الإثنين، 03 يونيو 2024 - 09:41 ص

تحكي القطع الفنية القديمة قصصاً غامضة وحيوية عن حياة الشعوب التي صنعتها، تمثال امرأة مصرية يحمل قطع اللحم، الذي يعود إلى الفترة الواقعة بين عامي 1981 و1975 ق.م، يعد من أبرز الأمثلة على الفن المصري القديم، هذا التمثال الفريد، الموجود حالياً في متحف «المتروبوليتان»، يكشف عن تفاصيل دقيقة حول حياة المصريين القدماء وأدوار النساء في المجتمع آنذاك.

اقرأ أيضا:مقتنيات أثرية جديدة بين جنبات متحف الاقصر

تفاصيل التمثال ووصفه:

يمثل التمثال امرأة تسير بخطى واثقة إلى الأمام بقدمها اليسرى، وتحمل فوق رأسها سلة مليئة بقطع من اللحم، في يدها اليمنى، تحمل بطة حية وتمسك بها من جناحيها، هذا المشهد يصور بوضوح دور النساء في الأنشطة اليومية للمجتمع المصري القديم، حيث كانت المرأة تشارك في الأعمال الزراعية والتجارية المختلفة.

اكتشاف التمثال:

تم اكتشاف هذه التحفة الفنية النادرة من النحت الخشبي في غرفة مخفية داخل ممر جانبي يقود إلى المقبرة الحجرية للقائد الفرعوني مكت رع، مكت رع، الذي بدأ حياته المهنية تحت حكم الملك منتحوتب الثاني من الأسرة الحادية عشرة، استمر في خدمة الملوك الذين تلوه حتى السنوات الأولى من عصر الأسرة الثانية عشرة، إن العثور على هذا التمثال في مقبرة مكت رع يضفي بعدًا تاريخيًا إضافيًا على أهميته، مشيرًا إلى دوره في طقوس الدفن والاعتقاد بالحياة بعد الموت.

التحليل الثقافي والفني:

يعكس التمثال دقة النحت المصري القديم وحرفية الفنانين في تلك الفترة، استخدام الخشب كمادة للنحت يبرز براعة النحاتين في التعامل مع المواد المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، تصوير المرأة في موقف نشط وعملي يسلط الضوء على دور النساء المصريات في مجتمعهم، مما يعطي لمحة عن التوازن بين الأدوار الاجتماعية والاقتصادية في مصر القديمة.

إن تمثال المرأة المصرية التي تحمل قطع اللحم ليس مجرد قطعة فنية، بل هو نافذة على حياة وتقاليد المصريين القدماء، يظل هذا التمثال شاهدًا على مهارة الفنانين المصريين القدامى وقدرتهم على نقل تفاصيل الحياة اليومية من خلال فنهم، مما يساعدنا في فهم أعمق لحضارة مصر القديمة وعظمتها.