برج الورديان
برج الورديان


أصل الحكاية| برج الورديان.. عبق التاريخ وسحر العمارة في غرب الإسكندرية

شيرين الكردي

السبت، 22 يونيو 2024 - 07:11 م

 برج الورديان يعد أحد أبرز المعالم التاريخية والثقافية في غرب الإسكندرية، ويتميز بتصميمه الرائع الذي يجمع بين عناصر القلاع والقصور السويدية التقليدية، يعتبر هذا البرج ليس فقط معلماً معمارياً بارزاً، بل أيضاً رمزاً للعلاقات الثقافية بين مصر والسويد على مر العصور.

** برج الورديان من قلاع القرن التاسع عشر إلى معلم سياحي حديث

برج الورديان تأسس على يد كارل فون جاربر، صاحب مصنع للأخشاب، في القرن التاسع عشر، حيث ألهم تصميمه من قلاع وقصور السويد، وقد اشتراه لاحقاً أسعد باسيلى، قنصل السويد، الذي أضاف له بعض التحسينات والتجديدات، مما جعله نقطة جذب سياحية هامة.

برج الورديان لقي اهتماماً كبيراً من قبل ملك السويد، الذي قام بزيارته، مما أضفى عليه مزيداً من الشهرة والأهمية الدولية، وقد تم تجديده وترميمه عدة مرات عبر السنوات، وأحدث تحديث كبير كان بإضافة رمز الساعة على قمة البرج، ما أعطاه مظهراً حديثاً يتماشى مع متطلبات العصر الحديث.

برج الورديان يظل شاهداً على تاريخ غني ومتنوع، حيث يجذب الزوار بجماله المعماري الفريد والإطلالات الرائعة التي يوفرها على مدينة الإسكندرية، يمثل هذا البرج للزوار والمسافرين عبر العصور نقطة ارتباط حضاري وثقافي بين الشرق والغرب، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من التراث العالمي المشترك.

** مبنى الساعة بالورديان: قصة نجاح كارل فون جاربر في الإسكندرية

كارل فون جاربر  هو من أنشأ المبنى، وولد فى السويد عام 1833م ودرس التجارة حتى جاء إلى مصر عام 1905م وعشق مدينة الإسكندرية التى كانت فى ذلك التوقيت مركزًا للتجارة العالمية وقرر أن يستقر فيها ويعمل فى التجارة واستطاع أن يحقق نجاحًا فى تجارة الخشب وإنشاء وكاله للأخشاب والمناشر والشحن فى 264 طريق المكس فى الورديان وهو مبنى الساعة الذى كان يوجد فيه مكتبه ويدير اعماله منه .

اقرأ أيضا| ريم مصطفى تتألق وتخطف الأنظار أمام برج إيفل

** جاربر مُحب لأعمال الخير

كارل فون جاربر جاء إلى الإسكندرية واستقر فيها وأنشأ مصنع للأخشاب والمناشر ووكالة للشحن بـ 264 طريق المكس وصاحب أول توكيل البوتجاز للغاز فى مصر وشمال أفريقيا .

وأضاف أنه أنشأ 3 مبانى بالإسكندرية هم مبنى البحارة السويدى أمام قصر رأس التين والذى كان يستضيف فيه البحار القادمين من السويد والمبنى الثانى هو موجود على الكورنيش حاليًا فى منطقة بحرى والمبنى الثالث هو مصنع الأخشاب الذى كان يديره وباعه شقيقه عقب وفاته لتاجر الأخشاب اليونانى فى تلك الفترة أسعد باسيلي .

وهناك العديد من القصص والروايات التى تؤكد على حب التاجر السويدى لمدينة الإسكندرية والتى عشقها وقرر أن يدفن فيها وبنى مقبرة له وأوصى أن يدفن فيها ولا يعود للسويد لشدة عشبة لمدينة الإسكندرية ولكنه لم يدفن فيها.

** مؤسس أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم للمكفوفات بالإسكندرية

كان محبوبا من أهالى الإسكندرية ومعروف بحب أعمال الخير فقرر أن يؤسس دار لتحفيظ القرآن الكريم للفتيات المكفوفات من أبناء الإسكندرية وتكفل بمصاريفه رغم أنه كان مسيحى الديانة ولكنه كان يحترم العبادات وأوصى أحد الشيوخ من مسجد المرسى أبو العباس أن يُعلم الفتيات القرآن الكريم ويأتى لهن خصيصا فى الدار التى أسسها "كارل جاربر" لتكون أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم للمكفوفات بالإسكندرية.

وأصبحت هذه المدرسة حديث الشارع السكندرى ونال حب أهالى الإسكندرية لما فعله من أعمال خير وحبه الأهالى وبشاشته والتى استمرت لسنوات طويلة .

** كارل جاربر: من تاجر أخشاب إلى قنصل عام السويد بالإسكندرية

ونظرا لمكانته بالإسكندرية تم تعيينه فى منصب دبلوماسى وهو نائب قنصل السويد بالإسكندرية عام 1921 إلى أن تم تعيينه قنصل عام السويد بالإسكندرية عام 1925 وظل قنصلا فخريا حتى وفاته وحصل على العديد من الأوسمة والنياشين خلال عمله الدبلوماسى منها من الملك فؤاد الأول والرئيس جمال عبد الناصر والبطريركية الأرثوذوكسية وغيرها من الجهات الرسمية.

** بيع المصنع لرجل أعمال يونانى

و أكد أستاذ مساعد التاريخ المعاصر الدكتور إسلام عاصم، أنه بعد وفاة كارل فون جاربر باعت أسرته المصنع لرجل الأعمال اليونانى أسعد باسيلى واستمر فى تجارة الأخشاب لسنوات طويلة حتى جاء قرار التأميم وأصبح المبنى هو هيئة الثروة السمكية والمصايد وأصبحت تابعة للدولة.

وأضاف "عاصم" أن المبنى لم يدخل مجلدات التراث حتى الآن رغم مطالبات عديدة فهو مبنى تاريخى وتم بنائه بدقة شديدة على شكل قلاع وقصور السويد وهى نمط العمارة فى السويد بينما الساعة تدل على التزام المواطنين فى السويد بالدقة فى الوقت وهى سمه مشهورين بها فأراد "جاربر" أن ينقل عمارة السويد ودقتهم فى العمل إلى الإسكندرية ولا زال المبنى موجود حتى الآن ومدون عليها أسمه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة