ولاد رزق 3
ولاد رزق 3


مصطفى حمدى يكتب: لماذا نجح «ولاد رزق 3»؟!

مصطفى حمدي

الجمعة، 21 يونيو 2024 - 05:37 م

موسم سينمائى جديد عنوانه الرئيسى «شباك التذاكر»، وهنا أعنى لغة الأرقام التى تتصدر أخبار الأفلام من حين لآخر، الواقع يقول إن فيلم «ولاد رزق 3» يعتلى القمة بعيدا جدا عن أقرب منافسيه وبفوارق رقمية مليونية، حصد الفيلم ملايين الجنيهات فى دور السينما بمصر والخليج مصحوبا بدعاية ضخمة غير مسبوقة لعمل فنى، كانت مخاوفى فى البداية أن تتسبب هذه الدعاية فى رفع سقف توقعات الجمهور لدرجة تتجاوز قيمة العمل فنيا، ولكن فى مواسم الأعياد هناك حسابات أخرى والدعاية على ما أظن هى العنصر الأكثر تأثيرا فى المعادلة، ولكن هل يعنى ذلك أن «ولاد رزق» نجحوا بالدعاية فقط ؟! لا أظن.

الحقيقة أن موسم عيد الأضحى وعكس ما هو معلن شهد أعمالا متنوعة، ولاد رزق ينتمى لسينما الأكشن ذات الانتاج الضخم، أما فيلم «عصابة المكس» لأحمد فهمى فهو عمل كوميدى ومعه فى نفس التوجه فيلم «اللعب مع العيال» للمخرج الكبير شريف عرفة والنجم الشاب محمد عادل امام، أما فيلم «أهل الكهف» فهو عمل تاريخى بصبغة حربية مأخوذ عن نص مسرحى للكاتب توفيق الحكيم، هذا التنوع أوضح بشدة ذوق الجمهور المصرى والعربى واختياراته، وكذلك أوضح الشريحة الجماهيرية المهتمة بأفلام العيد وهى الشباب، ولهذا كانت خلطة «ولاد رزق 3» الأقرب لهذا الجمهور وكانت سببا فى حصده ما يقرب من 400 مليون جنيه فى مصر والعراق والسعودية ودول الخليج.

منذ الجزء الأول لفيلم ولاد رزق اتضح أننا أمام كاتب سيناريو  متميز هو صلاح الجهينى الذى يبنى حبكة درامية قائمة على فكرة التويست أو الخدعة بالضبط مثل شريط المفرقعات الذى يبدأ بانفجار كبسولة فواحدة تجر خلفها بقية المفرقعات لتكشف أحداث الفيلم، أجاد الجهينى تطبيق هذا التكنيك فى جميع الأجزاء معتمدا على فكرة الفلاش باك من خلال حكاية يحكيها فى كل مرة أحد أفراد عصابة ولاد رزق، نفس الأسلوب تقريبا انتهجه، ففى الجزء الأول حكى القصة أحمد الفيشاوى، وفى الثانى حكاها أحمد داود، وفى الثالث يحكى أحمد عز القصة ببناء سردى محكم لا تنفك عقدته إلا فى المشاهد الأخيرة، ولكن هذه المرة نجح الكاتب صلاح الجهينى فى خلق أكثر من عقدة وتويست قادر على ابهار المشاهد بصورة أراها أهم من الابهار الذى صنعه المخرج طارق العريان بتحطيم مئات السيارات فى مشاهد أكشن هى الأعلى تكلفة وانتاجا فى تاريخ السينما المصرية تقريبا، وهذا يحسب بلا شك لجهات الانتاج المتعددة التى شاركت فى انتاج العمل بطموح كبير جدا.

الاشارة إلى الكاتب ضرورة لأنه العنصر الأهم فى اللعبة، ولو كان صلاح الجهينى قد راهن على المفارقات والتويستات الذكية، فرهانه قائم على دراية وموهبة حقيقية من كاتب يجيد ادارة هذه اللعبة بطريقة سلسة وسهلة ومدهشة، لا أظن أن فيلم «ولاد رزق 3» ومن قبله الجزآن الأول والثانى كانت سينجحو بمشاهد الأكشن فقط والانتاج الضخم، ولا الخلطة التى تجمع بين الجرأة فى النص والكوميديا وشعبية الأبطال كانت كافية لهذا النجاح، فعمل بدون كاتب جيد هو أشبه برهان على انفعالات الجمهور الوقتية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة