قوة عسكرية
قوة عسكرية


مصر تحافظ على أمنها القومى فى مواجهة تهديدات الاتجاهات الأربعة

تشكيل قوة عسكرية فاعلة لمواجهة التحديات وتأمين الأهداف الحيوية

عمرو جلال

الأربعاء، 05 يونيو 2024 - 08:33 م

نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى باقتدار خلال سنوات الماضية فى أن يضع ويطبق ويفرض استراتيجيات أمنية وعسكرية قاد بها الأمة المصرية نحو بر الأمان تلك الاستراتيجيات العسكرية والأمنية التى تم العمل بها لحماية هذا الوطن لم تكن وليدة الصدفة بل هى نتاج عمل وعلم واستطلاع كاشف و دقيق للأوضاع الأمنية والسياسية والعسكرية فى المنطقة والعالم .

لقد نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى طوال السنوات الماضية فى إدراك واستشراف التهديدات المستقبلية ومواجهة أصعب الاختبارات العسكرية والأمنية وتطوير القوات المسلحة المصرية والنجاح فى صد تهديدات خطيرة على الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة لمصر فضلاً عن حسم معركة الإرهاب داخليا والقضاء على بنيته التحتية بل وتطبيق استراتيجيات عسكرية وأمنية جديدة بوضع خطوط دفاعية حمراء خارج حدود الدولة المصرية لحماية أمنها القومى والتحذير من الاقتراب منها.

الاتجاهات الأربعة

لم يسبق أن تعرضت مصر طوال تاريخها لتهديدات تستهدف أمنها القومى من الجهات الاستراتيجية الأربعة… أول هذه الاتجاهات وأخطرها هو ما يسمى الاتجاه الإستراتيجى الشمالى الشرقى وتقصد به سيناء والذى يعتبر منذ نشأة مصر بوابة التهديدات الأولى والتى جاءت منها هجمات الهكسوس والحروب الصليبية ومر منها الفتح الٍإسلامى وفى العصر الحديث احتلها العدو الإسرائيلى، بعد نكسة 1967 وبعد ثورة 30 يونيو حاولت التنظيمات الإرهابية المتطرفة التمركز فى سيناء لإنشاء ما أطلقوا عليه دولة الخلافة ثم أخيراً التوترات الحدودية بسبب حرب الإبادة على غزة..

أما الاتجاه الاستراتيجى الثانى فهو الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الغربى ويقصد به الحدود المصرية-الليبية بينما يعتبر الاتجاه الجنوبى هو الاتجاه الاستراتيجى الثالث للأمن القومى المصرى، ويقصد به الحدود المصرية مع دولة السودان حتى منابع نهر النيل، والبحر الأحمر وأخيراً يقصد بالاتجاه الاستراتيجى الرابع للأمن القومى المصرى الاتجاه الشمالى من ناحية البحر الأبيض المتوسط .

الاتجاهات الأربعة لم تشهد أبداً طوال تاريخ مصر التعرض لتهديدات فى توقيتات متزامنة لكن هذا الأمر هو ما نعيشه اليوم من استهداف وتهديد يأتى من جميع الاتجاهات بالتزامن سواء بسقوط النظام فى ليبيا و السودان وتهديدات سد النهضة والصراع على الغاز فى شرق المتوسط والحرب على غزة ثم هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.

اقرأ أيضا| للحماية من الأمراض.. 5 أوقات يجب فيها غسل اليدين أثناء أداء مناسك الحج

البداية كانت من مشهد إدراك الرئيس عبدالفتاح السيسى للتحديات والتهديدات التى ستواجه الدولة مستقبلا وكانت تلك نقطة الانطلاق والنجاح لبناء استراتيجيات المواجهة فى المجال الأمنى والعسكرى.. المخاطر والتهديدات الأمنية على مصر مع بداية تولى الرئيس مقاليد الحكم وقتها لم تكن واضحة بصورة كاملة أمام الجميع كما هى الآن.

رؤية مستقبلية

بدأ الرئيس السيسى فى الإعداد والتجهيز لمرحلة ما بعد إدراك وتحديد التهديدات و علم أن التهديدات لن تكون مقصورة فقط على الداخل المصرى ولكن سيأتى الكثير منها من خارج مصر وعمل الرئيس على وضع استراتيجيات عسكرية وأمنية للمواجهة وهنا كانت نقطة البداية بتحديث منظومات التسليح لتتمكن القوات المسلحة من المواجهة والعمل خارج الحدود لمسافات كبيرة ولأزمنة طويلة وشاهدنا بعد ذلك قطع بحرية ضخمة مثل حاملتى المروحيات ميسترال «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات» والفرقاطات على مختلف أنواعها و طائرات الرافال الفرنسية وطائرات الميج والكاموف والغواصات الألمانية وتحديث منظومات الدفاع الجوى ومنظومات القوات البرية بالكامل وكان تحديث منظومات التسليح هو الخطوة الأولى فى بناء منظومات أمنية تحقق أهداف حماية الأمن القومى المصرى ومواجهة الارهاب المحتمل.

ولا يخفى على أحد أن تحديث منظومات التسليح كان له العديد من العقبات أولاها هى توفير التمويل ويحسب للشعب المصرى أنه رغم الصعوبات الاقتصادية وقتها إلا أنه تم العمل على توفير التمويل لشراء منظومات التسليح الحديثة مع اختلاف أنواعها وكانت العقبة الثانية هى تفهم الدول المصنعة للسلاح على اختلاف توجهاتها للاحتياجات المصرية ومعلوم أن بيع الأسلحة لدول فى الشرق الأوسط هو أمر غير سهل خاصة فى حالة قيام الدولة بتنويع مصادر تسليحها..

أيضا يحسب للرئيس السيسى الاهتمام بالتصنيع العسكرى حيث تم الاتفاق على عقود تصنيع محلية داخل مصر لاستعادة دور مصر فى تصنيع أسلحتها.

كما حرص الرئيس على استيعاب المقاتل المصرى لجميع منظومات التسليح الحديثة وأن يتم ذلك فى زمن قياسى والدليل على ذلك أن كل الاسلحة التى تم التعاقد عليها ظهرت خلال المناورات والتدريبات المصرية الكبرى وظهور تلك الأسلحة فى المناورات الضخمة بالذخيرة الحية هو دليل عملى على استيعاب تلك الأسلحة بمختلف منظوماتها و كان هذا الاستيعاب السريع والعمل عليه ضرورة لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية مما شكل قوة ردع قوية أمام أى دولة أو جماعات إرهابية تمثل تهديدا على الأمن القومى المصرى.

«سرت - الجفرة»

فـى عـام 2020 أسـس رئـیس الجـمهوریـة الـقائـد الاعـلى لـلقوات المسـلحة لـفكر عـسكرى جـدیـد وهـو الخـطوط الـدفـاعـیة خـارج الحـدود عندما حذر من أن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية يعتبر بمثابة «خط أحمر» وهى مسافة تـصل الـى ألف كيلو متر ولـیس بـها اى تـحصینات مـثل الخـطوط الـدفـاعـیة المعتادة، ولـكنها تعتمد عـلى قـدرة الـقوات المسـلحة الـمصریـة عـلى الـعمل خـارج الحـدود لـمسافـات كـبیرة وفى توقيت حاسم لـتدمـیر أى عـدائـیات تـقلیدیـة او غـیر تـقلیدیـة تتجاوز هذا الخط وبـذلـك سجـلت الـعسكریـة الـمصریـة فـكرا جـدیـدا للخـطوط الـدفـاعـیة خـارج الحـدود والـتى لا تـعتمد عـلى الـتحصینات والتجهیزات الثابتة

قوة الردع

نحن نعيش فى عالم لا يعرف غير القوة ومعروف أن الدول التى ترعى وتدعم الكيانات العدائية ترصد وتتابع القوة المصرية وليس الأمر قوة معدات وأسلحة فقط ولكن أسلوب استخدامها فى العمليات لتحقيق نتائج فعالة وحاسمة وتلك الكيانات العدائية والإرهابية لم ولن تكن ترتدع الا عندما أيقنت امتلاك مصر لقوة حاسمة ورادعة وقوات قادرة ومستعدة لاستخدام منظومات التسليح الحديثة فى أى وقت واذا لم تكن القوات المسلحة المصرية بهذا المستوى العسكرى المحترف لخرجت تلك المليشيات المسلحة فى اليوم التالى تخترق خط سرت الجفرة دون أى مبالاة..

هذا الفكر وتلك الاستراتيجيات التى أشرف على تنفيذها الرئيس خلال السنوات الماضية كان لها الفضل فى تحقيق النجاح الكبير لدحر الإرهاب الداخلى ومواجهة التهديدات بمختلف أشكالها أما العدائيات الخارجية فلا تزال قائمة ولم تنته بسبب عدم انتهاء الإرهاب والفوضى فى الدول المحيطة واليقظة لا تزال مطلوبة والاستراتيجية العسكرية المصرية لا تتوقف من خلال استمرار التطوير والتحديث والتدريب وتنويع مصادر التسليح مما يشكل قوة ردع لأى قوى تفكر فى الاعتداء على الأمن القومى المصرى داخل الحدود أو خارج الحدود و الاستراتيجية العسكرية الناجحة حافظت على كيان الدولة المصرية ووحدتها وشكلت مظلة قوية وتحتها تم تنفيذ جميع مشروعات التنمية غير المسبوقة داخل الدولة.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة