هانئ مباشر
هانئ مباشر


كلام مباشر

هانئ مباشر يكتب: أحبك.. يا «مكة»

آخر ساعة

الأربعاء، 19 يونيو 2024 - 08:24 م

■ بقلم: هانئ مباشر

●● شعورك عند رؤية «الكعبة المشرفة»..

لأول مرة لا يمكن ان تنساه، ولا تستطيع وصفه بشكل كامل شعور داخلى  بالسكينة والراحة، رغم أن بيت الله الحرام يكون مليئا بالبشر إلا أنك تشعر كأنك مع الله وحدك..
في  أحد مواسم الصيف التى  تبدو كذكرى حالمة، ربما مضى عليها ١٩ سنة - بل هى  على وجه الدقة ١٩ سنة و٣ شهور و١٨ يوما و ١٣ ساعة و٢٥ دقيقة بالضبط - .. 

وصلت مكة فجراً.. قبل الفجر بقليل.. أين هى؟ لماذا لا أراها؟ تبدو كبيرة جداً على التلفاز؟ ألا يجدر بنا أن نرى الكعبة الآن؟ تابعت المسير حتى اقتربنا كثيراً.. ولم تظهر إلا عندما سمحت لنا أسقف الأقواس التى  تحدد مداخل المصلى بأن نرى السماء.. نعم الآن أراها.. يقولون بأن دعاءك الذى  تدعوه فى  أول مرة ترى فيها الكعبة مستجاب..

كنت حضّرت فى  نفسى  شيئا أدعو به، ولكننى  عندما وصلت أحسب بأنه لا دعاء يسعفنى  فى  المقام، لا رغبات تشغلنى  الآن، فقط التواجد والتسليم هو ما ينبغى.. فأنا أيضاً لولا أن الله أراد لنا ذلك لما كان لهذه الكعبة التى  تخطفت نفسى  أثر علىّ، ولما أحسست وأنا أطوف بها وكأننى  وصلت إلى مكان جديد لم أعرفه من قبل، لا فى  الجغرافيا ولكن فى  أماكن النفوس..

عندما رأيت الكعبة حاولت كثيراً أن أغمض عينى  عمّا هو سواها.. وعندما غادرت حاولت كثيراً أن لا أبقى  منها سوى تلك النظرة الأولى، أمشى  نحوها مع السيل كأن الشوق يأخذنى  لا الطريق، أقول متى أذهب إليها من جديد، ولأننى  ممن يؤمنون بأن حجاً واحداً يكفى.. فهذا مناط التكليف، لأننى  أعرف أننى  لن أستطيع أن لا أرى، ولن ينفعنى  إغماض العيون، فيارب.. ارزقنا حجاً إليك على الوجه الذى  ترضاه ولا تحرمنا تلبية أذانك.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة