صورة موضوعية
صورة موضوعية


مصريات| دراسة رجحت استعانة الفراعنة بعمال أجانب لانتشار فقر الدم محليا

محاولة «ماكرة» لسرقة إنجاز بناء الأهرامات

الأخبار

الثلاثاء، 18 يونيو 2024 - 06:36 م

كثيرة هى المحاولات التى سعت لسحب إنجاز بناء الأهرامات من المصرى القديم، ونسب هذا الإنجاز، إما إلى كائنات فضائية أو إلى بني إسرائيل، ولكن دراسة جديدة ارتدت ثوب العلم اتخذت منحى جديدا، وصفها الكاتب في علم المصريات بسام الشماع بـ«الماكر».

ولم يحمل عنوان الدراسة التي أجراها بيرس ميتشل، من جامعة كامبريدج، ونشرت فى دورية علم الطفيليات (أدفانسيس إن باراساتيولوجي)، أى إشارة إلى أن موضوعها هو «بناء الأهرامات»، إذ كانت تتحدث عن الملاريا والبلهارسيا عند الفراعنة، لكن فى ثنايا الحديث عن تلك الأمراض، تمت الإشارة إلى أنها تسبب فقر الدم، الذى يضعف القدرة على القيام بالأعمال الشاقة، ومن ثم جاءت الرسالة الخبيثة التى أراد صاحب الدراسة توصيلها إذ قال إن»انتشار فقر الدم الناجم عن الإصابة بالطفيليات في مصر القديمة، يعني أنهم كانوا سيكافحون لبناء الآثار باستخدام قوتهم العاملة المريضة وحدها، ولم يتمكنوا من بناء مصر القديمة التى نراها اليوم إلا باستخدام العمالة المستوردة، مثل العبيد الذين تم أسرهم خلال الحملات العسكرية».

ويقول كاتب علم المصريات بسام الشماع فى تصريحات للأخبار: «هذه المحاولة التى ترتدي ثوب العلم لسرقة إنجاز بناء الأهرمات، تستخدم لأول مرة، لكنها ساذجة للغاية، إذ من السهل الرد عليها بفيض غزير من الأدلة العلمية والمنطقية، وذلك ابتداء من العينة التى اعتمدت عليها فى الدراسة».

وفحص ميتشل فى دراسته 31 مومياء، بعضها يرجع تاريخه إلى عام 2000 قبل الميلاد، ووجد أن 65% منها كانت إيجابية لداء البلهارسيا ، و40% مصابة بقمل الرأس، و22% تعانى من الملاريا المنجلية، وهو ما دفعه للقول بأن «مثل هذا العبء المرضى لا بد أن يكون له عواقب وخيمة على القدرة على التحمل البدنى والإنتاجية لنسبة كبيرة من القوى العاملة».

ويتساءل الشماع ردا على ذلك: «وهل من الجائز علميا أن نصل إلى حكم عام نطلقه على عموم الشعب، من خلال عينة شملت 31 مومياء».

وإذا كانت الدراسة قد أشارت إلى أن بعض المومياوات يرجع تاريخها إلى عام 2000 قبل الميلاد، وهو تاريخ الأسر المتعلقة ببناء الأهرامات، حتى تستطيع أن تمرر تلك الرسالة الخبيثة، فإن السؤال الثانى الذى يطرحه الشماع: « ولماذا لم تتم الإشارة إلى الفترة الزمنية التى تنتمى لها بقية المومياوات».

وينتقل من ذلك، إلى مبرر ثالث يرفضه العقل لرفض هذه الدراسة، ويقول: « تخيل لو أننى قمت بفحص 31 جثة توفى أصحابها خلال الخمسين عاما الأخيرة فى الصين، بسبب أمراض مثل السرطان والإيدز والفيروسات التنفسية، هل أستطيع حينها أن أقول إن الصين اعتمدت فى بناء نهضتها الحديثة على الأجانب».

والسبب الوحيد الذى كان يمكن أن يدفع الشماع للحكم على تلك الدراسة بأن لديها منطقا، إذا كان صاحبها قد أوجد مزجا بين الدليل الطبى متمثلا فيما توصل إليه، ودليل تاريخى متمثلا فى نص قديم يشير إلى الاستعانة بأجانب فى بناء الأهرامات بسبب انتشار المرض فى مصر القديمة، وهذا لم يحدث.

وأشار إلى أن المصرى القديم، إذا كان قد استعان بأجانب، فلم يكن ليخفى ذلك، حيث توجد رسوم تشير إلى مشاركة أجانب فى بناء معبد الكرنك، ويتساءل مجددا: «هل كان المصرى القديم فى الأسرتين 18 و19 يعلن عن استعانته بالأجانب عند حدوث ذلك، ويخفى هذه الحقيقة فى الأسرات الأقدم؟».

ويختم بالإشارة إلى أنه « كما وجدت الأمراض فى مصر القديمة، كحال أى مجتمع، فإن هناك مشاهد موثقة تشير إلى أنه كان مجتمع صحى يمارس الرياضة، حيث لدينا صور لرياضات المصارعة والملاكمة وما يشبه شد الحبل، وكما كان هناك ملوك من مصر القديمة توفوا فى سن مبكرة، هناك من عاش حتى 91 عاما مثل رمسيس الثانى و 100 عام مثل بيبى الثاني».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة