عدد من زعماء العالم فى ختام أعمال  قمة السلام حول أوكرانيا
عدد من زعماء العالم فى ختام أعمال قمة السلام حول أوكرانيا


لماذا غاب الإجماع عن «قمة سلام أوكرانيا»؟

الأخبار

السبت، 22 يونيو 2024 - 05:39 م

سميحة شتا

مر أكثر من عامين على الحرب الروسية الأوكرانية. وبدا فى عدة مناسبات أن الحرب قد تكون مجرد مسألة أيام، لكن الحرب مستمرة ولا يوجد أى مؤشر على السلام بين البلدين. ومع ذلك، لا تزال الجهود مستمرة لوقف الحرب الدائرة حيث انعقدت قمة للسلام فى بورجنستوك بسويسرا فى الأسبوع الماضى، شاركت فيها أكثر من 90 دولة أدانت فيها الدول الغربية وحلفاؤها الغزو الروسى لأوكرانيا. ومع ذلك، فشلت الدول الموالية لأوكرانيا فى إقناع دول عدم الانحياز بالاجتماع والانضمام إلى البيان المشترك.

وفى البيان الختامى الذى صدر فى نهاية القمة، أيدت غالبية المشاركين دعوة أوكرانيا للسلام، لكن البيان لم يحظ بدعم جميع المشاركين، وكانت السعودية والإمارات والبحرين والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا والهند وإندونيسيا وأرمينيا وتايلاند وليبيا وكولومبيا والفاتيكان والأردن من بين الدول التى اختارت عدم التوقيع على البيان الختامي.

بالطبع لم تتم دعوة روسيا إلى القمة ولم تحضر الصين، التى يعتبرها الغرب الحليف الجيوسياسى لروسيا، والتى اقترحت ـ بالتعاون مع البرازيل ـ عملية سلام خاصة تضم روسيا وأوكرانيا. وشددت بكين على أن اتفاق السلام لابد أن يقوم على احترام «السيادة الوطنية».
جاء عزوف بعض الدول عن توقيع البيان الختامى للقمة بسبب رغبتها فى التوصل إلى السلام عبر انضمام روسيا إلى المفاوضات، كونها أحد طرفى النزاع، وليس عبر فرض قرار دولى على أحد الأطراف.

كذلك وجود علاقات عربية قوية مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على حدٍ سواء، وتريد الدول العربية أن تكون تلك العلاقات متوازنة لا أن تميل إلى كفة على حساب أخرى، حيث اختارت الإمارات ألا تنضم إلى قائمة الدول الموقعة على البيان الختامي، نظراً لدورها كوسيط فى العديد من الملفات المعقدة فى النزاع الحالي.

أما المملكة العربية السعودية فقد أعرب الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية، عن مخاوف مماثلة أثناء إلقاء بيانه فى القمة. وأكد أن أى عملية ذات مصداقية سوف تحتاج إلى مشاركة روسيا.

اقرأ أيضا| رئيس «الأوكراني للحوار»: الحرب الروسية لا تزال معاناة إنسانية للجانبين

وكانت أسباب عدم دعم جنوب إفريقيا للبيان مختلفة، حيث صرح مستشار الأمن القومى فى البلاد سيدنى مومامادى فى بيان بأنه «كان من المفاجئ أن تكون إسرائيل حاضرة ومشاركة فى هذا المؤتمر، بعد خمسة أيام من اتهام لجنة مدعومة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين».

وشكك مومامادى فى شرعية البيان الذى قال رعاته أنه مدفوع بـاحترام القانون الدولى، فى حين اتهم العديد من مسئولى الأمم المتحدة إسرائيل بانتهاك القانون الدولي.

كما اتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية فى غزة فى قضية أمام محكمة العدل الدولية. أما الهند فقد صرح مندوبها بأن الهند تعتقد أن السلام فى أوكرانيا يتطلب المشاركة الصادقة والعملية بين طرفى الصراع.

وفى عشية قمة السلام فى سويسرا، طرح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ما وصفها بخطة السلام لأوكرانيا. وقال إنه إذا سحبت كييف قواتها من جميع المناطق الأوكرانية التى تطالب بها روسيا، بما فى ذلك الأراضى التى تسيطر عليها حاليا أوكرانيا، وتخلت عن أى طموح للانضمام للناتو، فإن موسكو ستأمر على الفور بوقف إطلاق النار وستكون مستعدة لبدء المفاوضات.

وأكد أن اتفاق السلام يجب أن يرتكز على الاعتراف الدولى بمطالبات موسكو بمناطق دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريزهيا وشبه جزيرة القرم الأوكرانية ورفع جميع العقوبات المفروضة على روسيا. وقد نددت أوكرانيا والعديد من المشاركين فى القمة بتصريح بوتين باعتباره «إنذاراً نهائياً» يهدف إلى تعطيل الحدث العالمي.

ويرى الخبراء أن أسباب ضعف وفشل البيان الختامى للقمة فى التوصل إلى حلول يرجع إلى عدة أسباب، منها أنه كان يجب تكثيف المباحثات مع الجانب الروسى أيضاً، لا سيما فى ضوء رد الفعل التهكمى من الرئيس الروسى إزاء انعقاد القمة، وعدم استغلال موقف الصين الحيادى بشكل أكبر لمحاولة التقريب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب استمرار ضبابية المشهد الأوروبي، خصوصاً عقب الانتخابات البرلمانية وهيمنة اليمين المتطرف، ما يعتبر مؤشراً على انتظار تحديد حلفاء روسيا والولايات المتحدة الجدد من هذا الجانب.

كانت هذه القمة فرصة لكييف للحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم لخطة السلام التى صاغتها أوكرانيا.

وتتمثل الفكرة فى تقديم الخطة إلى روسيا مع الإجماع الدولى الذى يدعمها، وليس أمام موسكو بديل سوى قبولها.

لكن هذه النقطة لا تزال تبدو بعيدة المنال، فمع الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى وقت لاحق من هذا العام وارتفاع الأصوات فى أوروبا لصالح الأحزاب اليمينية المتطرفة، المتعاطفة غالباً مع روسيا، فإن الدعم لأوكرانيا قد يتراجع فى الأشهر المقبلة.

كما أن البلاد نفسها منهكة بسبب أكثر من عامين من الحرب: فصفوف المقابر العسكرية فى المقابر فى جميع أنحاء البلاد تتزايد ولم يعد المتطوعون يندفعون إلى مكاتب التجنيد بأعداد كبيرة، وهذا لا يعنى أن كييف تتخلى عن القتال.

اكدت القمة أن النهج الأوكرانى والغربى من غير المرجح أن يحشد الدعم العالمى اللازم لتوليد زخم حقيقى نحو السلام فى أوكرانيا.

والأمر غير الواضح هو ما إذا كانت كييف وشركاؤها سوف تعترف بهذا أم لا. ومن دون إعادة النظر فى نهجهم الحالي، فمن غير المتوقع أن تنتهى حرب أوكرانيا فى أى وقت قريب.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة