جانب من جلسات تطوير مناهج المدارس الفنية بمشاركة ممثلى سوق العمل
جانب من جلسات تطوير مناهج المدارس الفنية بمشاركة ممثلى سوق العمل


هزمنا الصورة السلبية.. وتخصصاتنا مطلوبة فى سـوق العمل.. والجامعـات التكنولـوجية في انتظاركم

التعليم الفني .. مستقبل التنمية| رسالة من طلابه المتميزين إلى خريجي الإعدادية

عبد الجليل محمد- علاء حجاب

الثلاثاء، 18 يونيو 2024 - 04:12 م

التعليم الفنى لم يعد بديلا للثانوية العامة، وبالأرقام أصبح الاقبال عليه يفوق مدارس التعليم العام الثانوى بنسبة 58% من عدد طلاب الاعدادية، ومدارس التكنولوجيا التطبيقية لا تقبل الا المتفوقين فى الشهادة الاعدادية، وأصبحت مدارس التعليم الفنى، تضم تخصصات فى البرمجة والذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى والطاقة المتجددة، بجانب تخصصات كثيرة يحتاجها مجتمع الأعمال.

«الأخبار» تقدم رسالة من طلاب التعليم الفني، لخريجي الشهادة الإعدادية الذين يقفون الآن فى مفترق طرق، بين اختيار الثانوي الفني، أو الثانوي العام.

■ عدد من طلاب التعليم الصناعي أثناء أداء اختبارات بإشراف أحد الممثلى الشركات والمصانع

الرسالة على لسان طلاب كثيرين بمدارس التعليم الفنى اختصارها أننا «هزمنا الصورة السلبية الذهنية لدى المجتمع عن التعليم الفنى، وتفوقنا على الثانوى العام فى نسب الاقبال، وشهادتنا أقصر طريق لسوق العمل وأن الجامعات التكنولوجية فى انتظارك و80% من طلابها خريجو التعليم الفنى».

وسط نظرات يملؤها الأمل فى غد أفضل تلمع أعين الطلاب فى مدارس التعليم الفني بعد تطويره، للوصول إلى فرصة عمل حقيقية، سواء داخل أو خارج مصر، والمفاجأة أن كثيرا منهم حاصل على مجموع فى الشهادة الإعدادية أعلى من تنسيق التعليم العام، وهو ما يؤكد أن التعليم الفنى لم يعد رديف الثانوى العام وأصبحت أفكارا من الماضى وأن الدبلوم ليس عيبا، والجميع يبحث عن فرصة العمل بمهارات حقيقية وليس بحفظ كلام نظرى.

محمد طالب فى مدرسة ابدأ للعلوم التقنية، يدرس الذكاء الاصطناعى قائلا، إن غالبية الطلاب فى المدرسة، لديهم فكر ريادة الأعمال والجميع يبحث عن تأسيس مشروعه المستقبلى بعد التخرج، والجميع يحلم بالعمل الحر، وهو نجاح هام لفكر تطوير التعليم الفنى.. وقال إن طالب الشهادة الاعدادية يحتاج الى من يرشده، وأقول له حدد هدفك واختر مستقبلك والتعليم الفنى لم يعد مجرد شهادة دبلوم والكثير منا سوف يكمل تعليمه فى الجامعات التكنولوجية المخصصة لخريجى التعليم الفنى.

وتقول هند فارس طالبة المدرسة الفندقية الدولية، إنها اختارت أن تمتلك مهارات شيف المستقبل، دون انتظار الجامعة وضياع 3 سنوات فى الثانوى العام، واختارت التعليم الفنى الفندقى، الذى أصبح قائما على المهارات، وكل تيرم دراسى يختبرنا شيفات من أكبر المطاعم، ونحصل على شهادة بالمهارات المطلوبة ومدى اتقاننا لها.. وأضافت أنها توجه رسالة لكل طالبة وطالب خريج الشهادة الإعدادية وأولياء أمورهم، بأن التعليم الفنى ليس عيبا، ولم يعد مثل السابق مجرد حضور صورى وشهادة بلا قيمة، ولكن أصبح تعليما حقيقيا وشهادة تصل بك إلى سوق العمل من أقصر طريق، خاصة أن المطاعم الشهيرة أصبحت تختبرنا وتعرف قدراتنا وبالتالى يطلبوننا بعد التخرج للعمل فورا.

ويقول أحمد رمضان طالب بمدرسة تكنولوجيا الصيانة بمدينة نصر، ويتعلم فى ورشة لوبان التى أنشأتها الصين بالتعاون مع مصر داخل هذه المدرسة، والذى يتعلم التحكم الرقمى على ماكينات cnc، قائلا إنه يسعى لفرصة عمل بعد تخرجه بمصانع الاستثمارات الصينية داخل مصر أو خارجها.

وأوضح أن تخصصات التعليم الفنى المطورة حاليا كثيرة والمدارس فى كل المحافظات، وأن طالب التعليم الفنى لم يعد يتعلم بطريقة تقليدية، وأن كل طالب لديه ملف «إنجاز» منذ اليوم الأول فى المدرسة حتى سنة التخرج، تشمل جميع تقييمه فى كل المهارات التى يحتاجها التخصص، وهو ما يجعلنا بالفعل عمالة ماهرة.

ويقول باسم إبراهيم طالب فى نفس المدرسة، إن التعليم بالطرق الجديدة يركز على العملى وأصبحنا نقضى فى الورش وقتا اطول من الدفعات التى سبقتنا، وعرفنا أن المعلمين فى بداية العام الدراسى يصنعون لكل طالب ملفا يدون به جميع الملاحظات عن أداء الطالب، وخاصة المهارات العملية المطلوبة فى كل تخصص.. وأضاف أنه يتمنى أن يؤسس لنفسه مشروعا خاصا بعد التخرج، حيث يدرس ريادة الأعمال كمادة أساسية وأعجبته الفكرة أن يكون صاحب أعمال وليس عاملا فى مصنع أو شركة وهو ما ينصح به طالب الإعدادية.

وتقول هبة جمال طالبة فى مدرسة للتعليم الفندقى، إننا حاليا نعيش عصر المشروعات الصغيرة الناجحة والفيس بوك يمتلئ بصفحات المطاعم حتى المأكولات والمشروبات تصنع فى المنزل ويتم تسويقها على السوشيال ميديا، وهو ما جعلها تحب هذا المجال.

وأكدت أن حلمها أن تنشئ مطعما للأكل الصحى، وتتعلم كيف تصنعه، مشيرة إلى أنها تثق فى مشروعها المستقبلى وأنه سوف يحقق نجاحا كبيرا.. وقال وائل أحمد طالب بمدرسة الطاقة المتجددة للتكنولوجيا التطبيقية، إن أشد ما يغضبه نظرة المجتمع للتعليم الفنى، موضحا أن النظام الدراسى الجديد جيد جدا، حيث يعد الطلاب لسوق العمل ويسعى إلى تعليمهم الحرف والمهن عمليا.

وأكد محمد حسين الذى يدرس بمدرسة تجارة التجزئة أن التعليم الفنى حاليا يركز على بناء فكر الطالب اجتماعيا وأخلاقيا وفن الإتقان فى العمل، وهو ما قاله لنا المعلمون فى بداية العام الدراسى، وقالوا لنا إن مدارس التعليم الفنى تهتم أيضا بجانب التدريب وضرورة تعلم الإنتاج والتسويق.

وأشار إلى أن الهدف الرئيسى لأى طالب فى التعليم الفنى بأن يتدرب ويتعلم وينتج بيده ثم بعد ذلك يتخرج ويذهب لسوق العمل فتساعده مهاراته للالتحاق بإحدى الشركات وأصبحنا نؤمن بأن التعليم الفنى هو أسرع طريق لسوق العمل.. وللتعرف على البرامج المختلفة ومدارس التعليم الفنى يمكن الدخول على الرابط التالى:
https://tech.moe.gov.eg/tech/article/importanturls/371


◄ د. رضا حجازي: خريجو التعليم الفني مطلوبون للعمل في دول أوروبية

قفزات وليست مجرد خطوات للأمام، حققها التعليم الفنى منذ عام 2018 بتوجيهات من القيادة السياسية، لخدمة التنمية وسوق العمل المحلى والإقليمى والدولى، وقد تم وضع أهداف محددة للخطة الإستراتيجية للوزارة، وهى بناء الإنسان المصرى، والتشغيل، وسوق العمل .. يقول د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن التجربة المصرية فى تطوير التعليم الفنى شهدت تطورات كبيرة، جعلت العديد من دول العالم يطلبون تطبيقها، والأهم أن العمالة المصرية الماهرة مطلوبة للعمل فى دول أوروبية كثيرة ومنها ألمانيا وإيطاليا ..

■ د. رضا حجازى وزير التعليم أثناء تفقده إحدى مدارس التعليم الفنى

وأضاف أن الدولة عملت على تطوير التعليم الفنى لدوره المهم فى الاقتصاد، بتوفير العمالة الماهرة، بجانب إشراك القطاع الخاص فى المدارس، وخاصة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التى وصل عددها إلى 72 مدرسة حالياً، مضيفاً أن التعليم الفنى فى مصر تقدم من المركز 113 على مستوى العالم إلى المركز 46 حالياً.. وأوضح أن 80 % من خريجى التعليم الفنى لهم حق الالتحاق بالجامعات التكنولوجية وهو ما أوجد مساراً جامعياً لهم لم يكن متاحاً فى السابق ودون معادلة الشهادة .

وأشار إلى أن الدولة المصرية أولت التعليم الفنى أهمية كبيرة، وعلى رأسها صياغة مادة مستقلة فى دستور 2014 للتعليم الفنى والتى نصت على أن تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره والتوسع فى أنواعه كافة وفقاً لمعايير الجودة العالمية وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، تضمنت تحسين ضمان جودة برامج التعليم الفنى بإنشاء أكاديمية مستقلة، وهيئة لجودة التعليم الفنى، وإعادة بناء مناهج التعليم الفنى على أساس منهجية الجدارات، وتدريب معلمى التعليم الفنى على تدريس المناهج الجديدة وتقييم طلابها، وإشراك القطاع الخاص فى تطوير التعليم الفنى، بجانب تحسين الصورة الذهنية للتعليم الفنى بين الطلاب وأولياء الأمور.


◄ الإقبال على مدارس التكنولوجيا التطبيقية يفوق 10 أضعاف استيعابها

تجربة رائدة نفذتها وزارة التربية والتعليم، فى طريق تطوير التعليم الفنى، وهى مدارس التكنولوجيا التطبيقية القائمة على شراكة بين المستثمرين وسوق العمل من جانب ووزارة التربية والتعليم من جانب آخر، بدأت بـ 5 مدارس عام 2018، ووصل عددها حاليا إلى 72 مدرسة موزعة على مستوى محافظات الجمهورية، تضم تخصصات يحتاجها سوق العمل ومنها تكنولوجيا الاتصالات، والبرمجة والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النظم الأمنية، وتكنولوجيا الطاقة النووية السلمية الممثلة فى مدرسة الضبعة، وتخصصات فى اللوجستيات، والطاقة الجديدة، وصناعة المجوهرات، والأمن السيبرانى بالتعاون مع شركاء التنمية الدوليين، ويشهد الاقبال على مدارس التكنولوجيا التطبيقية ما يفوق 10 أضعاف استيعابها.

■ تطوير التعليم الفندقى حقق توفير احتياجات الفنادق

وقامت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بعمل دراسة استقصائية للتعرف على احتياجات الشركات الصناعية بمصر، والمجالات والمهارات التى يطلبها، بالإضافة إلى إعداد تقرير حول مؤشرات التوظيف وتوقعات اتجاهات سوق العمل مع تحليل العجز والفائض فى المهارات، وهو أساس اختيار التخصصات فى المدارس الفنية.

وأوضح د. عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى، ومدير وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية أن التعليم الفنى قاطرة التنمية، لأن خريجيها عمالة فنية تناسب مشروعات التنمية، ومن خلال هذه المدارس يجد الطلاب فرصة عمل سريعة لاحتياج سوق العمل لتخصصاتهم.

وأضاف أن لدينا أدوات تدريب متطورة وعلوما نظرية تحاكى ما نريد تطبيقه فى الحياة العملية، ويسبقه عملية تطوير كبيرة للمناهج، وتدريب للمعلمين فى مختلف المجالات، لافتا إلى أنه يوجد حاليا 72 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية، مؤكدا أن الطلاب بمدارس التكنولوجيا التطبيقية يحصلون على دبلوم تكنولوجى وشهادة معتمدة دوليا، ونحن نعمل على إيصال هذه المدارس لأكثر من 100 مدرسة على مستوى الجمهورية فى مختلف المجالات.


◄ د. السيد حامد: أصحاب الأعمال شاركوا فى تطوير المناهج

أوضح د. السيد حامد مصيلحي، مدير إدارة جودة تدريب معلمى التعليم الفنى بالإدارة المركزية لأكاديمية معلمى التعليم الفنى والمهني، ان مراحل التطوير شملت عنصر أساسى، وهو مشاركة أصحاب الاعمال فى تطوير برامج التعليم الفنى وبناء المناهج وفق منهجية الجدارات المهنية المطلوبة فى سوق العمل، وفى المشاركة فى لجان تقييم طلاب الدبلومات الفنية لتحديد مدى تمكنهم من الجدارات المطلوبة فى سوق العمل، فإن أصحاب الاعمال قد توسعوا فى تقديم برامج التدريب المهارى للطلاب داخل المنشآت الاقتصادية بأنواعها صناعية - زراعية - فندقية من خلال توقيع بروتوكولات مع أصحاب الأعمال ليتعايش الطلاب مع بيئة العمل الحقيقية ويكتسب الجدارات اللازمة.

■ د. السيد حامد

وأضاف انه تم إنشاء مراصد إقليمية لسوق العمل بغرض رصد وتقييم احتياجات سوق العمل من المهن والجدارات المهنية والوظائف الفنية المختلفة كما فى مدينة السادس من أكتوبر، ومدينة العاشر من رمضان، ومدينة برج العرب بالإسكندرية وتعد المعلومات المتوفرة بتقارير مراصد سوق العمل ماده خصبة لتطوير برامج التعليم الفنى واستحداث أو الغاء مهن.

وأضاف ان الوزارة بذلت جهودا مكثفة لتحسين النظرة المجتمعية للتعليم الفنى بالتعاون مع الشركاء الدوليين وذلك عن طريق عقد العديد من المسابقات الخاصة بمهارات الطلاب لتشجيعهم على المنافسة وإظهار قدراتهم الفنية مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويساعد على تحسين الصورة الذهنية عن طلاب التعليم الفنى ومن هذه المسابقات مسابقة شيف المستقبل، مسابقة المهارات الدولية، مسابقة بوابة الابتكار، مسابقة فنى مبتكر، مسابقة نواة الابتكار، مسابقة فنى موهوب. ودائما يتنافس طلاب التعليم الفنى على المراكز الأولى.


◄ الراحل د. محمد مجاهد.. وطني مُخلص ترك إرثًا من الإنجازات

ما بين 14 يونيو 2018 بحلف اليمين نائبًا لوزير التعليم لشئون التعليم الفنى، و26 مارس 2024 رحيله عن عالمنا، هو د.محمد مجاهد، أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، والحاصل على جائزة الدولة التقديرية، وكان مسئولًا عن المجمع التكنولوجى للتعليم الفنى بالفيوم، شهورًا وسنوات من نور قضاها فى إعادة دفة التعليم الفنى لتبحر إلى الأمام، بعد أن تخلفت سنوات إلى الخلف.

■ د. محمد مجاهد

بعد عدة شهور من تكليفه نائبًا للدكتور طارق شوقى وزير التعليم الأسبق، لشئون التعليم الفنى، إلى أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى 2019، عامًا للتعليم، ليبدأ رحلة صعبة من التحديات، عمل فيها بكل جهدٍ وإخلاص، واستطاع تحسين الاستفادة من الجهات الدولية الشريكة فى تطوير التعليم الفنى، ولأول مرة، خرج الإطار العام لمناهج التعليم الفنى إلى النور، وكان أحد العقبات الأساسية قبل عام 2018، والتى أدت لتراجع تصنيفنا الدولى فى التعليم الفنى للمركز 113 من بين 145 دولة على مستوى العالم، ثم أعاد صياغة مناهج التعليم الفنى بالتعاون مع الجهات الألمانية الشريكة والتى يحتل بلدهم رقم واحد فى كل تصنيفات التعليم الفنى الدولية.

■ إحدى لجان تقييم ملف الانجاز لطلاب التعليم الفنى الذى يشمل مهارات التخصص

وكان أحد صُناع فكرة مدارس التكنولوجيا التطبيقية التى قامت على شراكة ثُلاثية بين وزارة التعليم ومجتمع الأعمال وشريك دولى يصمم المنهج طبقًا لاحتياجات سوق العمل.

وبدأ رحلة مستمرة حتى الآن بتطوير مدارس التعليم الفنى، طبقًا لمنهجية الجدارات، القائمة على إشراك سوق العمل فى تقييم الطلاب طبقًا لمهاراتهم ومعارفهم وسلوكياتهم فى كل تخصص.

وكان للدكتور محمد مجاهد بصمات كبيرة فى الاستفادة من اتفاقيات مبادلة الديون، والاستفادة من جزءٍ منها فى تطوير مدارس التعليم الفنى.

استطاع الراحل د. محمد مجاهد، أن يبنى تواصلًا فعالًا مع مؤسسات التقييم الدولية لمستوى التعليم الفنى، وعاش حتى رأى صعود مصر إلى المركز 46 حاليًا بعد أن كنا 113، وهى قفزة مدروسة لا مكان للصُدفة بها، ولكنها نتاج عرق وجهد كبير، ووضع أساس مدارس التعليم الفنى الدولية التى بدأت الدراسة بها بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية.

سيبقى د. محمد مجاهد فى ذاكرة مصر، وطنيًا مخلصًا ونموذجًا للتفانى فى العمل، الغيور على وطنه، وظَلَّ حتى آخر أيامه مُهملًا فى صحته، متفانيًا فى عمله، تاركًا إرثًا من الإنجازات، والأهم هو الحب والود بين كل مَن عمل معهم.


◄ د. محمد موسى عمارة رئيس هيئة «إتقان»: تطبيق «الجدارات» فى جميع المدارس الفنية «سبتمبر» المقبل

أعلن د. محمد موسى عمارة، رئيس هيئة ضمان وجودة التعليم الفنى «اتقان»، ورئيس الإدارة المركزية لمدارس التعليم الفنى بوزارة التربية والتعليم تطبيق منهجية الجدارات فى جميع مدارس التعليم الفنى، مع انطلاق العام الدراسى الجديد سبتمبر المقبل، مشيراً إلى أن خريج التعليم الفنى يتسلم شهادتين الأولى درجات والثانية شهادة مهارات بقدراته على إتقان مهارات التخصص الذى قام بدراسته .

■ د. محمد موسى عماره أثناء شرح طريقة تقييم الطلاب طبقاً لمنهجية الجدارات

وقال إنه تم استحداث العديد من البرامج والمناهج بالتعاون مع ممثلى سوق العمل مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النظم الأمنية، والألعاب الرقمية، وتكنولوجيا الطاقة النووية، واللوجستيات، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتحكم الصناعي، وفنى الطاقة الشمسية، وصناعة الحلى والمجوهرات، وتجارة البيع بالتجزئة، والتسويق والتجارة الالكترونية، و فنى الباريستا، وفنى زراعة نخيل التمر وتصنيع منتجاته، وفنى الزراعة المطرية، وفنى الزراعة الحيوية، وفنى الإنتاج الداجني، وفنى الزراعة الصحراوية، وفنى الزراعة والبيئة، وتخصصات فى تكنولوجيا الفنون، والأمن السيبرانى وذلك بالتعاون مع شركاء التنمية الدوليين.

قصة النجاح يرويها د. محمد موسى عمارة، والبداية مع إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يكون عام 2019 هو عام التعليم، وأطلقت وزارة التربية المشروع القومى لتطوير التعليم المصرى الجديد استرشاداً بمتطلبات الرؤية الاستراتيجية 2030 بالنسبة لمحور التعليم والتدريب من حتمية تحسين جودة نظام التعليم الفنى بما يوافق النظم العالمية .

وأضاف أن التطوير يتصدره فكر «الجدارات» وهو قائم على 3 محاور هى « المهارة والمعارف والسلوكيات، وقبل إطلاق التجربة بـ 9 أشهر عكف مسئولو قطاع التعليم الفنى على الانتهاء من وضع إطار عام للمناهج، تم بناء التطوير على أساسه، وعقد ورش عمل ولقاءات مع معلمى التعليم الفنى فى كل التخصصات ومستمرة حتى الآن، لطرح كل أوراق التطوير عليهم، وإدارة نقاش للإجابة على تساؤلاتهم، حتى تتضح الصورة كاملة، مما جعل تطبيق الجدارات منذ بداية العام الدراسى المقبل فى جميع مدارس الجمهورية للتعليم الفنى أكثر فاعلية ومحققاً لنتائج إيجابية.

وبعد 5 سنوات من التطوير تمكن رجال التعليم الفنى من تحقيق إنجاز كبير والتغلب على الصعوبات الكبيرة للوقوف حاليا بانجازات كبيرة أهمها تحسين الصورة الذهنية عن التعليم الفنى وهو ما تحقق بالإقبال الكبير من الطلاب وأولياء الأمور على دخول مدارس التعليم الفنى، بجانب إنشاء الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد فى التعليم الفنى والتفنى والتدريب المهنى إتقان، وأيضاً إنشاء الوحدة المركزية لدعم وتحسين جودة التعليم الفنى بالوزارة، حيث يتم تصنيف مدارس التعليم الفنى طبقاً لجاهزيتها مع رفع قدراتها للتقدم للاعتماد من هيئة اتقان عندما تبدأ عملها.

وأوضح أن الوزارة بذلت جهوداً كبيرة فى تطوير المناهج طبقا لمنهجية الجدارات بالإضافة إلى رقمنة المحتوى التعليمى، بالإضافة إلى إعداد كوادر قادرة على التطوير، للمشاركة مع خبراء التعليم المحليين والدوليين مع ممثلى سوق العمل لتحديث البرامج الدراسية المطلوبة، وتم تدريب الف معلم وموجه من كوادر التربية والتعليم كمطورين للمناهج لضمان استدامة واستمرارية تطوير المناهج بصفة مستمرة.. وأكد «عمارة» أن ممثلى سوق العمل يؤدون دوراً محورياً فى تطوير التعليم الفنى حيث يشاركون فى جميع مراحل تصميم وإعداد المنهج وتقييم الطلاب، كما تم إنتاج محتوى تعليمى مصور ٢٥٠٠ فيديو تعليمى للعرض على المنصات الالكترونية، إضافة إلى تنفيذ برامج تليفزيونية على قناة مصر للتعليم الفنى لرفع قدرات الطلاب.

وأشار إلى تصاعد أعداد البرامج المطورة من 33 برنامجاً دراسياً تم تطبيقهم فى 107 مدارس فنية، إلى 48 برنامجاً دراسياً تم تطبيقهم فى 118 مدرسة فنية، إلى 75 برنامجاً دراسياً تم تطبيقهم فى 453 مدرسة فنية، إلى 85 برنامجاً دراسياً تم تطبيقهم فى 878 مدرسة فنية، إلى 95 برنامجاً دراسياً تم تطبيقهم فى 1350 مدرسة فنية. وسيتم تطبيق كافة البرامج الدراسية المطورة فى كل المدارس الفنية فى سبتمبر 2024.

وأوضح د. محمد موسى عمارة رئيس هيئة اتقان لجودة التعليم الفنى، أن تحقيق ما تم من تطوير للبرامج الدراسية وتطبيقها فى المدارس الفنية استلزم قيام الإدارة المركزية لمدارس التعليم الفنى والإدارة العامة لمركز تطوير التعليم الفنى بالإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى بتدريب 120 ألف معلم وموجه على المهارات الفنية وطرق التدريس والتقييم والتحقق الداخلى والخارجى، و 30 ألف معلم على منهجى ريادة الأعمال والابتكار والتوجيه والإرشاد المهنى والتوظيف، و 140 ألف معلم وموجه على استخدام منصة Edmodo وتطبيقات Microsoft فى التدريس عن بعد خلال جائحة كورونا، 2120 معلماً على تصميم المحتوى الإلكترونى والتصوير الإحترافي، و 12 ألف معلم على استخدام برنامج التشغيل Windows10 وحزمة MS Office، كما تلقى 120 معلماً تدريباً على التصوير الاحترافى والمونتاج لإنتاج الفيديوهات الاحترافية حيث تم انشاء حقيبة تدريبية لكل برنامج دراسى وتدريبى.

وأضاف أنه تم حديثاً إنشاء الإدارة المركزية لأكاديمية معلمى التعليم الفنى والمهنى (TVETA) لتدريب وتأهيل معلمى ومدققى التعليم الفنى ضمن الهيكل التنظيمى الجديد للوزارة.. مضيفاً أهمية مشاركة أصحاب الأعمال فى تطوير برامج التعليم الفنى وبناء المناهج وفق منهجية الجدارات المهنية المطلوبة فى سوق العمل، وفى المشاركة فى لجان تقييم طلاب الدبلومات الفنية لتحديد مدى تمكنهم من الجدارات المطلوبة فى سوق العمل، فإن أصحاب الاعمال قد توسعوا فى تقديم برامج التدريب المهارى للطلاب داخل المنشآت الاقتصادية بأنواعها صناعية- زراعية- فندقية من خلال توقيع بروتوكولات مع أصحاب الأعمال ليتعايش الطلاب مع بيئة العمل الحقيقية ويكتسب الجدارات اللازمة..

وأشار «عمارة» إلى إنشاء مراصد إقليمية لسوق العمل بغرض رصد وتقييم احتياجات سوق العمل من المهن والجدارات المهنية والوظائف الفنية المختلفة كما فى مدينة السادس من اكتوبر، ومدينة العاشر من رمضان، ومدينة برج العرب بالإسكندرية وتعد المعلومات المتوفرة بتقارير مراصد سوق العمل ماده خصبة لتطوير برامج التعليم الفنى واستحداث أو الغاء مهن، حيث تبذل وزارة التربية والتعليم جهوداً مكثفة لتحسين النظرة المجتمعية للتعليم الفنى بالتعاون مع الشركاء الدوليين وذلك عن طريق عقد العديد من المسابقات الخاصة بمهارات الطلاب لتشجيعهم على المنافسة واظهار قدراتهم الفنية مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويساعد على تحسين الصورة الذهنية عن طلاب التعليم الفنى ومن هذه المسابقات مسابقة شيف المستقبل، مسابقة المهارات الدولية، مسابقة بوابة الابتكار، مسابقة فنى مبتكر، مسابقة نواة الابتكار، مسابقة فنى موهوب. ودائماً يتنافس طلاب التعليم الفنى على المراكز الأولى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة