د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم
د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم


تعيين المعلمين بمواصفات غير مسبوقة

وزير التربية والتعليم: بدأنا تطبيق التعليم الفني المزدوج بالمدارس التكنولوجية وسنتوسع فيها

رفعت فياض

الجمعة، 07 يونيو 2024 - 07:59 م

نستكمل اليوم الجزء الثاني من حوارنا مع د.رضا حجازى وزير التربية والتعليم والذى كشف لنا فى الجزء الأول من الحوار في الأسبوع الماضي أن وزارة التربية والتعليم أوشكت على وضع تصور جديد تماما للثانوية العامة يركز على المسارات وليس الأدبى والعلمى حيث سيكون هناك 4 مسارات منها مسار خاص بالذكاء الاصطناعي، وإتاحة الفرصة للطلاب للتحويل من مسار إلى آخر، ودخول الامتحان أكثر من مرة بدلا من نظام الفرصة الواحدة ـ كما أكد الوزير أننا بدأنا خطة تطوير التعليم بالمرحلة الإبتدائية ونستكمل المرحلة الإعداية هذا العام، وتدريس الذكاء الاصطناعى من الابتدائى وحتى الثانوية العامة، وتدريس لغة ثانية بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية بالمرحلة الإعدادية يختارها الطالب مثل اللغة الفرنسية أو الألمانية وذلك لأول مرة هذا العام مع تطوير شامل للمرحلة الإعدادية ـ كما بدأنا فى تحفيز التلاميذ للإقبال على التعليم الفنى والتوسع فى تطبيق نظام الفنى المزدوج والذى يدرس فيه الطالب جزءا فى المدرسة والآخر فى المصنع أو الشركة، كما سنقوم بتغيير مناهج مدارس التعليم الفني طبقا لتخصص الأنشطة فى كل محافظة حتى تكون هذه الأنشطة مجالا لتدريب الطلاب عليها أثناء الدراسة ، وستكون التخصصات التي سيتم تدريسها فى المدارس الثانوية الصناعية بدمياط مثلا والتي تشتهر بصناعة الاثاث غير ما سيتم تدريسه فى محافظة الوادى الجديد التى تشتهر بزراعة النخيل والزيتون ـ وكان هذا هو الجزء الثانى من الحوار..

مبادرة لاختيار أفضل ألف مدير

فى البداية أكد د.رضا حجازى أنه قد أصبح لدينا منهج يُسمى «ديسكفري» ويهدف إلى تعليم الأطفال كيفية البحث والوصول إلى المعلومات بأنفسهم، وهو واحد من المناهج الجديدة فى المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى منهج « القيم واحترام الآخر»، ويتضمن هذا المنهج تعليم الأطفال قيمًا مثل الحب، الأمانة، التسامح، والإتقان، هذه القيم المطلقة مهمة جدًا لتربية الأطفال، وكان هذا أحد الملامح الأساسية فى منهجنا، هذا إلى جانب مهارات الحاسب الآلي، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي، وهى مهارات ضرورية لأبنائنا، وقد حققنا تقدمًا كبيرًا فى هذا المجال، حيث قمنا بإدراج منهج لتعليم هذه المهارات فى الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي.

وعقب توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص هذا الموضوع، عقدت اجتماعًا مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتعاون بين الوزارتين فى تطوير هذه المناهج، وبعد أن انتهينا من تطوير المناهج فى المرحلة الابتدائية، انتقلنا مباشرة إلى المرحلة الإعدادية، حيث شكلنا لجنة على مستوى عالٍ جدًا واستعنا بالخبرات الدولية لوضع الإطار العام لمناهج المرحلة الإعدادية، ثم الوثائق النوعية لهذا الأساس.

 مدارس فنية متميزة 

وهل يمكننا التوسع فى عدد هذه المدارس الفنية المتميزة؟ 
- بالفعل هذا هو المطلوب، حيث إن القيادة السياسية ترغب فى ذلك وتؤكد عليه، لأن هذه النماذج ناجحة وبالتالى فالتوسع فيها أمر مطلوب ومرغوب فيه فى هذا الإطار. 

وما المواصفات التى يجب أن تتوافر فى هذه المدارس؟
- يجب أن يكون هناك شريك صناعى موجود، هذا هو الشرط الأساسى لها.. بالإضافة إلى أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية هى حالة خاصة من التعليم والتدريب المزدوج، حيث يقضى الطالب فترة فى المصنع وفترة فى المدرسة، وهذا يوفر تدريبًا عمليًا لأبنائنا. ولضمان نجاح هذا النظام لدينا هيئة تسمى « هيئة إتقان»  وهى مسئولة عن جودة التعليم الفني، بالإضافة إلى إدارة مركزية لتدريب التعليم الفني، والأمر الأهم فى كل ذلك هو تطبيق «نظام الجدارات»، الذى يشمل الجانب المعرفي، والمهاري، والوجداني، والعملى فى نفس الوقت، وهذا يضمن امتلاك الطلاب للمهارات المطلوبة لكل مهنة، وقد تمت هذه العملية بالتعاون مع أصحاب الأعمال، وبالفعل هذه الأمور الثلاثة تجتمع لدينا إلى جانب الخطة الاستراتيجية للتعليم الفنى فى هذا الإطار، وبالإضافة إلى ذلك لدينا مدارس we موجودة بشكل جيد ضمن هذه المنظومة الناجحة.

نعم هناك فرص عديدة لأبنائنا الطلاب فى هذه المدارس، فبعض الدول تطلب الخريجين منها للعمل، وهذه واحدة من الأمور التى نعمل عليها بعمق فى وزارة التربية والتعليم، لأنها لها علاقة بالتشغيل، وهذا ما نسعى إليه.. ونحن نحاول فى وزارة التربية والتعليم زيادة نسبة الاقبال على التعليم الفنى قليلاً عن التعليم العام.

كما أن لدينا فى التعليم العام مادة الأنشطة البحثية، وهى بحث يقوم به ثلاثة إلى خمسة طلاب، ويتعلق بالتحديات التى تواجه الدولة المصرية.. على سبيل المثال، موضوع البحث يمكن أن يكون عن التلوث أو التغيرات المناخية أوالزيادة السكانية، وغير ذلك، بحيث يجتمع الطلاب معًا ويعملون على هذا الموضوع، والفكرة هنا أننا نحاول تعليم الطلاب كيفية التفكير والبحث، وهذا نفس ماتقوم به مدارس المتفوقين «ستيم».

ولدينا خطة استراتيجية للتعليم الفني، حيث نعمل على مواجهة التحديات بشكل فعال، وقد بدأنا بالفعل فى بناء هذه الخطة مع الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم. 
وبالنسبة لمرتبتنا عالميًا، فقد ارتفعت لتصل إلى المركز 46 من بين 135 دولة، بعد أن كانت تقريبًا فى المركز 134. 

وبالنسبة لمدارس  we أنشأنا 12  مدرسة، وجار حاليا إنشاء 5 مدارس أخرى، والمستهدف على المدى البعيد وجود مدرسة على الأقل فى كل محافظة، وهذا من المدارس المشرفة حيث يتعلم فيها الطالب البرمجة وغيرها، وهذا بالتأكيد ما تسعى إليه الدولة المصرية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات.

 التعليم الفنى المزدوج 

- بالنسبة للتعليم الفنى لدىَّ تصور شخصي، بالإضافة إلى المدارس التى أشرنا إليها التى تجمع بين الجانب النظرى والتطبيقى والتعليم الفنى المزدوج، الآن نرغب فى التوسع بسرعة كوزارة فى المدارس الحكومية الحالية وتطبيق هذا النموذج بما يتناسب مع طبيعة المجتمع.. هذا الموضوع مهم جدًا، على سبيل المثال، فى محافظة دمياط حيث تتركز صناعة الأثاث والموانئ؛ عندما أنظر إلى مناهج المدارس الفنية الصناعية فى دمياط أجد أننى بحاجة إلى تعديلها بالكامل، وإدخال التخصصات المطلوبة فيها، ومن ثم أبدأ فى إبرام بروتوكولات تعاون أو اتفاقيات بينى وبين رجال الصناعة، بحيث يدرس الطالب جزءًا من المنهج فى المدرسة والجزء الآخر فى المصنع، فى المقابل يحصل الطالب على تدريب عملى من أصحاب الصناعات، ودورى كمدرسة هو تدريب الطالب على أحدث فنون صناعة الأثاث.

لماذا لا نطبق هذا النموذج فى دمياط وفى الوادى الجديد؟ ولماذا لا ننفذه فى مجموعة من المحافظات التى تتميز بأنشطة معينة، وبذلك نربط بين الطالب والجانب التطبيقي، وعندما يتخرج يكون جاهزًا لسوق العمل؟

هذا الكلام الذى تقوله صحيح تمامًا بنسبة 100٪ وهو ما نقوم به بالفعل فى المدارس التكنولوجية التطبيقية، بمعنى مثلا فى دمياط أصحاب الأعمال الرئيسيين هم العاملون فى صناعة الأثاث، لذلك نفتح مدارس متخصصة بمناهج متوافقة مع المهارات المطلوبة، ونظرا لضخامة النشاط الصناعى فى دمياط لا تكفى مدرسة واحدة لتلبية الاحتياجات، نحن نشجع هذا الاتجاه، حيث إن الدولة المصرية تدعم وتشجع القطاع الخاص، وعندما يأتى رجال الأعمال لدعم هذا الاتجاه نرحب بهم بالطبع، ونشجعه أيضا فى باقى المحافظات كما تفضلت وذكرت فى الوادى الجديد وأسوان.
لدينا 71 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية موزعة على الجمهورية فى المجالات التى تتناسب مع طبيعة كل منطقة، وأتمنى أن نتمكن من تطبيق ما نقوله بالتعاون مع أصحاب الأعمال، وأن نتوسع فى هذا الاتجاه، لأن الدولة المصرية تسعى جاهدة للتوسع فى هذا النوع من التعليم، ونحن كوزارة نسعى لتحقيق ذلك، لا ننتظر أن يأتى إلينا أصحاب الأعمال بل نحن نبادر بالسعى لتحقيق التعاون معهم، هذا ما يحدث فعلاً الآن، ونحن نوسع هذا النوع من التعليم لأنه يمثل الطفرة الحقيقية فى التعليم الفني.

 رعاية الموهوبين وتعيين المعلمين 

وماذا عن رعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم ؟ 
- فيما يتعلق برعاية الموهوبين لدينا مدارس «ستيم» ولدينا منها 21 مدرسة، الطالب المتفوق فى المرحلة الإعدادية يجتاز اختبارات أخرى فى المركز القومى للامتحانات وبعدها ينضم إلى مدارس «ستيم»، وهى مدارس مشرفة للغاية وقد زار الرئيس عبد الفتاح السيسى إحدى هذه المدارس فى المنيا، وكانت النتائج مبهرة.. ولدينا فيها أيضًا إنجازات رائعة، حيث عاد طلابنا منذ عدة أيام من مسابقة  فى لوس أنجلوس، حيث فاز أربعة منهم على مستوى العالم.
وهنا أؤكد أن هذا التطوير الذى نتحدث عنه، لن يكون بدون المعلم، لذا كان لدينا عجز فى عدد المعلمين، والرئيس والحكومة المصرية أعطى توجيهاته بتوظيف 150 ألف معلم خلال 5 سنوات، بما يعادل 30 ألف معلم فى كل عام، والنقطة التى أريد تسليط الضوء عليها هنا هى آلية الاختيار.. كيف يتم اختيار المعلمين؟ هذا أمر بالغ الأهمية. فقديمًا، كانت الإعلان عن التوظيف يتم على مستوى الجمهورية، وبعد ذلك كان يذهب المعلم من القاهرة إلى أسوان، ثم بعد استلام العمل يقول: «أرغب فى العودة»، فيما يعرف بموضوع الاغتراب، وكان يعتمد التوظيف على تقديره فى الشهادة الجامعية، لذا قمنا بتعديل اللائحة، وعندما حددنا النقص فى كل محافظة على مستوى الإدارة التعليمية، أصبحت الإعلانات الخاصة بتعيين مدرسين جدد لكل محافظة على حدة، أى من أبناء المحافظة، حيث يتم الإعلان عن الحاجة لمعلمين طبقا للعجز فى كل محافظة ووفقا للتخصصات المختلفة، وذلك فى ضوء النقص الحاصل فيها.
والجهة التى تدير توظيف المعلمين هى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، المتقدم يبدأ بتقديم الطلب، ويخضع لاختبار الذى يتكون من خمسة مكونات: التخصص، التربوي، الثقافة العامة، الآيس تي، واللغة الأجنبية لأنه حتى لو كان متخصصًا فى تدريس اللغة العربية أو الدراسات الاجتماعية، فيجب أن يتمتع بمستوى مقبول فى اللغة الأجنبية أيضًا، هذه المرحلة يجب أن يجتازها، وأراها مهمة جدًا،وهناك جهة أخرى تدير هذا العمل بحيادية وشفافية، أعتقد أنه من أنزه المسابقات التى تمت للتعيين هى ما يتم تنفيذها حاليًا، وهذه هى الآلية التى تعتمدها الوزارة الآن، فى ظل التوجهات السياسية.

 التدريب بعد الاختبارات 

وماذا بعد إجتياز المتقدمين للتعيين كمدرسين لهذه الاختبارات ؟ 
- بعد اجتياز الاختبارات فى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، يتعين على المتقدم أن يخضع لتدريبات تُنظمها وزارة التربية والتعليم، وأنا أقصد بـ«اجتياز» ليس مجرد الحضور، بل بعد حضور الدورات التدريبية، يُعاد تقييمه مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان يتمتع بالمهارات المطلوبة أم لا؟ هل يستحق أن يكمل البرنامج التدريبى أم لا؟ وهل يستحق أن يجتاز البرنامج التدريبي؟ خاصة فيما يتعلق باللياقة البدنية والذهنية،  وبالنسبة لطريقة عرضه فى الكلام، نحتاج إلى معلم يتمتع بمواصفات محددة تمامًا، هذا هو واحد من آليات اعتماد المعلمين، وبالإضافة إلى ذلك فقد بدأنا فى وضع آلية لتنظيم العمل بنظام الحصة، وسيشارك فى ذلك الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، حيث سيسهم فى تلبية احتياجاتنا من المعلمين، بالإضافة إلى التركيز على التطوير المهنى المستمر لهم، وبالتالى قمنا بعمل وثيقة جديدة لتطوير المهنة للمعلمين فى ضوء التحول الرقمى والمهارات الجديدة.

 مبادرة الألف مدير 

وماذا عن مبادرة الألف مدير التى تم استحداثها مؤخرا ؟ 
- المديرون لدينا كان يتم ترقيتهم قبل ذلك حسب الأقدمية، إلا أننا قمنا بتحويل هذه الآلية فى الترقية من الطريقة التقليدية إلى انتقاء المدراء بناءً على الكفاءة والأداء، ومبادرة الـ1000 مدير تعنى أننا نقوم باختيار مجموعة من هذه الكفاءات ليخضعوا لبرنامج تدريبى مكثف يمتد لستة أشهر يحصلون بعدها على دبلومة كاملة فى مجالات القيادة والأمن القومي، وعند اجتيازهم لهذا البرنامج، يصبحون مديرين للمدارس حتى لو كان عمرهم صغيرًا.. وهذا هو الواقع الآن، حيث أصبح لدينا 350 مدرسة الآن بها أحدث الكفاءات التى أحدثت فارقا كبيرا فيها، ويتابعهم المركز القومى للامتحانات.

 ميكنة الامتحانات 

وماذا عن ميكنة الامتحانات ؟ 
- نحن الآن  على وشك انطلاق امتحانات الثانوية العامة، ولدينا بنكٌ من الأسئلة يتم سحب أسئلة امتحانات الثانوية العامة منه، وهناك لجنة تقوم بفحص الامتحان فقط قبل طباعتها، وهنا لن نترك أحدًا يقوم بوضع الأسئلة وفقا لرغبته، حيث نقوم بسحب الأسئلة من البنك بمواصفات معينة، ثم نقوم بتقديمها للطلاب، وتكون مواصفات امتحان هذا العام هى نفس مواصفات العام الماضي، وبعد ذلك تبدأ عملية التصحيح الإلكترونى لضمان النزاهة، وبالتالي، يتم تقليل شكاوى الطلاب إلى حد كبير، لأن العنصر البشرى لا يكون حاضرًا فى هذه العملية، ودورنا هو أن نضمن توفير مساواة الفرص لأبنائنا.

 أولاد الأكابر 

وماذا عن اللجان التى كان يطلق عليها لجان أولاد الأكابر فى الثانوية العامة والتى تسببت فى ظاهرة الغش الجماعى وضربت مبدأ المساواة فى مقتل؟ 
- كانت هذه واحدة من الأمور التى تتم فى السابق للأسف، حيث كانت هناك تحويلات لطلاب فى الثانوية العامة قبل الامتحانات من أماكن إقامتهم الحقيقية إلى لجان امتحان بمحافظات أخرى معينة والنتيجة معروفة ـ أما الآن فقد تمت السيطرة على هذا الموضوع،  وأصبح فقط من له الحق فى التحويل من محافظة لمحافظة أخرى هو من ننفذ له رغبته، وقمنا بتنفيذ ذلك هذا العام لأننا كدولة مصرية وكوزارة تربية وتعليم نحرص على توفير فرص متساوية، وأن كل شخص يستحق ما يجتهد من أجله، ولا يمكن أن يكون هناك تساو فى الجهد والمكافأة، بمعنى أن يحصل المتفوق على حقه، والمتوسط يحصل على حقه، والضعيف أيضًا يحصل على حقه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة