الإثنين، 10 يونيو 2024 - 05:45 م

تنطلق الشمس من بين ثنايا العتمة فيبدأ شعاعها يشرق علي كل الوجوه التي تواصلت مع السكون، تبحث عن رزقها تندفع بقوة الي إعمالها لا تعترف بالملل، اتجاهان مختلفان اتجاه تجد فيه السرور الذي يتخطى مسافات الصمت فتزدهر الوجوه بالابتسامة ترحب بك تهمس لك بود تدعوك الي نسيان الألم تحثك علي الامتزاج والتداخل في تلك البيئة المليئة بالبراءة والأرض البكر التي لا تعرف إلا صوت الهمسات وتغريد العصافير وعزف الألحان الجميلة، يكون فيها الصباح استمرار للبقاء، فيه أجمل معاني الوفاء.

إما الاتجاه الأخر فوجوه تبحث عن العودة من الرحيل وهجير البعاد والتماع شمس الأمل وإطلالة نسمات الارتياح، تريد أن تكبت الصمت وتخرج من نطاق الانطفاء إلى مساحات الاحتفاء تناجي الشموع لكن تخنقها الدموع.

نداءات الانكسار تتواصل في الأعماق تحرق جميع الأوراق يخالط فيها الفرح الظلام والبهجة الزحام والخطوة الآلام والنهار والعتمة، بين التواصل والاحتراق مشاعر تتأجج بل تلتهب تدفعنا تجاه مسار ، الحزن رغم كل الصخور التي تحيط الواقع لكن هناك بصيص أمل يحدونا لتجاوز عقبات النسيان والابتعاد عن الأحزان وطي صفحات الألم ،نحلم ونظل نحلم نعيش فيه ثواني الغيبوبة ، نفيق أحيانا ونغفوا أحيانا أخري نزحف إلي مرافئ السكون نبحث عن صوت يعيد التوهج للشمعة بعدما أضناها التعب ويعيد للصوت تهدجه ونغماته الجميلة بعد إن اختفي في محيطات لا يرغب السير في أمواجها ،

 يشعر بأنها سوف تغرق مركبة بل ترمي به بعيداً عن شاطئ الأمان يخاف يتألم بتأوه يناجي لكن صوته خفت فلا يسمع همسة إلا القليل ممن حوله فلا يشعرون بمآسيه.

يلاطفه الجميع يدعونه للاستمرار بين دقائق بهجتهم وحروف شوقهم ،يقدرونه يحتفلون بقدومه علي طريقتهم الخاصة، يجد كل ترحيب منهم لكنه مع كل ذلك له ليل لا يعيشه إلا وحده ونهار تندفع فيه ألاماني يردد أحلى نشيد، يكون للعيد عنده بهجة واللقاء فرحة وللاستمرار شذا يعطر الأيام فيحل الارتياح محل الاحتراق والتواصل بدل الانقطاع والأمل مكان الضياع وفقدان الاتجاه ، هناك حلم لا زال يخبو  فينطلق من مخبئة في يوم من الأيام ، ويودع لحظات الرحيل ويعود للنغم رونقه، يجوب الأفاق يحمل تباشير الصباح وجهه يحمل لكل الناس الخير يرجو إن يتبعدوا عن التعايش مع الحزن بل لا يفرح إلا حينما تعلو الابتسامة شفاه الجميع .