواد إلزامية على جميع الصفوف مثل اللغات، والجميل فى هذا النظام أنه يمكن الطالب من اختيار أكثر من مسار بناءً على اختياره للمواد المؤهلة، وبذلك يكون لديه المرونة فى تغيير المسار، وهذا أمر مهم جدًا، وعند انتهائنا من تحديد شكل الثانوية العامة الجديدة بالتعاون مع وزارة التعليم العالى، والذى أوشكنا على الانتهاء منه، سيكون لنا معكم فى «أخبار اليوم» جلسة كبيرة لتوضيح الأمر بشكل مفصل ومناقشته فى حوار مجتمعى، لأنه عندما عرضنا على الرئيس السيسى رغبتنا فى تطوير المرحلة الثانوية، قال إنه يجب أن يتم ذلك من خلال حوار مجتمعى قوى جدًا،لأننا نقوم بعمل يسعد الناس وفى نفس الوقت يتماشى مع أهداف الدولة المصرية.. لذلك يجب أن نطرح هذه القضية لحوار مجتمعى قوى، وسيتم عقد جلسات كبيرة فى هذا الشأن، وسيكون هناك مشاركة من الخبرات المحلية والدولية، وقبل اتخاذ أى قرار يجب أن نستمع إلى كل الأطراف، سواء الخبرات الدولية أو المحلية، لأننا نرغب فى أن يشعر أبناؤنا والمجتمع بالمشاركة فى هذا القرار، ويجب أن يكون هذا المشروع مبنيًا على توافق الجميع، ويجب أن يتم التوافق عليه لقبوله فى النهاية، لأننا نعمل من أجل مصلحة الجميع، لذا يجب أن يكون هناك تبادل وجهد مشترك، ويجب أن نجلس معًا فى عدة جلسات لنصل فى النهاية إلى الصيغة المناسبة والمقبولة لهذا القرار.

إذا تمت الموافقة على هذا النظام من خلال حوار مجتمعى هل سيبدأ تطبيقه على طلاب الصف الأول؟
هذا تصور لمشروع قانون، وعندما يصدر سيتم تطبيقه بداية من المرحلة الأولى أى بداية من طلاب السنة الأولى فى مرحلة الثانوية العامة.

تطوير التعليم الفنى 
ماذا عن تطوير التعليم الفنى الذى يستوعب مايقرب من 60٪ من طلاب الشهادة الإعدادية ؟ 
أنا فعلاً مهتم بتطوير التعليم الفنى، والدولة المصرية مهتمة به أيضا، وهو مرتبط جدًا بسوق العمل وبالوظائف والتوظيف، والحقيقة أن التعليم الفنى فى مصر قد شهد طفرة كبيرة، وارتفعت الصورة الذهنية حول التعليم الفنى، والفضل هنا يعود إلى شراكة القطاع الخاص ورجال الأعمال وأصحاب الأعمال، فكما نرى اليوم المدارس التكنولوجية التطبيقية ومجالات متعددة لها، ولدينا مدارس متخصصة بالتكنولوجيا بالتعاون مع وزارة الاتصالات،. ومدارس تابعة للشركات والمصانع وهوما يُعرف بالتعليم والتدريب المزدوج، وهو مايجعلنى أؤكد أن الصورة الذهنية عن التعليم الفنى قد ارتفعت بالفعل بشكل إيجابى بدليل أن هناك زيادة فى عدد الطلاب الذين يتقدمون للتعليم الفنى بمجموع أكبر من التعليم العام، إذاً التعليم الفنى يلعب دوراً مهماً جداً وأخذ وضعه الجيد، كما أن كثيرًا من أبنائنا فى مدارس التعليم الفنى ومدارس التكنولوجيا التطبيقية يتم حجزهم حاليا فى وظائف للعمل قبل تخرجهم، لأنهم تعرفوا على أصحاب الأعمال خلال الدراسة، وبالتالى يرى الطالب لنفسه وظيفة محجوزة، وهذا أمر مهم فى التسويق والتشغيل، هذا بالإضافة أيضا إلى أنه وبالتكامل مع التعليم العالى، يستطيع طلاب التكنولوجيا التطبيقية دخول الجامعات التكنولوجية الجديدة دون الحاجة لإجراء معادلة، بينما الكليات الأكاديمية فستحتاج إلى معادلة كما هو معتاد.. هذه الأسباب الثلاثة هى التى أراها تشكل صورة ذهنية إيجابية للتعليم الفنى.

التعليم الفنى المزدوج 
وبالنسبة للتعليم الفنى لدىَّ تصور شخصى، بالإضافة إلى المدارس التى أشرنا إليها التى تجمع بين الجانبين النظرى والتطبيقى والتعليم الفنى المزدوج، الآن نرغب فى التوسع بسرعة كوزارة فى المدارس الحكومية الحالية وتطبيق هذا النموذج بما يتناسب مع طبيعة المجتمع.. هذا الموضوع مهم جدًا، على سبيل المثال، فى محافظة دمياط حيث تتركز صناعة الأثاث والموانئ؛ عندما أنظر إلى مناهج المدارس الفنية الصناعية فى دمياط أجد أننى بحاجة إلى تعديلها بالكامل، وإدخال التخصصات المطلوبة فيها، ومن ثم أبدأ فى إبرام بروتوكولات تعاون أو اتفاقيات بينى وبين رجال الصناعة، بحيث يدرس الطالب جزءًا من المنهج فى المدرسة والجزء الآخر فى المصنع، فى المقابل يحصل الطالب على تدريب عملى من أصحاب الصناعات، ودورى كمدرسة هو تدريب الطالب على أحدث فنون صناعة الأثاث.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة